باكستان: الائتلاف الحاكم يتفق على التصويت في البرلمان لسحب الثقة من مشرف

وزارة الخارجية تعلن إلغاء رحلة الرئيس إلى الصين.. ومشرف يعود ويؤكد ذهابه

TT

بعد مشاورات طويلة، قرر الائتلاف الحاكم في باكستان التحرك نحو تمرير قرار بسحب الثقة من الرئيس برويز مشرف داخل البرلمان بهدف عزله من منصب الرئاسة، بحسب ما صرح به أعضاء في حزب الشعب الباكستاني والاتحاد الإسلامي، الشريكين في التحالف، لوسائل الإعلام. وعقد رئيس حزب الشعب آصف علي زارداري ورئيس الوزراء السابق نواز شريف أمس محادثات مطولة لليوم الثاني على التوالي. وفي تصريح لـ»الشرق الأوسط»، أشار خواجة آصف، كبير مساعدي نواز شريف وعضو البرلمان، إلى أن زعماء الائتلاف الحاكم قرروا أثناء اجتماعهم التقدم بطلب لسحب الثقة من مشرف، وعليه، من المقرر أن يتم قريباً اتخاذ الإجراءات اللازمة للإطاحة به. وأضاف خواجة الذي شارك في المناقشات التي استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أمس: «اتفقنا على تحريك قرار بسحب الثقة ضد الرئيس داخل البرلمان». وقال المتحدث الرسمي باسم حزب الشعب الباكستاني فرحة الله بابار إن الائتلاف الحاكم يتمتع بعدد الأعضاء اللازم داخل البرلمان لسحب الثقة من الرئيس. وأضاف: «في بداية الأمر، كانت سياستنا منح وقت للرئيس مشرف بحيث يتمكن من استيعاب حقيقة الموقف ويتقدم باستقالته، لكنه لم يفعل ذلك. لذا، سنتحرك الآن نحو سحب الثقة منه من خلال البرلمان».

وقد تم التوصل الى التفاهم بشأن سحب الثقة من الرئيس الباكستاني يوم الثلاثاء الماضي خلال أحد الاجتماعات بين زارداري وشريف، بيد أن الزعيمين قررا التشاور مع الأحزاب الأخرى داخل الائتلاف الحاكم، ودعوا مولانا فضل الرحمن، زعيم جماعة علماء الإسلام وأسفاندارفار والي، زعيم حزب أوامي الوطني، وكلاهما عضو بالائتلاف الحاكم. وبحسب القانون الباكستاني، فإن الائتلاف الحاكم يلزمه الحصول على غالبية ثلثي الأعضاء داخل كلا مجلسي البرلمان من أجل الإطاحة بالرئيس. وتبعاً للتقديرات، فإن الأحزاب الأربعة المؤلفة للائتلاف الحاكم تتمتع بدعم 305 أعضاء بالبرلمان، ما يقل عن أغلبية الثلثين اللازمة داخل كلا مجلسي البرلمان. الا ان بابار قال: «إذا مضينا قدماً في قرار سحب الثقة، سنتمكن بسهولة من الحصول على الدعم الكافي داخل البرلمان للإطاحة بالرئيس مشرف كجزء من عملية سحب الثقة». وفي الوقت الذي خلقت أنباء قرار الائتلاف الحاكم التحرك نحو سحب الثقة من الرئيس أجواء من الشك والقلق داخل البلاد، دخل مشرف في مناقشات مطولة مع حلفائه السياسيين. وأشار تشودري شوجات حسين، رئيس الاتحاد الإسلامي الموالي لمشرف والذي عقد جلسة محادثات مع الرئيس أمس، إلى أن مشرف قال: «في حال طرحهم قرار سحب الثقة مني في البرلمان سأدافع عن نفسي بكامل قوتي». وفي أول استجابة لهذه الخطوة من قبل الائتلاف الحاكم، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية إلغاء زيارة مشرف للصين، بعد أن كان مقررا أن يحضر حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في بكين. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، من دون تحديد أي أسباب، إن زيارة مشرف لبكين ألغيت. بيد أنه في وقت لاحق غير مشرف من خططه مجدداً وأعلن أنه سيمضي قدماً في زيارته المقررة للصين. على الجانب الآخر، أوضح خواجة آصف، كبير مساعدي نواز شريف، أن الائتلاف الحاكم سيبدأ تحركاته على صعيد سحب الثقة من الرئيس داخل المجالس الإقليمية التي تسيطر عليها أحزاب معارضة لمشرف.