أبو مصعب السوري ينصح الخبير الكيماوي أبو خباب بالاحتراس من الغازات.. ولايقع إلا الشاطر

وثائق القاعدة السرية تشير إلى مراسلات بينهما

TT

بثت مواقع إلكترونية تابعة بشكل أو بآخر لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، مراسلات ووثائق باللغتين العربية والانجليزية بين قادة تنظيم «القاعدة»، عثرت عليها القوات الأميركية في قندهار، ضمن الحرب على الإرهاب، بينها رسائل كتبها قادة «القاعدة» موجهة الى مدحت مرسي السيد عمر الخبير الكيماوي لـ«القاعدة»، الذي يعرف باسم ابو خباب، الذي قتل بصاروخ اميركي في جنوب وزيرستان مع عدد من رفاقه من جماعة «الجهاد» المصرية الاسبوع الماضي. وضمن وثائق القاعدة السرية مراسلات موجهة الى ابو عبد الله، أسامة بن لادن، ومن هذه الرسائل، رسالة من ابو حفص المصري «محمد عاطف» مسؤول «القاعدة» صهر زعيم التنظيم، الذي قتل في عمليات قندهار نهاية عام 2001، يكشف فيها عن امكانية الاتصال بمعسكرات التدريب في الصومال والسودان، تحت الاسم الكودي بدر للاول وصقر للثاني، وتلك المراسلات تعد سابقة جديد من نوعها في تاريخ الحرب الأميركية على الارهاب، وتعتبر ثروة للدارسين وللمهتمين بشؤون الحركات الاصولية، قد لا تقدر بثمن. وتقول المصادر الاميركية أن ستار السرية أزيح عنها وهي موجودة على شبكة الإنترنت منذ شهور بشكلها الأصلي وترجمتها الإنجليزية ويستطيع المتخصصون في شؤون الإرهاب دراستها والتأكد بأنفسهم من مدى صحتها وفقا للسياق الذي عثر فيه عليها. وقد نشرت «الشرق الاوسط» رسالة مطولة من اللوم والعتاب من محمد عاطف «ابو حفص المصري» المسؤول العسكري للتنظيم موجهة الى ابو خباب خبير «القاعدة» الكيماوي. واليوم تركز «الشرق الاوسط» على المراسلات المتبادلة بين ابو خباب والقيادي مصطفى الست مريم نصار، الذي يعرف باسم ابو مصعب السوري، والاخير مواطن سوري ـ إسباني وأحد المنظِّرين المتمتعين بنفوذ كبير بين صفوف «القاعدة» والذي شوهد آخر مرة قبل ثلاثة اعوام, وهو محتجز حاليا لدى السلطات الاميركية في احد السجون السرية. وكان ابو مصعب السوري واحداً من 35 شخصاً تضمنتهم لائحة اتهام من 695 صفحة أصدرها القاضي الإسباني بلتسار غارزون في سبتمبر (أيلول) 2003. ودعت لائحة الاتهام إلى القبض على 34 رجلاً آخر، بينهم أسامة بن لادن، بتهم تتضمن عضوية جماعة إرهابية والتخطيط لأعمال إرهابية.

ويقول ابو مصعب السوري في رسالته التي بثها الجيش الاميركي على مواقعه، موجها كلامه الى ابو خباب: «لقد تسلمت ونفسي كربى فنزلت على قلبي نزول الماء على الارض العطشى، وواستني في حالة ضيق، وهم كان يعتريني، من جراء ما تعرض اليه من الحصار والقطيعة، ومحاولة تشوية السمعة والافشال، التي يقوم بها بعض اخواننا الذين بغوا علينا، عافنا وعافاهم الله، من الظلم وقطيعة الرحم، وغفر الله لنا ولهم ولجميع المسلمين، وألزمنا كلمة التقوى وجعلنا احق لها». والرسالة مؤرخة في 7 ابريل (نيسان) 1999، ويبدو ان ابو خباب مريض او اصيب اثناء التجارب في المعامل الكيماوي، لان ابو مصعب ينصحه في اخر الرسالة: «لا تستهر بأمور الغازات وهذه البلاوي، وانت اقدر بها، ولكن عادة يستهتر المعلم فيقع المقدور، لا سمح الله». ويتحدث ابو مصعب السوري في رسالته عن المصاعب التي وجدها حتى التقى حاكم طالبان المخلوع الملا عمر، الذي وافق على تزكيته لدى وزارة الدفاع الافغانية وامداده بمعسكر خاص وسلاح لمشروعه الذي يريد تنفيذه. ويقول: «ذهبت بصحبة ابو الحارث وابو محمد السوري الى قندهار وبتوفيق من الله حصلنا على تزكية من امير المؤمنين وتعليمات منه موجهة الى وزارة الدفاع، يطلب منهم تزويدنا بمعسكر مستقل، ولوازم وسلام وكل ما يلزم من اجل انشاء مشروعنا الخاص ونحن الان قيد ترتيب هذه الامور». وفي فقرة اخرى يتطرق الى التقائه جماعة اسامة بن لادن، ويتحدث عن مواساته بن لادن في محنته وكربته. ويضيف: «مررت على الشيخ ابو عبد الله والتقيت هناك ابو حفص المصري وابو الخير (من قيادات الجهاد المصري) وعرضت عليهم من باب الاخبار ما نحن فيه، وعرضت عليهم فتح صفحة جديدة، من الاخوة والتعاون على البر والتقوى، وشكوت اليهم ما يحصل من اخواننا، فاخبرني ابو حفص جزاه الله ان الشيخ ابو عبد الله لم يأمر بتلك الاجراءات». وفي فقرة اخرى يشير ابو مصعب السوري الى ان ابو حفص المصري طلب منه الغاء مشروعه او معسكره الخاص، لان ذلك سيشكل منافسة خاصة لهم، ولكني أبيت عليه ذلك وطلبت منهم ان يعرضوا علينا أي شكل من التعاون ولكن ليس لكم ان تلغونا ولا غيرنا، وانتهى اللقاء على خير، ووعد ان يوصل مبادرتي الاخوية للشيخ ابو عبد الله. وفي فقرة اخرى يقول ابو مصعب السوري: «عمومنا احوالنا بخير وقد فتح الله علينا بمساعدة وتسهيلات امكانيات طالبان، والان رجاء ان تساعدونا بالدعوة ودعوة الشباب للمجيء للتدريب والعمل معنا». وفي فقرة اخرى يقول ابو مصعب السوري موجها حديثه الى ابو خباب: «ارسل اليك الاخ ناصر وسيبلغك بآخر اوضاعنا ومعه اخر باكستاني (صاحب عيسى) واخر بلوشي (امان الله) ارجو الاهتمام بهما، والاخير باب على البلوش والايرانيين».

ويقول ابو مصعب في رسالته: «ابو محمد السوري يهديك السلام وهو مقتنع بمشروع القتال في صفوف طالبان».