قيادي سابق بـ«الجهاد المصري»: كنا نهاجم السادات ونقصد عبد الناصر

هاجم الإخوان وقال إن علاقتهم مع ثورة يوليو سبب القطيعة بين الحركات الإسلامية والدولة

TT

دعا الدكتور كمال حبيب القيادي في جماعة الجهاد المصرية إلى «عقد اجتماعي جديد» بين الحركات الإسلامية والدولة، فيما انتقد جماعة الإخوان المسلمين بشدة واتهمها بافتقاد الرؤية السياسية، واعتبر أن علاقة الإخوان مع الثورة شكلت أساساً للقطيعة بين الحركات الإسلامية والنظم السياسية المتعاقبة على مصر (منذ عام 1952 حتى الآن). لكن الجماعة ردت على حبيب قائلة «لدينا مدرسة متميزة في الفكر والحوار منذ زمن طويل، وقد قدمنا أوراقاً عديدة ومراجعات متنوعة في قضايا مهمة مثل المرأة والتعددية السياسية وأي مراقب محايد ينظر لمبادرات الإخوان سيدرك أنهم يملكون نظرية سياسية متكاملة».

وفي حواره مع ناجح إبراهيم القيادي السابق في الجماعة الإسلامية على موقع الجماعة أكد حبيب أنهم (جماعة الجهاد) كانوا يهاجمون السادات في السبعينات وفي ذهنهم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر الذي أرجع لسلطته «السبب في ظهور أفكار التكفير والهجرة والمجتمع الموازي»، وهي المفاهيم التي بنت عليها جماعات العنف الأصولي في السبعينات، أسسها الفكرية وبموجبها أضفت شرعية على عملياتها التي كان أبرزها اغتيال الرئيس المصري السابق أنور السادات.

وقال حبيب: «رأينا أن عنف الدولة الناصرية غير المنطقي والعقلاني مع الإخوان هو أكبر دليل على أنها غير شرعية.. ومن هنا ظهرت فكرة الدولة الجاهلية، وفكرة المجتمع الموازي وفكرة التكفير والهجرة.. الخ من طيف الأفكار الغريبة التي عرفتها الحركة الإسلامية لتؤسس لمفاصلتها مع الدولة المصرية الحديثة».

وأضاف حبيب: «جيلنا جيل السبعينيات نشأ في سياق مُغَاضِب للدولة.. وكنا في الواقع نهاجم دولة السادات بينما في الحقيقة كنا نقصد الدولة الناصرية، فهي أساس البلاء حين بالغت في عنفها مع الإسلاميين».

وبعد انتقاده للإخوان دعا حبيب إلى ما أسماه «صيغا جديدة يعكف عليها العقل المسلم لبناء علاقة متوازنة مع الدولة خاصة أنه لدينا خبرات عديدة لم نكن نعرفها من قبل مثل الخبرة التركية والخبرة المغربية وخبرات دول الخليج والخبرة الأردنية واللبنانية». في المقابل نفى الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين افتقاد جماعته لما قال حبيب إنه «مدرسة فكرية ونقدية»، موضحاً (العريان) أن «فكر الجماعة يقوم على مبدأ الحوار منذ زمن طويل»، وأضاف معلقاً «لقد قدمنا أوراقا عديدة ومراجعات متنوعة في قضايا مهمة مثل المرأة وموقف الجماعة من التعددية السياسية والحزبية، وعلى كل مراقب محايد أن ينظر لمبادرات الإخوان ليدرك أنهم يملكون نظرية سياسية متكاملة».

وحول دعوة حبيب للاستفادة من الخبرات الأخرى قال العريان: «كل إسهام جديد مقبول ولكن من الخطأ عقد مقارنة بيننا وبين تركيا لأنها تجربة خاصة جدا كما أن تجربة دول الخليج بظروفها الجيوسياسية أكثر خصوصية».

وفي تعليقه اعتبر ضياء رشوان الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية (متخصص في البحث في فكر الجماعات الإسلامية)، أن دعوة حبيب للاستفادة من التجارب الأخرى «عمل حميد، ويصب في صالح الحركات الإسلامية وتطورها»، مستبعدا وجود أهداف أخرى تصب في صالح السلطة في مواجهة الإخوان خاصة مع قول البعض إن هناك تكرارا للهجوم على الإخوان في موقع الجماعة الإسلامية على الانترنت. ودلل رشوان على حديثه قائلا «الموقع نفسه فتح أبوابه لخالد الزعفراني القيادي الإخواني لطرح رؤاه».