أحد مراجع النجف الكبار: حصيلة عمل الأحزاب المسيطرة على السلطة مخيبة للآمال

الفياض: لا ندعم أي قائمة في الانتخابات وندعو المواطنين للمشاركة بقوة

TT

مع استمرار المفاوضات والمباحثات بين الكتل السياسية العراقية بهدف التوصل الى صيغة مقبولة من الجميع بشأن قانون انتخابات مجالس المحافظات، توالت بيانات المرجعيات الشيعية التي اتفقت على خطابٍ واحدٍ يؤكد على انها ليست مع أي قائمة انتخابية ولا تدعم حزباً او تكتلاً بعينه وتقف على مسافة واحدة من جميع القوائم التي رشحت للانتخابات المقبلة، داعية في ذات الوقت الى مشاركة الجماهير فيها. وجاء في بيان للمرجع محمد اسحاق الفياض، أحد اكبر المراجع الدينية الاربعة في مدينة النجف، أمس، انه لا يدعم أي قائمة خلال الانتخابات المقبلة، ولا يؤيد أيَّ طرف، مشددا على الشعب العراقي الاهتمام بالانتخابات، كونها تحدد مصيرهم ومستقبلهم. ويعد الفياض واحدا من الاقطاب الاربعة للمرجعية الشيعية في العراق والبقية هم محمد سعيد الحكيم وبشير النجفي والمرجع الاعلى علي الحسيني السيستاني. واضاف الفياض «أن الانطباعات السيئة عن الأحزاب الفائزة في الانتخابات السابقة وما ترتب عليها من نتائج مخيبة للآمال تسببت في ضعف موقف الشعب في الإدلاء بصوته في الانتخابات القادمة، إلا أن عدم المشاركة أمر خطير ينبغي عليهم الانتباه إلى عواقبه الوخيمة لأن الخاسر الوحيد هو الشعب والمستفيد الوحيد أولئك الأحزاب الذين استغلوا البلد وتحكموا في مقدراته». وطالب المواطنين بالاشتراك في الانتخابات بقوة، وقال «عليهم أن ينتخبوا أصحاب السمعة الطيبة داخل أوساطهم وكل كفء ولا يدلون بأصواتهم عشوائياً بدون التفكير ومعرفة المرشح». وحذر «من الانجرار وراء الوعود غير الواقعية والشعارات الرنانة والدعايات الفارغة وبيع أصواتهم بالمال لأنه أمر في غاية الخطورة». كما دعا الفياض الى الحفاظ على استقلالية الحوزة وعدم ارتباطها بالدولة والأحزاب، مشدداً على الحفاظ على اعتدالها وابتعادها عن التطرف والانحراف، ومشيراً الى ان الحوزة «لا تريد مرجعاً دينياً وسياسياً». وطالب الاحزاب بـ«عدم التدخل في شؤون الحوزة وعدم جعل الرموز الدينية ذريعة للوصول إلى أهدافها». وموقف الفياض من الانتخابات المقبلة لم يكن الوحيد، فهناك مواقف عديدة اتخذت من بقية المراجع الدينية، ومنهم محمد اليعقوبي الذي شدد على عدم استخدام الرموز الدينية في الانتخابات. فيما اكد ممثل للسيستاني أخيراً ان المرجعية تقف على مسافة واحدة من جميع الكتل السياسية والشخصيات التي تشارك في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة. وولد الفياض سنة 1930 في قرية (صوبة)، إحدى قرى محافظة (غزنى) وسط أفغانستان، الواقعة جنوب العاصمة، كابل. وانتقل الى النجف باحثا عن العلم وهو شاب لا يتجاوز الثامنة عشرة، ودخل الحوزة العلمية وتتلمذ على يد المرجع ابو القاسم الخوئي.