الأسد في طهران: لست وسيطاً ولا مبعوثاً.. ولا أحمل رسالة من أيِّ مسؤول غربي

نجاد خلال لقائه الرئيس السوري: لا تنازل قيد أنملة بشأن حقنا في الطاقة النووية

TT

رفض الرئيس الايراني، محمود احمدي نجاد، ضِمناً عرض الدول الكبرى حول الملف النووي الايراني مع انقضاء المهلة المحددة لتقديم رد، اول من امس، مؤكدا في الوقت نفسه رغبة طهران في الحوار مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي. ويأتي ذلك، فيما نفى الرئيس السوري بشار الاسد في مؤتمره الصحافي مع أحمدي نجاد قبل مغادرته طهران امس، أن تكون زيارته لايران تأتي للعب «دور وساطة» بناءً على طلب فرنسي خلال زيارته لفرنسا منتصف الشهر الماضي، مؤكدا أن موعد زيارته لطهران كان محددا مسبقا. كما أوضح أن سورية تسعى دائما لتعزيز الحوار بين طهران والغرب بدون المساس بحق إيران النووي. «وبعيدا عن الافكار المسبقة، واستنادا إلى الاتفاقيات الدولية». وتصدر جدول أعمال اجتماعات الأسد في طهران قضية المحادثات السورية غير المباشرة مع إسرائيل تحت الرعاية التركية، ولبنان، والاوضاع على الساحة الفلسطينية، والملف النووي الإيراني. وتضمن جدول الأعمال أيضا توسيع العلاقات الثنائية بين البلدين. وأعلن احمدي نجاد خلال استقباله نظيره السوري خلال زيارته لطهران التي استمرت يومين ان «الامة الايرانية لن تتراجع قيد انملة بشأن حقها في الطاقة النووية». واكد الرئيس الايراني في مؤتمر صحافي مشترك مع الاسد في طهران بثه التلفزيون مباشرة «نحن جادون في موضوع الحوار ونرغب ان يكتمل على قاعدة الاسس والاصول، وان يكون مبنيا على القانون وتتمخض عنه نتائج عملية على ارض الواقع». وعبر نجاد عن امله في ان «يكون الجانب الآخر جديا في الحوار»، مؤكدا استعداد طهران «خوض شتى القضايا المختلفة على الصعيد الاقليمي والدولي». وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد طلب من الاسد خلال زيارته لباريس، اقناع طهران بتقديم ادلة على ان برنامجها النووي سلمي محض. وشدد أحمدي نجاد على أن العلاقات الايرانية ـ السورية وطيدة، «وستظل كذلك للابد»، موضحا أن المحادثات تطرقت إلى الملف العراقي والوضع بلبنان. من ناحيته، أكد الاسد على أن سورية تسعى دائما لتعزيز الحوار بين طهران والغرب دون المساس بحق إيران النووي، «وبعيدا عن الافكار المسبقة. واستنادا إلى الاتفاقيات الدولية». وتابع: «أنا لست وسيطا ولست مبعوثا ولا أحمل رسالة من أي مسؤول غربي» لطهران. وأوضح الرئيس السوري في المؤتمر الصحافي امس «ابلغنا الطرف الفرنسي موقفنا بشكل مباشر، وهو ان اي دور لموقف سورية يستند الى المعاهدات الدولية ذات العلاقة والى مبدأ الحوار كطريق وحيد لحل هذه المشكلة». واضاف «من الطبيعي في مثل هذه الحالة ان نسأل المسؤولين الايرانيين عن المزيد من التفاصيل.. اردنا ان نفهم تفاصيل الموقف الايراني لكي يكون لدينا جواب لأي طرف في هذا العالم يطرح اي تساؤل او اي رؤية حول موضوع الملف الايراني». وتابع ان «الموضوع يبدأ من ايران.. لم نبدأ من فرنسا نبدأ من ايران لكي نفهم وجهة النظر الايرانية ثم نحدد ان كانت هناك امكانية للعب دور ام