باراك يهدد من جديد باجتياح قطاع غزة

منتقدو وزير الدفاع اعتبروا تصريحاته «عربيدية» لا مبرر لها.. وحماس تصفها بـ «الحمقاء»

TT

هدد وزير الدفاع الاسرائيلي، ايهود باراك، ونائبه، متان فلنائي، من جديد باجتياح قطاع غزة. بل انهما تحدثا عن هذا الاجتياح كأمر مفروغ منه. فقال باراك: «من يشتاق الى الاجتياح فليعرف انه سنكون مضطرين الى تنفيذه». وقال فلنائي: «قصتنا مع حماس طويلة، ولكنها لن تحسم إلا بالعمل العسكري».

وأضاف فلنائي: «نحن معنيون بالتهدئة ففيها تلتقي مصلحتنا مع مصلحتهم (حماس) ولكن لا بد من مواجهة في المستقبل».

وقال مصدر مقرب من باراك ان هذا التوجه يأتي في اطار «توضيح الصورة» أمام قادة حماس «الذين يتصرفون في موضوع (الجندي الأسير جلعاد) شليط كما لو انهم انتصروا على اسرائيل في الحرب ويفرضون شروطهم عليها». ولكن منتقدي باراك اعتبروه «تصريحا عربيديا مغامرا ليست له حاجة ولا فائدة، بل قد يلحق الأضرار أكثر ويعرقل تنفيذ صفقة شليط». وتساءل صحافي مقرب من رئيس الحكومة الاسرائيلية ـ «إذا كنا نبلغ حماس من الآن اننا سنجتاح غزة بعد اطلاق سراح شليط، فلماذا يطلقونه؟!».

ولكن فلنائي حاول تصحيح تصريحاته بعد ما أثارته من ضجيج وانتقادات فقال انه وباراك لم يقصدا «اعادة احتلال القطاع ولا حتى عملية اجتياح كبرى، بل عملية صغيرة هنا أو هناك أو عملية كبيرة وفقا للحاجة». وأضاف: «نحن نراقب تصرفات «حماس» في فترة التهدئة، والمخابرات عندنا لا تقول ان تهريب الأسلحة تضاعف من سيناء الى القطاع، لكنه يسير بنفس الوتيرة السابقة وهذا غير مقبول علينا». وربط فلنائي بين التقدم في المفاوضات حول صفقة شليط وبين معبر رفح وقال انه طالما ان شليط في الأسر، لن تسمح اسرائيل بفتح المعبر. وأضاف ان كمية البضائع التي ستسمح اسرائيل بإدخالها الى قطاع غزة بعد اعادة فتح معبر كيرم شالوم ستكون محدودة، الى حين استئناف المفاوضات حول شليط. فإذا استؤنفت المفاوضات ولوحظ انها تسير في الاتجاه الجدي، يمكن مضاعفة كمية البضائع وتنويعها أكثر. ووصف فوزي برهوم الناطق بلسان حركة حماس تصريحات باراك بالحمقاء. وقال انها «تنم عن إفلاس حكومة الاحتلال الصهيوني في التعامل مع ثبات المقاومة». وفي تصريح تلقت «الشرق الاوسط»، نسخة منه، اضاف برهوم أن تصريحات باراك تأتي «في إطار دعايته الانتخابية له ولحزبه في ظل الانقسامات والانشقاقات المتعددة داخل المؤسسات السياسية والعسكرية الصهيونية». وحذر من ارتكاب أي من هذه «الحماقات ستدفع ثمنها حكومة الاحتلال الصهيوني والجنود المغتصبين الصهاينة، وان العنف والإجرام والإرهاب لن يجلب أي أمن وأمان للاحتلال الصهيوني».

ودعا نافذ عزام القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي  فصائل المقاومة لاتخاذ موقف حيال التهديدات التي أطلقها باراك، مشدداً على ضرورة عقد لقاءات عاجلة للتباحث حول هذه القضية. وفي تصريحات لإذاعة «صوت القدس»، التابعة لـ«الجهاد» اوضح عزام أن اسرائيل لم تغير سياستها تجاه الشعب الفلسطني سواء كانت هناك مفاوضات او تهدئة. وطالب عزام الأذرع العسكرية لحركات المقاومة بأن تكون متيقظة ومستعدة لمجابهة العدوان الذي تبيته اسرائيل. من جهة ثانية، تقدم ممثلو 11 بلدة اسرائيلية محيطة بقطاع غزة، بدعوى الى محكمة العدل العليا الاسرائيلية يطالبون فيها بالاسراع في تنفيذ قرار الحكومة في فبراير (شباط) الماضي، بتدعيم وسائل الدفاع المدني لمواجهة خطر استئناف اطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه هذه البلدات. وجاء في الدعوى ان كل الدلائل تشير الى ان هذا الخطر واقعي وان حربا ستنشب حتما مع حماس، ولا بد من تعزيز وسائل الدفاع والتحصين في البلدات الواقعة على بعد 4.5 كيلومتر من الحدود مع القطاع. ويطلبون من الحكومة انجاز مشروعها هذا حتى نهاية السنة المقبلة كأقصى حد.

والتقى فلنائي قادة هذه البلدات، أمس، وأخبرهم بأن الحكومة تتفهم قلقهم وتعمل كل ما في وسعها لانجاز هذا المشروع، من دون أن ينفي ان الحرب قد تشتعل من جديد.