إسرائيل تتأهب وتعيد ناشطي فتح إلى غزة وتؤكد أن التهدئة مع حماس قائمة.. وتعد بإطلاق 5 من أسرها

حلس: حماس تصدر أزمتها الداخلية بتوجيه السلاح للفلسطينيين

جنود إسرائيليون يقتادون فلسطينيين يعتقد أنهم من مؤيدي فتح هربوا من القتال في غزة إلى إسرائيل (أ.ف)
TT

أعلن الجيش الإسرائيلي امس رفع حالة التأهب على طول حدود قطاع غزة اثر الاشتباكات بين شرطة الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها حركة حماس وإحدى العائلات الموالية لحركة فتح.

وقال متحدث باسم الجيش في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية «إن إسرائيل تتابع عن كثب ما يحدث في قطاع غزة، وقد رفعت قوات الجيش من حالة اليقظة على امتداد الحدود مع القطاع».

وفي نفس الوقت، قال مسؤول إسرائيلي لـ(سي.ان.ان) امس، إن أوامر صدرت لإعادة عشرات الفلسطينيين المؤيدين لحركة «فتح» إلى غزة، كانت إسرائيل قد سمحت بدخولهم السبت بطلب من رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، بعد مواجهات دامية مع قوات أمن حركة «حماس»، التي تسيطر على القطاع.

وكان 180 من عناصر فتح قد فروا الى اسرائيل بعد وقوع اعمال عنف مع ناشطي حركة (حماس).

وذكر مسؤولون اسرائيليون ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس طلب من إسرائيل أمس السماح لحوالي 180 ناشطا فروا من قطاع غزة بدخول اسرائيل.

وقال مسؤول إسرائيلي لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف هويته ان عباس ورئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض «طلبا من اسرائيل السماح لهم (الناشطون) بدخول اسرائيل لنقلهم الى المستشفيات والضفة الغربية بعد ذلك».

واضاف هذا المسؤول «بعيد ذلك تلقى (وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود) باراك اتصالا جديدا من عباس الذي طلب السماح لهم جميعا بالعودة الى غزة». وتعذر الاتصال بمتحدث باسم عباس للتعليق على هذه المعلومات.

وذكر مسؤول إسرائيلي كبير طالبا عدم كشف هويته ان دفعة اولى من 32 ناشطا في فتح من اصل 180 لجأوا الى اسرائيل السبت عادوا صباح امس الى قطاع غزة، موضحا ان العناصر الآخرين سيحذون حذوهم نهار اليوم(امس).

واوضح المسؤول الاسرائيلي نفسه ان حوالي 20 آخرين من عناصر فتح جرحوا في المواجهات، ستتم معالجتهم في مستشفيات إسرائيلية.

وردا على سؤال عن مصير عناصر فتح الذين عادوا الى غزة، اكد هذا ان «تأكيدات حول امنهم اعطيت من قبل طرف ثالث»، ملمحا بذلك الى تدخل غير معلن من جانب مصر.

وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان فتح معبر ناحال عوز بشكل استثنائي للسماح بمرور اعضاء فتح تم بقرار من وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تلبية لطلب عباس ومسؤولين مصريين.

وفي غزة، اكدت حماس ان اسرائيل اعادت عشرات من ناشطي فتح الى قطاع غزة حيث اعتقلتهم شرطة الحكومة المقالة. من جهته، صرح نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية حاييم رامون لاذاعة الجيش الإسرائيلي ان المساعدة التي قدمت الى ناشطي فتح «لا تشكل انتهاكا للتهدئة» التي تم التوصل اليها بين حماس وإسرائيل في 19 يونيو (حزيران) بوساطة مصرية.

وقال رامون «تعهدنا بعدم شن هجمات في قطاع غزة وهذا مطبق، وفي المقابل تمتنع حماس عن اطلاق صواريخ على الاراضي الاسرائيلية»، الا ان متحدثا باسم الجيش الاسرائيلي قال ان القوات الاسرائيلية المنتشرة حول قطاع غزة تلقت امرا «بتعزيز يقظتها» لمواجهة الوضع في حال قررت حماس استئناف اطلاق صواريخها على الدولة العبرية.

وقال رامون ان «موقفنا المبدئي هو انه علينا ان نتعاون ومساعدة الفلسطينيين الذين يكافحون الاسلام المتطرف ويعارضون الارهاب ويؤيدون المفاوضات... لذلك نتخذ موقفا عندما يواجه هؤلاء الفلسطينيون صعوبات».