لا». ورداً على سؤال حول الدور السوري، قال الاسد ان «توجه الدور السوري هو تعزيز الحوار وجعله حوارا بناء بعيدا عن الخطط السياسية والافكار المسبقة.. ان من حق اي دولة في العالم ان تمتلك طاقة نووية سلمية ومن ضمنها تخصيب» اليورانيوم. والتقى المرشد الإيراني اية الله علي خامنئي الأسد مع أحمدي نجاد امس، مشددا على متانة العلاقات بين البلدين، واصفا اياها بـ«الوثيقة والطيبة للغاية». وتابع في تصريحات نقلتها وكالة «ارنا» الإيرانية للانباء «المغفور له حافظ الاسد ارسى اساسا جيدا للعلاقات بين ايران وسورية. وهذه العلاقات الطيبة مستمرة رغم المحاولات الواسعة للمساس بها». وأضاف موجها كلامه للأسد «انك تسير ايضا على خطى المغفور له حافظ الاسد وان العلاقات الطيبة القائمة بين البلدين هي حصيلة استمرار هذا النهج». ووصف خامنئي، مكانة إيران وسورية بأنها افضل بكثير من السابق. وقال ان سورية وايران حققتا نجاحات جيدة في القضايا الاقليمية والدولية. وفي لقاء مع كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي، سعيد جليلي، بجنيف في التاسع عشر من يوليو (تموز) الماضي، امهل ممثلو الدول الست الكبرى (الاعضاء الدائمون في مجلس الامن اضافة الى المانيا)، ايرانَ اسبوعين لتقديم رد واضح على عرضها. ويتضمن عرض الدول الكبرى اقتراحات في مجالات التعاون الاقتصادي والسياسي مقابل تعليق طهران تخصيب اليورانيوم. وينص العرض على فترة اولى من ستة اسابيع تخصص «لتجميد مزودج» تلتزم خلاله ايران بعدم تنصيب أجهزة طرد مركزي جديدة للتخصيب، في حين تمتنع الدول الكبرى عن إعداد عقوبات جديدة بحق طهران. وافادت مصادر اميركية واوروبية ان مهلة الاسبوعين يمكن تمديدها. وكان المفاوض جليلي قد ابدى وضوحا حول هذه النقطة خلال اجتماع جنيف، بحسب ما جاء في محضر ذلك اللقاء نقلته صحيفة «لوموند» الفرنسية نهاية الاسبوع. ويبدو ان جليلي قال «لا» للممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا في رده على اسئلة حول ما اذا كانت ايران تقبل «تجميدا مزدوجا» خلال فترة ستة اسابيع. وحذرت الناطقة باسم البيت الابيض دانا بيرينو الجمعة من ان الايرانيين «مقبلون على انعكاسات سلبية اذا لم يردوا ايجابا على مجمل عروضنا السخية، وقد يكون ذلك في شكل عقوبات». واذا لم تعط ايران رداً على عرض الدول الكبرى، فانها ستفتح مجددا باب العقوبات على طهران لتضاف الى ثلاث مجموعات من العقوبات صادق عليها مجلس الامن الدولي. وتخشى الدول الكبرى ان تستخدم ايران برنامجها النووي المدني لاغراض عسكرية لصنع القنبلة النووية، الامر الذي تنفيه طهران. واعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آخر تقرير في مايو (أيار) الماضي عن «قلقها الكبير» من «دراسات مفترضة» توحي بان ايران قامت بأعمال ذات اغراض عسكرية. وفي تقريرها، قالت الوكالة ان ايران التزمت بالرد على اسئلة حول تلك الدراسات مع انها اعتبرت ان «لا اساس لها». لكن رئيس الهيئة النووية الايرانية رضا اغازاده اعلن الخميس عقب لقاء مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، ان «تلك المسألة لا علاقة لها بنشاطات الوكالة».