المرشح الديمقراطي: فريق ماكين ساخر ويهوى الحملات السلبية لكنه ليس عنصريا

أوباما يوافق على 3 مناظرات مع ماكين والتكتم يحيط بهوية نائبي المرشحين

أوباما يتحدث إلى أنصاره عن الاقتصاد في لقاء انتخابي في أيوا (أ ف ب)
TT

نفى المرشح الديمقراطي باراك اوباما ان تكون حملة منافسه الجمهوري جون ماكين، قد عمدت الى استخدام تعابير عنصرية ضده، واصفا حملة سناتور اريزونا بأنها ساخرة وتحاول ان تبعد الناس عن المشاغل الرئيسية في البلاد.

وكانت حملة ماكين قد اعتبرت هذا الاسبوع ان اوباما ادخل السياسات العنصرية الى الحملة الانتخابية، عبر اتهامه ماكين وغيره من الجمهوريين بمحاولة تخويف الناخبين عبر الاشارة، الى انه «لا يشبه كل هؤلاء الرؤساء على ورقات الدولار» وكلهم رجال بيض. وقد نفى اوباما ان يكون اتهم ماكين وفريقه بالعنصرية قائلا، ان تعليقات ماكين تأتي فقط في اطار حملة سلبية واسعة النطاق ضده. وقال اوباما في مؤتمر صحافي: «لا اعتقد بأي شكل من الاشكال ان حملة ماكين عنصرية، اعتقد انهم فقط ساخرون». واضاف «اعتقد ان فريقهم جيد في خلق المسليات والدخول في متاهات التهكمات السلبية».

وقال تاكر باوندس المتحدث باسم حملة ماكين، في بيان، «نحن سعداء لان حملة اوباما سحبت اتهامات باراك اوباما، لانها كانت باطلة تماما ونحن تجاوزناها».

وفي المؤتمر الصحافي، رد اوباما على اتهامات ماكين قائلا: «لا احد منكم يفكر بانني كنت اسوق ملاحظة مثيرة للتوتر العنصري، او انني العب على بطاقة العرق»، حسبما نقلت وكالة اسوشيتد برس. وكان المرشحان الجمهوري والديمقراطي قد رفعا من حدة انتقاداتهما وحملات التشويه، ففي حين يصور اوباما ماكين على انه مجرد تابع لولاية جورج بوش، يصور سناتور اريزونا اوباما على انه نخبوي تنقصه الخبرة وانه غير قادر عمليا على تنفيذ أي اصلاحات.

من جانب اخر، وافق المرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الاميركية على تنظيم ثلاث مناظرات مع منافسه الجمهوري جون ماكين، من دون ان يجيب على اقتراح ماكين بعقد سلسلة من اللقاءات الشعبية المشتركة. وفي رسالة الى اللجنة المكلفة المناقشات وافق مدير حملة اوباما، ديفيد بلوف على فكرة تنظيم ثلاث مناظرات بين المرشحين، ومناظرة بين المرشحين لشغل منصب نائب الرئيس قبل انتخابات 4 نوفمبر.

وقال بلوف ان هذه المناظرات الاربع المقترحة قد تكون الوحيدة نظرا لتأخر موعد انعقاد مؤتمري الحزبين لتسمية المرشحين وقصر الفترة التي تفصلهما عن اول مناظرة، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ويعقد مؤتمرا الحزبين في منتصف اغسطس والاسبوع الاول من سبتمبر. وكان ماكين قد اقترح عقد عشر اجتماعات شعبة مشتركة بين يونيو واول مؤتمر حزبي. ووافق اوباما على عقد اجتماع علني مشترك حول الاقتصاد في يوليو، وواحد حول السياسة الخارجية في اغسطس. لكن المرشحين لم يعقدا اي اجتماع مشترك بعد. ومن المقرر اجراء المناظرات الرئاسية في 26 سبتمبر في جامعة ميسيسيبي في اوكسفورد و7 اكتوبر في جامعة بلمونت في ناشفيل بولاية تينيسي، و15 اكتوبر في جامعة هوفسترا في همستيد في ولاية نيويورك. ومن المقرر عقد المناظرة بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس في 2 اكتوبر في جامعة واشنطن في سانت لويس بولاية ميزوري.

