الصين: زلزال جديد يضرب إقليم سيشوان.. ومنظمو الأولمبياد يؤكدون أنهم قادرون على ضمان أمن الألعاب

الشرطة تعتقل 2 من اليوغور غداة الاعتداء الإرهابي.. وطوكيو تتحضر للاعتراض على تعرض صحافيين يابانيين للضرب

TT

غداة اعتداء ارهابي أدى الى مقتل 16 شرطيا صينيا، وقع زلزال مدمر جديد في ولاية سيشوان الصينية التي لاتزال تتعافى من آثار زلزال مايو (أيار) الذي أدى الى مقتل 70 ألف شخص، بلغت قوته 6 درجات على مقياس ريختر، في حادثين من شأنهما إثارة المزيد من القلق بين المشاركين في الألعاب الأولمبية وآلاف السياح الوافدين الى بكين لحضور دورة الالعاب التي تنطلق بعد يومين.

وافاد المعهد الجيوفيزيائي الاميركي ان هزة ارضية بقوة ست درجات ضربت اقليم سيشوان في جنوب غرب الصين. ولم يعرف عدد الضحايا أو الخسائر المادية الناتجة عن الزلزال بعد. ووقع الزلزال بعد ساعات على مرور الشعلة الاولمبية في مقاطعة سيشوان، المحطة الاخيرة التي توقفت فيها قبل وصولها الى بكين. وكان الزلزال الذي وقع في مايو (أيار) الماضي وبلغت قوته 7.9 درجات على مقياس ريختر، قد أدى الى مقتل نحو 70 ألف شخص وفقدان نحو 18 ألفا آخرين وتشريد نحو خمسة ملايين شخص.

وفي محاولة لتهدئة القلق والتساؤلات، اكد منظمو الاولمبياد قدرتهم على «ضمان أمن» الالعاب الاولمبية، وقال المتحدث باسم لجنة التنظيم سان ويد: «بامكاننا ضمان امن الالعاب الاولمبية». واضاف سان ويد في مؤتمر صحافي أمس: «لقد اتخذنا في المكان تدابير امنية ضخمة ونحن مستعدون لمواجهة اي نوع من التهديدات. هناك خطر محدق بأمن الالعاب الاولمبية لذلك قمنا باعداد مئات الخطط».

وجاء حديث سان ويد غداة اعتداء ارهابي وقع في منطقة شينغ يانغ المسلمة الواقعة في شمال غربي البلاد، واستهدفت عناصر للشرطة مما اسفر عن سقوط 16 قتيلا. واشتبهت السلطات الصينية بان يكون الهجوم الذي استهدف مركزا للشرطة «ارهابيا» وقالت انها ألقت القبض على اثنين من اليوغور، أقلية مسلمة في الصين ناطقة باللغة التركية، هما من نفذ الاعتداء.

الا ان منظمة لليوغور المنفيين من الصين تتخذ من واشنطن مقرا لها، دعت أمس إلى فتح تحقيقات مستقلة في الهجوم مؤكدة أن التفاصيل لاتزال غير واضحة. وأكدت المنظمة إدانتها لكل أشكال العنف وأعربت عن مخاوفها من أن الحادث الذي ذكرته شينخوا ستستغله الصين لزيادة القمع الذي تمارسه بحق اليوغور.

وأوضحت المنظمة أن اليوغور تعرضوا في إطار استعداد الصين للأولمبياد التي تنطلق الجمعة المقبل وتستمر حتى 24 من الشهر الجاري، إلى المزيد من الاعتقالات والترحيل القسري والمراقبة ومصادرات جوازات السفر وتدمير أماكن العبادة. وقالت المنظمة إن السلطات دائما لا تقدم الدليل على ما تقول.

وفي خطوة من شأنها أن تزيد توتر العلاقات بين الصين واليابان، اعتقلت قوات أمن صينية شبه نظامية، صحافيين يابانيين مساء أول من أمس من الفندق حين ينزلان، لمدة ساعتين، تعرضا خلالها للضرب بينما كانا يحاولان تغطية هجوم شينغ يانغ ما أسفر عن إصابتهما بجروح طفيفة. كما تم اعتقال اثنين من مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية لفترة وجيزة على الرغم من أن الصين تعهدت في وقت سابق بضمان حرية الصحافيين خلال الاولمبياد.

وتتحضر الحكومة اليابانية لتقديم احتجاج لدى الصين إذا تأكد ان رجال من الشرطة الصينية اعتدوا على اثنين من صحافييها بالضرب. وقال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني نوبوتاكا ماتشيمورا إن اليابان «ستحتج بقوة» إذا جرى التحقق من الهجوم على الصحافيين.

وأفادت وكالة «جيجي برس» اليابانية للانباء، أنه بعد وقت قصير من إدلاء كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني بتصريحاته، اعتذر قادة القوات الصينية شبه العسكرية للصحافيين وعرض تقديم تعويضات عليهما عما لحق بهما من أذى.

وطلبت الشرطة الصينية تفهم السبب وراء تعاملها مع الصحافيين على هذا النحو في غمرة التوترات الكبيرة قبيل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية. وكانت وكالة شينخوا الصينية، قالت إن إدارة الأمن العام الإقليمية تلقت معلومات تشير إلى أن حركة «شرق تركستان» الإسلامية تعتزم شن هجمات اعتبارا من بداية الشهر الحالي وحتى بدء فعاليات دورة بكين.

وتعتبر الولايات المتحدة والصين هذه الحركة جماعة «إرهابية» دولية، لكن بعض الخبراء الأمنيين شككوا في وجودها قائلين إن بكين تصف جميع أبناء أقلية اليوغور المسلمة الذين يريدون إقامة دولة مستقلة في شينجيانج بأنهم أعضاء في الحركة.

ويعتبر إقليم شينجيانج إلى جانب إقليم التبت مصدر توتر سياسي في الصين. ويشكو المسلمون اليوغور في المنطقة من قمع السلطات الصينية لهم. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949 تم ضم تركستان الشرقية السابقة إلى الصين كمنطقة تتمتع بحكم ذاتي، على غرار ما حدث مع إقليم التبت.

الى ذلك، ذكرت تقارير صحافية أمس أن رئيس زيمبابوي روبرت موغابي لن يحضر حفل افتتاح الاولمبياد وذلك بناء على طلب من الحزب الشيوعي الصيني، على الرغم من العلاقات الجيدة التي تربط الصين بزيمبابوي. ونقلت صحيفة «سيدني مورنينج هيرالد» اليومية عن مصادر قولها إن «قادة سياسيين سيحضرون حفل الافتتاح مارسوا ضغوطا قوية دفعت الحكومة الصينية لاقناعه بعدم الحضور».