الرئيس الصربي: لن نتخلى عن مصالحنا القومية ومن يعتقد ذلك فهو مخدوع

في أول تصريحات له بعد تسليم زعيم صرب البوسنة سابقا

TT

أعلن الرئيس الصربي بوريس طاديتش، في أول كلمة له بعد اعتقال زعيم صرب البوسنة سابقا رادوفان كراديتش، أن بلاده لن تتخلى عن مصالحها القومية، مقابل الاندماج في الاتحاد الاوروبي. وقال «إذ كان هناك من يعتقد أن الحكومة المؤيدة لأوروبا تقايض الاندماج في الاتحاد الاوروبي بالتفريط في المصالح القومية، فهو مخدوع»، وتابع في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في بلغراد «لا شك في أن الانضمام للاتحاد الاوروبي يأتي في مقدمة مصالحنا القومية، ولكن لا يعني أننا نرغب في ذلك بأي ثمن»، وجدد طاديتش تأكيد أن «صربيا ستدافع عن كوسوفو بالطرق الدبلوماسية»، وأن التعاون مع محكمة لاهاي يعني أن «صربيا تحافظ على مصالحها القومية». إلى ذلك، أعلن نائب رئيس وزراء صربيا بوجيدر ديليتش أمس، أن بلاده بإمكانها أن تكون مستعدة للانضمام للاتحاد الاوروبي في 2012 على أن تحصل على العضوية في 2014. وقال ديليتش «إذا تمكنا في 2012 من تحقيق شروط الانضمام للاتحاد الاوروبي، سنحصل على العضوية رسميا في 2014»، وأشار ديليتش في حديث لصحيفة «دناس» الصربية اليومية الصادرة في بلغراد أمس، إلى امكانية الحصول على عضوية البرلمان الاوروبي، وفق اتفاقية لشبونة، على حد تعبيره. وأكد ديليتش أن قضية كوسوفو ومسار الانضمام إلى الاتحاد الاوروبي، يسيران في خطين متوازيين، ولا علاقة لأحدهما بالآخر، بيد أن القانون الدولي واحد قائلا «مثلما يطلب من صربيا الوفاء بالتزاماتها الدولية تجاه محكمة لاهاي، فإن صربيا بنفس المعايير تطالب المجتمع الدولي باحترام القانون الدولي حيال كوسوفو».

وحول العلاقة مع محكمة لاهاي، وبالتالي مع الاتحاد الاوروبي ومجلس الأمن الذي سينظر في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، في مدى تعاون بلغراد، بناء على تقرير المحكمة الدولية، قال ديليتش «صربيا ستحصل على تقييم ايجابي لتعاونها مع محكمة لاهاي، من قبل المدعي العام في محكمة لاهاي سيرج براميرتس، وسنوقع اتفاقية الاستقرار والتقارب بعد الجلسة الوزارية للاتحاد الاوروبي في 15 سبتبمر المقبل».

وأعرب ديليتش عن امتعاضه من تعطيل البرلمان من قبل المعارضة، معتبرا ذلك «مخالفا للسلوك الديمقراطي ولرغبة الشعب» على حد قوله. كما حذر من تأثير ذلك على مسيرة بلاده نحو العضوية في الاتحاد الاوروبي، خلال السنوات الخمس المقبلة «إذا لم تتوقف عملية تعطيل البرلمان، فإن ذلك سيكون له تأثيره السلبي على مسار الاندماج في الاتحاد الاوروبي». وعن توقعاته لسير أعمال البرلمان قال إن «الشعب سوف يؤيد التغيير كما أعتقد، مما سيكون له تأثير على عمل البرلمان». وبدوره قال وزير الخارجية الصربي فوك يريمتش «لا نتوقع جعل الاعتراف باستقلال كوسوفو شرطا للانضمام للاتحاد الاوروبي»، وتابع «سيكون من بين الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، من لن يعترف باستقلال كوسوفو مثل قبرص، وهذا ما ستفعله صربيا». وفي السياق ذاته، قال السفير البريطاني في بلغراد ستيفن فوردسفورت ان «الاتحاد الاوروبي لا يمكنه الطلب من صربيا الاعتراف باستقلال كوسوفو كشرط، لقبولها في الاتحاد الاوروبي، طالما أن هناك دولا أعضاء لم تعترف باستقلال كوسوفو»، لكنه أكد في نفس الوقت «استحالة إجهاض استقلال كوسوفو لخطورته الأمنية، ولاعتراف كثير من دول العالم به». على صعيد آخر، قال وزير الدفاع الصربي دراغن تشوطانوفيتش، إن بلاده ستوقع خلال الأسابيع المقبلة، اتفاقا مع حلف شمال الأطلسي. ولم يفصح الوزير الصربي عن طبيعة الاتفاق، لكنه ذكر بأن دولا كثيرة وقعت على مثل هذا الاتفاق و«الذي سيتيح لجنودنا التعلم أكثر».