من جانب اخر، يبدو المعسكران الجمهوري والديمقراطي شديدي التكتم في ما يتعلق باختيار المرشحين لمنصب نائب الرئيس، الا ان القرار الذي له تأثير كبير على الحملة الانتخابية بدأ يقترب من ساعة الصفر قبل شهر فقط من اعلان الحزبين رسميا مرشحيهما. وذكر مستشارون للمرشح الجمهوري جون ماكين ان قرار اختيار المرشح لمنصب نائب الرئيس قريب جدا، وسيتخذ قبل بدء الالعاب الاولمبية في بكين في الثامن من اغسطس.

اما مديرو حملة ماكين فابدوا بعض الحذر حيال الموضوع، وقالوا ان المرشح الجمهوري للرئاسة يختار بنفسه الساعة التي يعلن فيها شريكه في الانتخابات. ويهيمن التكتم في الجانب الديمقراطي ايضا.

وبالنسبة لماكين الذي يحتفل في 29 أغسطس بعيد ميلاده الـ72، والذي يقر بوجود نقص لديه على مستوى الاقتصاد، فان اختيار مرشح لنيابة الرئيس شاب وضليع في الاقتصاد يبدو امرا حيويا لحملته. اما اوباما البالغ 47 عاما، الذي يشغل منصب عضو في مجلس الشيوخ منذ 2005 فقط، فالحاجة بالنسبة اليه هي لمرشح مخضرم له باع في مسائل الامن القومي خصوصا. ويتم الحديث عن عدة اسماء محتملة للترشح الى جانب ماكين واوباما.

في المعسكر الجمهوري، غالبا ما يتم طرح اسم ميت رومني حاكم ولاية ماساتشوستس والمنافس السابق لماكين لنيل الترشيح الجمهوري. ورومني رجل الاعمال البارز «يمكن ان يعطي ماكين مصداقية في المسائل الاقتصادية»، كمال قال استاذ العلوم السياسية في جامعة بوسطن توماس والن لوكالة الصحافة الفرنسية.

الا ان انتماء رومني الى طائفة المورمون يمكن ان يخيف الناخبين الانجيليين خصوصا، علما بان هذه الطائفة تعتبر شاذة لدى قسم كبير من المسيحيين، لاسيما الانجيليين.

ويتم التداول باسم مدير شؤون الموازنات في البيت الابيض روب بورتمان كمرشح جدي ايضا في المعسكر الجمهوري. وبورتمان نائب سابق عن ولاية اوهايو التي تعد اساسية للانتخابات الرئاسية. ويتم التداول ايضا باسمي حاكم مينيسوتا تيم بولينتي وحاكم فلوريدا تشارلي كريست، وكذلك حاكم كارولاينا الجنوبية مارك سانفورد وحاكم داكوتا الجنوبية جون ثيون. وتتم الاشارة احيانا ايضا الى اسمي امرأتين يمكن ان يختار احداهما ماكين، وهما كارلي فيورينا الرئيسة السابقة لمجموعة هوليت باكرد، وحاكمة الاسكا ساره بالين. الا ان ماكين يمكن ايضا ان يختار المرشح الديمقراطي السابق لمنصب نائب الرئيس جو ليبرمان (66 عاما) او المسؤول السابق عن مكافحة الارهاب تيم ريدج (62 عاما). اما في الجانب الديمقراطي، فالصورة ايضا لا تبدو اكثر وضوحا. ويبدو ان حظوظ حاكم فرجينيا تيم كين مرتفعة، علما بان الولاية التي يحكمها تعد اساسية لنتائج الانتخابات الرئاسية في نوفمبر المقبل. ومن الاسماء الجدية ايضا من الجانب الديمقراطي، عضو مجلس الشيوخ وحاكم ولاية انديانا سابقا ايفان باي، وهو متخصص في شؤون الامن القومي، وكذلك رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ جو بيدن.

ومن الاسماء الاخرى المتداولة ايضا بطل حرب فيتنام والعضو الجمهوري في مجلس الشيوخ عن ولاية نبراسكا تشاك هاغل، وهو رافق اوباما أخيرا الى افغانستان والعراق، وايضا اسم حاكمة كنساس كاثلين سيبيليوس.

ومن المرشحين المحتملين ايضا حاكم ولايو نيومكسيكو بيل ريتشاردسون، الذي كان سفيرا لبلاده سابقا في الامم المتحدة، والذي يتمتع بميزتين مهمتين، هما خبرته في مجال السياسة الخارجية وشعبيته في صفوف الجاليات المتحدرة من اميركا اللاتينية. كما انه لا يمكن استبعاد احتمال خوض اوباما الانتخابات الى جانب منافسته السابقة هيلاري كلينتون، ولو ان الاحتمال لا يبدو مرجحا.