مصر: الكنيسة ترفض دفع دية المسلم القتيل في أحداث «دير أبوفانا»

لجنة خاصة زارت شنودة في أميركا للبحث عن حل

TT

بعد نزاع استمر لأكثر من شهرين، بدأت أمس أزمة «دير أبوفانا» بمحافظة المنيا (270 كيلومترا جنوب القاهرة) طريقها للحل، بعدما سافرت اللجنة المشكلة لحل الأزمة إلى أميركا للقاء البابا شنودة الثالث بابا الأقباط الأرثوذكس الذي يقضى حاليا فترة نقاهة هناك عقب أزمة صحية ألمت به في الوقت الذي رفضت فيه الكنيسة دفع دية القتيل المسلم الذي لقي مصرعه خلال الأحداث الدامية. وقال القس بولا المتحدث باسم دير أبوفانا «الأزمة في طريقها للحل»، مشيرا إلى أن الدير سمح لرجال قياس تابعين لمصلحة المساحة بدخول حرم الدير لقياس المساحات لتحديد مكان السور الذي سيبنى حول حرم الدير «لحمايته من البدو». وأضاف بولا لـ«الشرق الأوسط»: «البابا شنودة أصدر توجيهاته بضرورة إنهاء الأزمة، وأبدى الأنبا ديمتريوس رئيس الدير كل التعاون مع اللجنة الحكومية المشكلة لحل الأزمة بعكس ما نشرته بعض التقارير الإعلامية المقربة من السلطات».

ونفى بولا أن يكون البابا شنودة قد حمل مسؤولية الأحداث للمطرانية أو أقر بارتكاب الأنبا ديمتريوس لأية أخطاء، وقال «كل أعضاء اللجنة ومنهم مسلمون مثل النائب علاء حسنين نفوا هذا الأمر تماما، البابا شنودة أشاد بتعامل الأنبا ديمتريوس مع الأزمة، ولم يوجه أي لوم له أو لأي طرف كنسي آخر».

وكانت مواجهات مسلحة قد وقعت في مايو (أيار) الماضي بين عرب مسلمين من بدو الصحراء ورهبان دير أبو فانا على إثر نزاع على أراض مملوكة للدولة، أسفر عن مقتل شاب مسلم، وإصابة سبعة رهبان.

من جهة أخرى، أكد الأنبا بولا عدم وجود مفاوضات مع أهل القتيل، وقال «الرهبان لم يقتلوا أحدا ليتفاوضوا مع أهله على دفع الدية، فليبحثوا عمن قتله ويقتصوا منه، والحكومة تعرف جيدا من قتله». من جانبه، قال عيد لبيب عضو اللجنة المشكلة لحل الأزمة «البابا شنودة في لقائه باللجنة بمقر علاجه بمستشفى «كليفلاند» في أميركا بحضور الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي أصدر توجيهاته بضرورة حسم النزاع بطريقة نهائية». ولفت لبيب إلى أن البابا شنودة شدد على ضرورة احترام هيبة الدولة والقانون وإلزام الطرفين بالقرارات التي اتخذها محافظ المنيا، مؤكدا أنه لا يوجد أحد في مصر فوق القانون.