«القاعدة» تنعى أبو خباب المصري خبيرها الكيماوي و3 من رفاقه

نجل الفقيه والقاضي الشرعي لجماعة الجهاد وزوج ابنته ضمن القتلى

TT

اكد بيان لتنظيم «القاعدة» بثه موقع اسلامي امس، ان خبير الاسلحة الكيميائية في التنظيم قتل فعلا، الامر الذي سبق ان اكده مسؤولون باكستانيون. وذكر البيان الموقع باسم مسؤول التنظيم في افغانستان مصطفى ابو اليزيد، الذي يعرف باسم «سعيد المحاسب»، ان ابو خباب المصري انضم الى «كوكبة الابطال»، وقتل معه اشخاص آخرون. وكانت الولايات المتحدة قد خصصت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار للوصول الى مدحت مرسي السيد عمر المصري الجنسية «ابو خباب». وكان يشتبه في انه يدير معسكرات تدريب في افغانستان. وقال البيان، الذي يحمل تاريخ الثلاثين من يوليو (تموز)، ان الاشخاص الذين قتلوا مع ابو خباب المصري، هم ابو محمد ابراهيم بن ابي الفرج المصري، وعبد الوهاب المصري، وابو اسلام المصري، و«معهم بعض اولادهم». وكانت تقارير صحافية قد قالت ان الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري قتل في الغارة نفسها، الامر نفته حركة طالبان في باكستان.

وذكرت شبكة التلفزيون الاميركية «سي بي اس» يوم السبت، ان لديها رسالة الكترونية تشير الى اصابة الظواهري بجروح بصواريخ اطلقت في 28 يوليو على منطقة القبائل، في جنوب وزيرستان. واكد الجيش الباكستاني ايضا الا معلومات لديه تشير الى مقتل الظواهري. وكشف اسلاميون في لندن لـ«الشرق الاوسط»، ان ابو محمد ابراهيم بن ابي الفرج المصري، الذي قتل مع ابو خباب خبير «القاعدة» الكيماوي، هو نجل محمد شرف الفقيه والقاضي الشرعي لجماعة «الجهاد» المصرية المحتجز في مصر على ذمة قضية «العائدون من البانيا» عام 1999. وكان «المرصد الاسلامي» بلندن قد كشف قبل اعوام عن ترحيل محمد شرف «ابو الفرج» الى مصر من الامارات. وكشف الاسلامي المصري ياسر السري مدير «المرصد الاسلامي» في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط»، ان ضمن القتلى ابو محمد ابراهيم نجل ابو الفرج فقيه جماعة «الجهاد» المصرية وقاضيها الشرعي، الذي استقال من الجماعة عام 1994، واوضح ان ابو اسلام الذي قتل في القصف الصاروخي هو ايضا زوج ابنة ابو الفرج المصري. وقال انه من خلال متابعته لاخبار الاصوليين تأكد ان نجلي ابو خباب محمد وعبد الله مازالا محتجزين في السجون المصرية. من جهته قال الاسلامي المصري الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي بلندن، ان ابراهيم كان مثل والده حافظا للقرآن الكريم، وكان قد تربى في كنف القبائل في اليمن، ثم عاش مع والده وشقيقه مصعب الذي اعدمته جماعة الجهاد المصرية عام 1994 في الخرطوم بسبب تجسسه على قيادات ايمن الظواهري، بعد تجنيده من قبل المخابرات المصرية، واوضح ان ابراهيم هو الابن الاكبر لمحمد شرف. وافاد بان ابو الفرج محمد شرف، الفقيه الشرعي ترك جماعة الجهاد بعد اعدام نجله مصعب عام 1994. وقال السباعي ان البيان الموقع من قبل مصطفى ابو اليزيد المكنى بالشيخ سعيد المحاسب زعيم «القاعدة» في افغانستان صحيح تماما، وهو على سبيل الاجمال وليس التفصيل، مشيرا الى ان البيان لم يتحدث بالتفصيل عن عدد القتلى او تاريخ وقوع القصف الاميركي. وقال ربما يكون ذلك في وقت لاحق بعد جمع عدد اكبر من المعلومات. واوضح السباعي ان «القاعدة» لم تخسر كثيرا بموت ابو خباب خبيرها الكيماوي، لان الرجل لم يسافر طوال حياته الى اوروبا او أي بلد اخر، بل يدرب على مدار الـ20 عاما الماضية في باكستان وافغانستان، والشريط الحدودي، اجيالا من شباب «القاعدة» على السموم والكيماويات والمتفجرات، واليوم تخرج على يديه خبراء في هذا المجال. واوضح ان ابو خباب كان يتقن لغات المنطقة من بشتو وداري واوردو، وكان يتحرك بسهولة في الشريط الحدودي، وكانت علاقاته جيدة ببيعة الله محسود زعيم طالبان باكستان وحركة طالبان داخل افغانستان، وكان موثوقا لديهما. واعرب السباعي عن اعتقاده بان وشاية من احد الباكستانيين هي التي قادت الى تحديد المنزل، الذي كانت تقيم فيه المجموعة المصرية بجنوب وزيرستان. ولم يحدد البيان الذي لا يمكن التأكد من مصداقيته ظروف مقتل هؤلاء. وافاد مسؤولون باكستانيون في 28 يوليو بان خبير الاسلحة الكيميائية في تنظيم «القاعدة» مدحت مرسي السيد عمر المعروف بابو خباب المصري قتل في باكستان في قصف صاروخي، فيما اكد سكان محليون ان الصواريخ مصدرها طائرة اميركية من دون طيار. وكانت الولايات المتحدة قد خصصت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار للوصول الى مدحت مرسي السيد عمر، المصري الجنسية الذي يبلغ من العمر 54 عاما. وكان يشتبه في انه يدير معسكرات تدريب في افغانستان.