والاشتباكات التي جرت في غزة امس هي الاعنف منذ تسلم حركة حماس السلطة بالقوة في قطاع غزة في يونيو (حزيران) من العام الماضي.

ومن جهته، أكد القيادي البارز في حركة فتح وأمين سر الحركة بقطاع غزة أحمد حلس أن حركة حماس تريد تصدير أزمتها الداخلية تجاه الشعب الفلسطيني لأنها غير قادرة على مواجهة الحقيقة.

وقال حلس، في تصريحات صحافية: «إن حماس تعلم أن التفجيرات المدانة التي حدثت في غزة هي في إطار تصفية حسابات داخل الحركة».

وأضاف حلس أن «حملة حماس ضد عائلته وحي الشجاعية المناضل تستهدف كسر إرادة العائلة التي قدمت عشرات الشهداء دفاعا عن كرامة الشعب الفلسطيني».

وأكد في هذا الصدد أن «كافة عائلات الشجاعية ستقاتل دفاعا عن كرامتها وعن بيوتها وأطفالها»، وتابع قائلا إن «حماس بعد أن أوقفت المقاومة وعقدت التهدئة مع إسرائيل توجه سلاحها اليوم إلى الفلسطينيين بعد أن شنت حملة اعتقالات واسعة شملت جميع قيادات وكوادر فتح».

واضاف قائلا إن «مسلحي حماس هاجموا منازل العائلة مستخدمين كل أنواع الأسلحة الرشاشة وقذائف الهاون والـ«أر بي جي» التي تسقط على رؤوس النساء والأطفال في جريمة جديدة بحق أهلنا»، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ).

وفي نفس الوقت، وافقت الحكومة الاسرائيلية امس على الافراج عن 5 معتقلين فلسطينيين في اطار اتفاق تبادل الاسرى مع حزب الله اللبناني بحسب مسؤول اسرائيلي. والافراج عن هؤلاء الفلسطينيين يشكل المرحلة الاخيرة من الاتفاق المبرم في 16 يوليو (تموز).

وكانت اسرائيل قد افرجت عن خمسة معتقلين لبنانيين بينهم عميد الاسرى سمير القنطار كما سلمت جثث 199 مقاتلا فلسطينيا ولبنانيا ومن دول عربية اخرى مقابل تسليم جثتي جنديين اسرائيليين.

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الفلسطينيين الخمسة المقرر الافراج عنهم في غضون بضعة ايام، كانوا «من الذين يرشقون الحجارة ممن انهوا عمليا مدة عقوبتهم». واضافت الاذاعة ان المسؤولين الاسرائيليين حددوا عدد المعتقلين الممكن الافراج عنهم بخمسة بسبب الطابع «المخيب للامال» للمعلومات التي نقلها حزب الله عن مصير الطيار الاسرائيلي رون اراد الذي فقد في لبنان منذ 1986.

وأعلن حاييم رامون المسؤول الثاني في الحكومة الإسرائيلية «سنفرج عن المعتقلين الخمسة وليس عن ثلاثة الاف كما طالب حسن نصرالله» امين عام حزب الله. واضاف رامون «لم نكن نريد اعطاء نصر لنصرالله»، معتبرا ان الامين العام لحزب الله هو «الذي دفع الثمن الاكبر» في تبادل الاسرى مع اسرائيل.

ومن جهتها قالت مصادر حقوقية فلسطينية امس أن أسرى فلسطينيين في معتقل «مجدو» الإسرائيلي يعانون من نقص حاد في كميات المياه التي توفرها إدارة السجن لهم بغرض الضغط عليهم.

ونقل نادي الأسير الفلسطيني وهو تجمع للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين أن «إدارة معتقل مجدو تحاربهم بسلاح الماء ضمن محاولاتها المستمرة للتضييق عليهم حيث تمنع الماء يومياً عن الأسرى نحو عشر ساعات رغم الحر الشديد».

وقال الأسرى إنهم لا يتمكنون من الوضوء أو الاستحمام جراء نقص المياه، وأضافوا «أنهم احتجوا منذ أكثر من أسبوع بصورة كبيرة فأدخل الجنود علينا الكلاب لقمعنا وتم عزل عدة شبان في الزنازين».