نيويورك: باكستانية أمام محكمة أميركية بتهمة الارتباط بـ«القاعدة»

TT

وجهت الى باكستانية، هي أم لثلاثة اطفال تخرجت من جامعة اميركية مرموقة، اول من امس في نيويورك تهمة محاولة قتل مسؤولين عسكريين اميركيين في افغانستان.

ومثلت عافية صديقي ،36 عاما، التي اصيبت بالرصاص خلال هجوم في افغانستان، أمام محكمة في نيويورك للرد على اتهامات بمحاولة قتل مسؤولين عسكريين اميركيين. وهزت صديقي رأسها وهي تصغي الى البيان الاتهامي الذي تلاه القاضي. ونقلت الباكستانية الاثنين من افغانستان الى مطار كنيدي في نيويورك بعد توقيفها رسميا حسبما قال مسؤولون ومحامو الدفاع.

ويقول مسؤولون اميركيون ان هذه المرأة الباكستانية المتخصصة بالجهاز العصبي، يشتبه بعلاقاتها مع «القاعدة». وفي 18 يوليو (تموز) عندما زارها مسؤولون عسكريون اميركيون في مكان اعتقالها في افغانستان، أطلقت طلقتين من مسدس دون ان تصيب أحدا. ووصف المسؤولون عملية نقلها من افغانستان الى مانهاتن بانها مثال على «الحرب على الارهاب» التي تشنها الولايات المتحدة. لكن محامي الدفاع يقولون ان صديقي احتجزت خلال السنوات الخمس الماضية ربما في سجن سري في اميركا الشمالية وانه تم تلفيق هذه التهم لنقلها الى الاراضي الاميركية. ويؤكدون ان صديقي التي أتمت تحصيلها الجامعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قبل ان تختفي في 2003 عندما كانت تزور أهلها في كراتشي في باكستان، لم تكن جسديا قادرة على الاعتداء على مسؤولين عسكريين اميركيين في مركز الشرطة في افغانستان. وقالت محامية الدفاع ايلاين ويتفيلد شارب «انظروا الى هذه المرأة النحيلة واسألوا انفسكم كيف يمكنها الهجوم على ستة عسكريين». واعلنت محامية اخرى اليزابيث فينك «من المستحيل ان تتمكن من القيام بذلك وليس هناك ادلة تدعم هذه الاتهامات». واضافت ان صديقي تعرضت «لانتهاكات فاضحة لحقوق الانسان». وفي حال ادانتها تواجه صديقي عقوبة السجن عشرين عاما عن كل تهمة توجه اليها. وبحسب مايكل غارسيا المدعي العام في نيويورك فان الشرطة الافغانية في ولاية غزنة اعتقلت صديقي في 17 يوليو (تموز) وكان في حوزتها وثائق تكشف وسائل تصنيع متفجرات وخرائط عن مبان مهمة في الولايات المتحدة بعضها في نيويورك. وفي اليوم التالي خلال استجوابها هاجمت عسكريين اميركيين بينهم عميلان من الـ«اف بي آي» وضابطان اميركيان ومترجمان من الجيش، بسلاح جندي. لكن احد المسؤولين العسكريين اطلق النار على صديقي فاصابها في الصدر. واضاف «رغم اصابتها قاومت صديقي الضباط عندما حاولوا الامساك بها وركلتهم وصرخت انها تريد قتل اميركيين». ويقول انصار صديقي في باكستان بانها ضحية وانه يرجح ان تكون احتجزت من قبل الاميركيين او حلفائهم منذ اختفائها مع اولادها الثلاثة في كراتشي في 2003. وقالت شقيقتها الصغرى فوزية خلال مؤتمر صحافي في كراتشي «يا للسخرية ان يكون قبض على عافية في افغانستان بعد احتجازها لخمس سنوات». واضافت «تعرضت عافية للتعذيب لخمس سنوات الى ان اعلنت السلطات الاميركية يوما انها اعتقلت في افغانستان».

وتقول شارب: ان صديقي لا تعلم الجهة او المكان الذي احتجزت فيه، مشيرة الى ان موكلتها تعرضت لتجاوزات من دون مزيد من التفاصيل. واضافت شارب: «مازالت تحت وقع الصدمة ولا تعلم اين اولادها». وقدم السفير الباكستاني لدى واشنطن حسين حقاني طلبا لدى السلطات الاميركية ليسمح له بزيارة صديقي، حسب ما ذكرت وكالة انباء اسوشييتد برس اوف باكستان. وبحسب محاميها كانت صديقي ناشطة خلال فترة اقامتها في الولايات المتحدة في جمع الاموال لصالح جمعيات خيرية اسلامية وهي انشطة تزعم واشنطن بانها تغطية للاموال التي تستخدمها القاعدة في انشطتها الارهابية.

وتم ادراج اسم صديقي في 2004 ضمن لائحة الاشخاص الذين يشتبه في ان لهم صلات مع شبكة القاعدة. وتشير معلومات الى انه بين طلاقها واختفائها، تزوجت صديقي من قريب للعقل المدبر المفترض لاعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) خالد شيخ محمد. الا ان محامي الدفاع يشككون في هذه المعلومات ويؤكدون ان اي معلومة قدمها محمد تم انتزاعها تحت التعذيب اثناء اعتقاله من قبل وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي ايه».