أول خريطة لمناطق النزاع في القطب الشمالي

تجسد الصراع بين روسيا والغرب على ثرواته

TT

في معركة عالمية تتضح معالمها يوما بعد يوم للاستحواذ على الثروات الدفينة للقطب الشمالي، أعلن علماء بريطانيون عن نجاحهم في وضع أول خريطة مفصلة للمنطقة القطبية الشمالية، توضح مناطق النزاعات الحدودية المحتملة بين الدول المجاورة له، مستقبلا. ويأتي الاعلان عن هذه الخريطة بعد حدوث ردود فعل غاضبة من الولايات المتحدة ودول اوروبا الشمالية على مطالبة روسيا بملكيتها لمناطق في المنطقة القطبية، وبعد وضع علماء روس علما على قاع القطب في اغسطس (اب) من العام الماضي.

ويحتوي القطب الشمالي على ثروات دفينة كبيرة، إذ أشارت تقارير علمية اميركية حديثة الى أنه يحتوي مخزونا نفطيا يقدر بتسعين مليار برميل. وقال باحثون في وحدة أبحاث الحدود الدولية في جامعة دارم برئاسة البروفسور مارتن برات ان الخريطة الجديدة اكثر تفصيلا من أي خريطة قدمها الإعلام، وانها موجهة بصورة رئيسية للباحثين والسياسيين من صناع القرار، خصوصا ان الكثير من المناقشات حول هذا الموضوع اتسمت بالكثير من الاسفاف، وعلى وجه التحديد اعلان بعض الدول لسيادتها على مناطق في القطب الشمالي.

واضاف «هدفنا كان موجها لإظهار كل الادعاءات المعروفة حتى الآن حول مناطق القطب، والحدود المتفق عليها، والمناطق التي يمكن لكندا والدنمارك والولايات المتحدة المطالبة بملكيتها».

ووظف الباحثون برنامجا كومبيوتريا لتجسيم حدود الدول والتعرف على المناطق التي يمكن أن تصبح بؤرا للتوتر في المستقبل، أخذا بنظر الاعتبار حقوق الدول الساحلية في المنطقة في الثروات والموارد التي توجد على مساحة مائتي ميل بحري من سواحلها.

وكان علم روسيا الاتحادية قد غرس في اعماق القطب الشمالي في اغسطس من العام الماضي وهو ما اثار ردود فعل أميركية وكندية غاضبة على طموح روسيا في القطب الشمالي. وأوفدت موسكو بعثة اكتشافية علمية على متن إحدى سفن الأبحاث لتلك المهمة، رافقتها أكبر سفن كاسحات الجليد. واعتبرت الولايات المتحدة انه ليست لروسيا اية حقوق خاصة تحت البحر في المنطقة القطبية الشمالية.

واستخدمت البعثة الروسية جهازي الغوص العميق المأهولين «مير ـ 1» و«مير ـ 2» لدراسة بنية قاع المحيط المتجمد الشمالي قرب القطب الشمالي وتدقيق حدود الجرف القاري الروسي الذي يمتد من جزر نوفوسيبيرسك وحتى القطب الشمالي. وقالت مصادر روسية في حينه ان ذلك سيتيح منح روسيا حق ضم ما يقرب من مليون كيلومتر مربع الى اراضيها.