الجيش الإسرائيلي ينفي أقوال رئيس الأركان حول معرفة مختطفي شليط ومكان احتجازه

أبوعبيدة لـ «الشرق الأوسط» : تصريحات أشكنازي حرب نفسية

TT

بعد حالة من التخبط في القيادتين السياسية والعسكرية وأجهزة المخابرات، نفى الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، أمس، ما قاله رئيس الأركان، الجنرال غابي اشكنازي، من ان اسرائيل تعرف هوية خاطفي الجندي الأسير جلعاد شليط ومكان احتجازه. وادعى الناطق ان اشكنازي لم يقل شيئا جديدا، وانه قصد ان «حماس» تتحمل مسؤولية خطف شليط وانها تحتجزه في قطاع غزة.

وكان اشكنازي يتجول، أمس، في قاعدة لسلاح المدرعات والتقى مع الجنود، فقال له أحد الشبان الصغار منهم: «أيها القائد. نحن اليوم عبرنا مرحلة التدريب التمهيدي وسننتقل الى خط المواجهة. ولكن زميلنا شليط في الأسر وهذا يقلقنا». فأجاب اشكنازي: «هذا سؤال جيد جدا. وما من شك ان واجبنا اعادته الى أهله. ونحن نعرف من خطفه وأين يحتفظون به ونبذل كل جهد على كافة الأصعدة لاطلاق سراحه. فقد انتهينا للتو من مهمة اعادة ايهود غولدفاسر والداد ريجف، وللأسف كانا ميتين. ولا أريد الدخول في تفاصيل، لكن اعلموا اننا نفعل كل ما في وسعنا من اجل اطلاق سراحه في أقرب وقت. وينبغي لكل الجنود أن يعرفوا اننا في حالة وقوع أحدهم في الأسر، فإننا لم نألو جهدا في سبيل تحريره».

وتناولت وسائل الاعلام الاسرائيلية صباح امس هذا التصريح بصخب شديد، معتبرة إياه «تصريحا له ما بعده» و«رسالة تهديد لحماس بأنها في حالة المماطلة في اطلاق سراحه فإن اسرائيل سوف تحرره بعملية عسكرية». وربط المراقبون بين هذا التصريح وبين ما نشر الليلة قبل الماضية في تل أبيب من ان أحمد الجعبري، قائد الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، المسؤول المباشر عن خطف شليط قبل سنتين حسب الزعم الاسرائيلي، كان قد اشترط على اسرائيل أن تصدر عنه العفو بشكل شخصي في اطار صفقة تبادل الأسرى. وزعمت تلك المنشورات ان الجعبري قال انه طالما ترفض اسرائيل التعهد بعدم اغتياله فإنه لن تكون هناك صفقة تبادل أسرى ولن يطلق سراح شليط. وازاء ذلك، تقرر في قيادة الجيش تصحيح الانطباع الصادر عن تصريحات اشكنازي. فقال الناطق انه لم يقل شيئا جديدا، بل أعاد تكرار الموقف الاسرائيلي الرسمي القائل بأن حماس هي التي خطفت شليط وهي التي تتحمل مسؤولية أسره وانه مازال في قطاع غزة ولم يغادره.

واثارت تصريحات اشكنازي ردا فلسطينيا أيضا، فاعتبر ابوعبيدة الناطق بلسان «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحماس أن تصريحات اشكنازي، هي مجرد حرب نفسية. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، قال ابوعبيدة إن اسرائيل وجيشها واجهزتها الاستخبارية لا تعرف أكثر من أن لها جنديا مختطفا في قطاع غزة ليس اكثر. واكد عبيدة إن اسرائيل فشلت فشلاً ذريعاً في الحصول على أية معلومات استخبارية يمكن ان تقود الى تحديد أية تفاصيل بشأن اختطاف شليط. وشدد على أنه لا توجد لدى الجهات التي خطفت شليط أية مخاوف من أية محاولة لتحرير شليط. من ناحية ثانية اكد ابوعبيدة أن حركات المقاومة تتشبث بكل الشروط التي وضعتها للافراج عن شليط.

وقال أبومجاهد الناطق الرسمي للجان المقاومة الشعبية، إن الجيش الاسرائيلي أعجز من أن يحصل على معلومة واحدة عن الجندي الأسير، وأضاف: «حاول الاحتلال عبر كثير من الوسائل الحصول على معلومات حول الجندي الأسير إلا أن الفشل كان مصير كل هذه المحاولات وأثبتت المقاومة بعد مرور أكثر من عامين على عملية «الوهم المتبدد» التي خطف فيها شليط قدرتها الفائقة على إدارة هذا الملف من كافة جوانبه وتحقيق الانتصار على المؤسسة العسكرية والأمنية الاسرائيلية».

وقال: «على اشكنازي أن يعلم جيداً أن الجندي الأسير لن يرى النور إلا وفقا لصفقة تبادل مشرفة يخرج فيها أسرانا وفقا ما تطالب به فصائل المقاومة الآسرة وليس غير ذلك من سبيل لحرية شاليطكم».

وذكر أبومجاهد «أن محاولات رئيس الأركان الاسرائيلي رفع معنويات جنوده الجدد عبر تصريحاته التي لا أساس لها من الصحة عن معرفة مكان شليط ومن يحتجزه إنما يدلل على عمق الأزمة في المؤسسة العسكرية والتي فشلت في معركة الأسرى سواء على جبهة المقاومة في لبنان أو فلسطين وسقطت كل عوامل الردع التي كان يلوح بها الاحتلال في مواجهة المقاومين».