من جهته قال مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية ان هذا المكان كان مخبأ ابو خباب ورفاقه، وبلغتنا معلومات انه كان مستهدفا بالضربة الاميركية. وتعود صلات ابو خباب بالارهاب الى اواسط الثمانينات على اقل تقدير، عندما كان عضوا بارزا في منظمة الجهاد الاسلامي المصرية التي كان يقودها ايمن الظواهري، والتي اندمجت مع منظمة «القاعدة». وخلال سنوات قام بتدريب مئات من المقاتلين في معسكرات «القاعدة» حول كيفية استخدام المتفجرات والسموم والأسلحة الكيماوية البدائية، وفقا لوثائق المباحث الاميركية. وكانت المصادر الاميركية قد نقلت من قبل ان ابو خباب المصري قتل في الهجوم الجوي الأميركي الذي جرى في يناير (كانون الثاني) 2006على مبنى قائم في المنطقة القبلية الباكستانية.

وكشفت معلومات استخبارية أخيرة أن أبو خباب قام بتدريب مجندين غربيين على هجمات كيماوية في أوروبا وربما في الولايات المتحدة، مثلما فعل حينما كان يدير «معسكر خباب» في منطقة تورا بورا بأفغانستان، قبل هجمات 11 سبتمبر (ايلول) حسبما ذكر مسؤول استخبارات أميركي طلب عدم الكشف عن اسمه. ومنطقة جنوب وزيرستان التي قتل فيها ابو خباب واحدة من ثلاث مناطق قبيلة في باكستان، يتركز فيها المسلحون الباكستانيون والأجانب أيضا. يذكر ان الظواهري كشف في كتابه «فرسان تحت راية النبي»، الذي نشرته «الشرق الاوسط» على حلقات قبل 5 اعوام، ان جماعة «الجهاد» المصرية كشفت عن اكثر من قضية حاول فيها اعضاء الاستخبارات المصرية تجنيد عملاء لهم من صفوف الجماعة، في اشارة الى قصة الصبي نجل احد كبار قادة «الجهاد» ابان اقامة بن لادن والظواهري في السودان، والذي تم تجنيده من قبل رجال الاستخبارات المصرية وهي قصة يتداولها الاصوليون، وحكمت فيها جماعة الجهاد عندما كانت في السودان على نجل محمد شرف بالاعدام، مما دفع والده الى الاستقالة من التنظيم المحظور.