محامو سائق بن لادن في المرافعة الختامية: حمدان ساعد الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب

TT

أفاد أحد المحامين العسكريين لسالم حمدان اول من امس في ختام مرافعته، بأن إحدى الشهادات السرية في محاكمة جرائم الحرب التي يتم إجراؤها لسالم حمدان سائق أسامة بن لادن، قد كشفت عن أن حمدان قدم «تفاصيل هامة» للقوات الأميركية «في الوقت المناسب» خلال الأيام الأولى في الحرب على الارهاب في أفغانستان.

وقد أفاد محامي الدفاع برايان ميزر أنه أثناء التحقيق مع حمدان أواخر عام 2001 وأوائل عام 2002، فإنه ربما يكون قد قدم مساعدة للقوات الأميركية للقبض على بن لادن والقيام ببعض العمليات الهامة الأخرى، حيث كانت القوات الأميركية تقوم بتعقب أسامة بن لادن قائد تنظيم «القاعدة» في هذا الوقت.

وقد أفاد القائد ميزر أمام هيئة المحلفين في المحكمة العسكرية التي استمعت إلى الشهادة السرية خلال الأسبوع الماضي، بقوله: «أنتم تعلمون ما وافق السيد حمدان على فعله. وأنتم تعلمون ما حدث، وكيف أننا فوتنا على أنفسنا هذه الفرصة».

وقد تم إلقاء القبض على حمدان وهو يمني الجنسية من قبل القوات الأميركية في أفغانستان يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2001، حيث يواجه تهما بالمساعدة والتآمر على تنفيذ أعمال إرهابية. وقد أفادت هيئة الادعاء بأنه كان يعمل حارسا وسائقا لأسامة بن لادن ونقل أسلحة لتنظيم القاعدة. وبعد المرافعات الختامية، بدأت هيئة المحلفين التي تتكون من ستة مسؤولين عسكريين كبار، مداولاتها. وإذا أدين حمدان فإنه سوف يواجه عقوبة قد تصل إلى السجن مدى الحياة. وإذا تمت تبرئته، فربما يبقى في السجن كمقاتل عدو إلى أن تحدد الحكومة انتهاء الحرب على الإرهاب. وخلال الجلسات العامة للمحاكمة التي استمرت على مدار أسبوعين، كان من الواضح أن حمدان قد قدم تفاصيل حول الأماكن التي من المحتمل أن يوجد فيها بن لادن، بل إنه أخذ بعض المحققين إلى بعض المنازل التي كان يقيم فيها أسامة بن لادن، وإلى بعض معسكرات التدريب. وقد تم تقديم الشهادة التي أشار إليها القائد ميزر يوم الخميس الماضي من قبل ضابطين في القوات الخاصة في غرفة مغلقة.

وقد أفاد ممثل الادعاء جون مورفي بأن على أعضاء هيئة المحلفين ألا ينظروا بعين الاعتبار إلى تعاون حمدان «المحدود» كما أفاد بأن الدفاع قد أظهر هذه المسألة من أجل تشتيت انتباه أعضاء هيئة المحلفين بعيدا عن الجرائم التي ارتكبها حمدان. ويقول مورفي: «إن التعاون لا علاقة له بكون المتهم مذنبا أو بريئا».

وقد أعلن أثناء جلسات المحاكمة أن حمدان قد أخبر المحققين بدور أحد ناشطي تنظيم القاعدة وهو عبد الرحيم النشيري في هجمات عام 2000 التي تمت خلالها إصابة المدمرة كول والذي أسفر عنه مقتل 17 بحارا. وقد أفاد المسؤولون الأميركيون بأن النشيري هو الذي خطط لتنفيذ هذا الهجوم. وقد جاء في الشهادة العامة أن حمدان ربما كان يعتقد أنه قد اتفق على التعاون هنا في قضية ضد النشيري في مقابل التساهل في قضيته. وخلال أكثر من أربعة أعوام من المعارك القانونية حول قضية حمدان، يبدو أنه لم يعد هناك أي اتفاق لتخفيف العقوبة عن حمدان. وقد أفاد المتحدث باسم البنتاغون القائد جيفري جوردن بأن المسؤولين العسكريين لم يخططوا للرد على كل ادعاء من جانب أحد المعتقلين كجزء من دفاعه أمام القضاء العسكري. وأضاف بقوله: «إن إلقاء القبض على أسامة بن لادن وغيره يبقى أولوية مطلقة للحكومة الأميركية».

وقد ركزت المرافعات الختامية في كلا الجانبين على موضوع جوهري في القضية ألا وهو: ما إذا كان دور حمدان كسائق لابن لادن يجعله مجرم حرب أم لا. وقد أفاد القائد ميزر بأن حمدان كان مجرد «موظف يحصل على راتبه من بن لادن» وأنه لم يكن عضوا في القاعدة. وفي مرافعة ختامية أخرى، أفاد محامي الدفاع جوزيف ماكميلان بأن أدلة الادعاء مبنية على الاشتراك في الجريمة. وأشار إلى أنه بعد الحرب العالمية الثانية لم تتم محاكمة إريك كمبيكا، سائق هتلر كمجرم حرب. لكن السيد مورفي وصف حمدان بأنه جزء هام من الهيكل التنظيمي للقاعدة، حيث إنه عمل حارسا شخصيا وسائقا لابن لادن.

* خدمة «نيويورك تايمز»