التيار الصدري ووزارة الدفاع البريطانية ينفيان إبرام «تفاهم سري» منع مشاركة البريطانيين في «صولة الفرسان»

مصادر تحدثت عن إسراع الأميركيين لملء الفراغ.. ولندن ترد: قلق المالكي قيد حركة قواتنا

TT

نفى كل من وزارة الدفاع البريطانية والتيار الصدري معلومات تحدثت عن اتفاق سري بين القوات البريطانية في البصرة وميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشاب مقتدى الصدر في الصيف الماضي.

وكانت صحيفة «التايمز» البريطانية قد كشفت أمس عن «اتفاق سري» بين القوات البريطانية وميليشيا جيش المهدي منع القوات البريطانية من دعم القوات العراقية والاميركية أثناء تنفيذ حملة «صولة الفرسان» لـ«تطهير» المدينة من المسلحين في مارس (آذار) الماضي. وقال النائب احمد المسعودي، عن التيار الصدري لـ«الشرق الاوسط» ان «تلك المعلومات ايا كان مصدرها هدفها تشويه سمعة (جيش الامام) في انه قد يعقد اتفاقات مع الجيوش المحتلة»، موضحا ان «الانسحاب التدريجي من مدينة العمارة والبصرة (للقوات البريطانية) جاء نتيجة الضغط الجماهيري ولأن القوى الوطنية وبينها جيش المهدي هي التي أجبرت القوات البريطانية على الانسحاب وليس الاتفاقات السرية، كما اشارت بعض التقارير المزيفة». وأكد المسعودي أنه على اطلاع واسع بكل مفردات وتحركات جيش المهدي، وهو يعلم علم اليقين ان هذه الادعاءات «باطلة 100%».

وكانت الصحيفة قد نقلت عن ضباط أميركيين وعراقيين شاركوا في الحملة الامنية، أن اربعة آلاف جندي بريطاني وقفوا يتفرجون عن بعد لمدة ستة أيام بسبب «التفاهم» الذي توصلت اليه القوات البريطانية مع ميليشيا الصدر، الامر الذي حدا بالجنود الاميركيين وقوات المارينز الى الاسراع لملء الفراغ وخوض حرب شوارع في المدينة ومواجهة نيران مدفعيات الهاون وانفجارات العبوات الناسفة مع نظرائهم العراقيين.

وشعر خبراء أميركيون رافقوا القوات العراقية في القتال بصدمة عندما علموا بذلك «التفاهم» الذي تم التوصل اليه في الصيف الماضي من قبل المخابرات البريطانية وعناصر في ميليشيا جيش المهدي.

وبحسب الصحيفة، فان الاتفاق الذي رمى الى تشجيع التيار الصدري الى الدخول في العملية السياسية وتهميش نشاطات المتطرفين، يعد ضربة كبيرة لسمعة بريطانيا في العراق.

وبموجب الاتفاق، فلا يسمح لاي جندي بريطاني بدخول مدينة البصرة بدون موافقة وزير الدفاع البريطاني دس براون. وعندما أعطى براون موافقته لدخول القوات الى البصرة بعد ان كانت قد انسحبت منها لتتمركز في اطرافها، كان القتال قد انتهى.

وقال الكولونيل عماد أحد كبار قادة الجيش العراقي «بدون دعم الاميركيين لما كان بإمكاننا تنفيذ مهمتنا لأن القوات البريطانية لم تقم بأدنى شيء هناك»، وأضاف «انا لا أثق بالقوات البريطانية فهي لا تريد خسارة اي جندي». غير ان وزارة الدفاع البريطانية نفت لـ«الشرق الاوسط» تلك الانباء، ووصف المتحدث أنباء «فشل» القوات البريطانية في خوض العمليات الاخيرة ضد الميليشيات في البصرة بانها «غير دقيقة». وقال المتحدث «لا يوجد اي اتفاق سري أو تفاهم أبدا عن المدينة».

وأكد المتحدث أنه عند بدء تنفيذ العمليات قدمت القوات البريطانية دعما بالمدرعات والمدافع وغطاء جويا فضلا عن الدعم اللوجستي والطبي.

وأضاف المتحدث، أن القيد الوحيد الذي فرض على ضلوعنا بالمهمة هو «حرص» رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ان ينظر للعملية من قبل سكان المدينة انه تم تنفيذها من قبل القوات العراقية.

وأضاف المتحدث أنه «ليس صحيحا ان القوات الاميركية أسرعت لملء الفراغ»، وأضاف ان تلك القوات شاركت بالفعل بالعمليات الأمنية، غير ان مشاركتها كانت مؤقتة وانها كانت موجودة أصلا في المدينة كفرق تدريب ضمن كتائب الجيش العراقي التي أحضرت الى المدينة لتنفيذ العملية. وأضاف المتحدث أنه «بينما نحن ندعم الجهود العراقية في المصالحة مع عناصر المتمردين، فان من السخف افتراض ان ذلك أعاق دعم القوات البريطانية للعملية». وعلى صعيد آخر، كشفت صحيفة أميركية ان مقتدى الصدر ينوي نزع سلاح ميليشيا جيش المهدي وتحويلها الى مؤسسة اجتماعية.

وحصلت «وول ستريت جورنال» على كتيب أكد محتوياته صلاح العبيدي المتحدث باسم الصدر بأن جيش المهدي ستتم قيادته من قبل المرجعيات الشيعية، وان الميليشيا ستركز على التعليم والدين والعدالة. وبهذا الصدد قال المسعودي ان «جيش المهدي» بناء على أوامر السيد مقتدى الصدر قد تم تجميده لمدة ستة اشهر لسحب البساط من تحت اقدام بعض الجهات السياسية التي تدعي ان جيش الامام المهدي يقوم بعمليات عسكرية ثم جدد التجميد ستة اشهر اخرى».

وأضاف ان الصدر أصدر بيانا قبل فترة حدد فيه مهام «جيش المهدي» بالمهام الثقافية والاجتماعية، وان «تنحصر أعمال المقاومة لفئة معينة ترتبط بمراجعها التي تمنحها الأوامر بذلك». مؤكدا أن «مهام جيش المهدي الآن هي مهام ثقافية وليس هناك من يخالف أمر السيد مقتدى في هذا الامر، وان المراجع لجيش المهدي هي قياداته العليا وليس المراجع الدينية المعروفة والتي ترتبط بالسيد مقتدى الصدر».