جولة الرئيس الأميركي الآسيوية تشمل التجارة وملف كوريا الشمالية النووي وتمزج بين الرياضة والسياسة

بوش أول رئيس للولايات المتحدة يحضر الأولمبياد

TT

يوم الجمعة المقبل، عندم يحضر الرئيس جورج بوش افتتاح دورة الالعاب الاولمبية في بكين، سيكون اول رئيس اميركي يحضر دورة اولمبية خارج الولايات المتحدة. لكن، بالاضافة الى الرياضة، سيجري بوش، الذي غادر واشنطن امس، محادثات سياسية مع الرئيس الصيني هو جنتاو، وايضا مع قادة كوريا الجنوبية وتايلاند اللتين سيزورهما قبل الصين. لكن، يخشى مراقبون في واشنطن ان تتابع الحرب ضد الارهاب بوش خلال حضوره الدورة الاولمبية بعد التفجير الذي شهدته الصين قبل ايام من بدء الدورة الاولمبية. بالاضافة الى حضور بوش الاولمبياد، أعلن البيت الابيض ان جولة بوش تركز على ان الدول الثلاث، الصين، وكوريا الجنوبية، وتايلاند، هي أمثلة لنجاح سياسة بوش الآسيوية خلال ثماني سنوات تقريبا. وقال إن بوش سيكون فخورا بتسليم هذا النجاح الى الرئيس الذي سيأتي بعده في يناير (كانون الثاني). وان علاقات الولايات المتحدة بالدول الثلاث قويت كثيرا خلال هذه الفترة بالاضافة الى ترسيخ الديمقراطية في كوريا الجنوبية وحرص واشنطن على استمرار العملية الديمقراطية في تايلاند واستغلال كل مناسبة، مثل الدورة الاولمبية، للضغط على الصين للالتزام بحقوق الانسان.

وقبيل سفره، وفي لقاء في البيت الابيض مع صحافيين من الدول التي سيزورها، قال بوش: «لم تكن علاقتنا مع تايلاند وكوريا الجنوبية واليابان والصين قوية مثلما هي عليه الآن» واضاف: «سبب ذلك هو العمل الشاق الذي قامت به ادارتي خلال كل هذه السنوات».

ولاحظ مراقبون في واشنطن انه، قبل ثماني سنوات، عندما فاز بوش برئاسة الجمهورية في الدورة الاولى، كان قد ادلى بتصريحات متشددة نحو الصين وكوريا الشمالية، ما اخاف الصين وكوريا الجنوبية من توتر الوضع في شمال شرقي آسيا. غير ان بوش، بعد ان دخل البيت الابيض، بدأ يركز على زيادة استثمارات الشركات الاميركية في الصين واجراء اتصالات على مستويات عالية مع الصين وكوريا الجنوبية. وقال بوش في لقائه مع الصحافيين الآسيويين إن سياسته نحو كوريا الشمالية نجحت بسبب ضغوطه عليها، وهي الضغوط التي انتقدت، خاصة لأن الرئيس بيل كلينتون، الذي سبق بوش، كاد ان يتوصل الى حل سلمي لمشكلة تطوير كوريا الشمالية للأسلحة النووية. لكن، قال بوش انه سعيد ان يقول، مع نهاية دورته الثانية، ان كوريا الشمالية تخلصت من اسلحتها، وان شعوب العالم شاهدت مناظر نسف مفاعل عسكرى نووي في كوريا الشمالية.

وقال د. كينيث لايبارثول، استاذ الشؤون الصينية في جامعة ميشيغان: «صار واضحا أن بوش حقق علاقات افضل مع آسيا، بالمقارنة مع مناطق آخرى في العالم» واضاف: «لكن، في العمق، صار واضحا ان وزننا في العالم، وخاصة في آسيا، قل مما كان عليه. وهذا موضوع مهم يحتاج الى نقاش جاد وسط الاميركيين».

وفي تايلاند، يوم الخميس، سيلقي بوش خطابا شاملا عن آسيا. وفي مقابلة في البيت الابيض مع ساثيجاي ساي يون، مراسل مجموعة صحف في تايلاند، قال بوش: «بعد كل هذه السنوات، سيكون خطابي في وطنكم هو آخر خطاب رسمي رئيسي ألقيه في آسيا».

وقال بوش انه سيوضح في خطابه «ان لنا مصالح استراتيجية في الشرق الاقصى. واننا خلقنا فرصا واسسا كثيرة لحل مشاكل المنطقة. واننا يجب ان نبقى هناك». واشار بوش الى ان زيارته الى تايلاند تتزامن مع احتفالات مرور 175 سنة على بداية اول علاقة بين البلدين.

وقال بوش انه، في تايلاند، سيقابل قادة المعارضة في بورما المجاورة وان زوجته، باربرا، التي سترافقه، ستفعل نفس الشيء، وانها قلقة على اعتقال اونغ سان سو كي، قائدة المعارضة التي وضعها العسكريون في السجن في رانغون منذ ست سنوات.

واشار بوش الى انه سيبحث ايضا مساعدة ضحايا الإعصار في بورما، وقال انه، رغم ان العسكريين في بورما لم يتعاونوا مع المجتمع الدولي، تريد الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع تايلاند مساعدة هؤلاء الضحايا.

وعن مشكلة كوريا الشمالية، قال بوش انه يتابع تصرفات كوريا الشمالية بعد ان كان قد أعلن امكانية شطبها من قائمة دول الارهاب. واضاف: «قلنا للاطراف الخمسة في المفاوضات المشتركة اننا نتوقع ان يبرهن النظام هناك على تنفيذ ما وافق عليه».

واضاف: «لا يعني الاتفاق ان الولايات المتحدة ستفتح صفحة جديدة. سجل كوريا الشمالية ليس مشرفا. ونحن حريصون على التأكد من ان كوريا الشمالية هي التي يجب ان تفتح صفحة جديدة، ونحن سنظل نراقبها، ولن نتراجع».