باريس هيلتون تدخل الحملة الانتخابية الأميركية.. وتصف ماكين بـ«ذي الوجه المجعد والشعر الأشيب»

أوباما يقول إن الجمهوريين جهلة ويفخرون بجهلهم ويدعوهم إلى الاطلاع على الحقائق قبل السخرية منها

TT

باريس هيلتون مستعدة لأن تقود الولايات المتحدة. النجمة الاميركية الشقراء، وريثة سلسلة فنادق هيلتون، دخلت الحملة الانتخابية الاميركية أمس وأعلنت برنامجها لعلاج مشكلة ارتفاع أسعار النفط من دون أن يغيب عنها ان توجه انتقادات الى «منافسها» المرشح الجمهوري جون ماكين وتصفه بـ«ذي الوجه المجعد والشعر الابيض». اعلان هيلتون جاء أمس في شريط مصور مدته دقيقتان بث على شبكة الانترنت، للرد على المرشح الجمهوري الذي أقحمها هي والمغنية بريتني سبيرز في قلب الحملة الانتخابية، عبر تمرير صورها في شريط اعلاني الاسبوع الماضي انتقد فيه منافسه المرشح الديمقراطي باراك أوباما. وأراد ماكين من خلال الاعلان تشبيه أوباما بالنجمتين الشقراوتين لجهة اهتمامه بنجوميته وسطحيته. إلا أن هيلتون التي أثارت استياءها سخرية ماكين منها، قررت الرد عليه وسخرت حتى من كبر سنه، على الرغم من أن والديها من مؤيديه وقد تبرعا لحملته بملبغ 4600 دولار أميركي. فظهرت باريس بشريط مصور، بدت فيه مستلقية على كرسي وهي ترتدي ثوب سباحة، بالقرب من مسبح في منزلها في هوليوود، وهي تقول: «مرحبا اميركا. انا باريس هيلتون. النجمة الشهيرة والفتاة المثيرة. هل سمعتم بذلك الرجل العجوز ذي الشعر الاشيب والوجه المعجد الذي وضعني في اعلان تلفزيوني انتقد فيه السناتور اوباما؟».

ومضت هيلتون تنتقد ماكين، مازجة بين الجد والفكاهة والسخرية. وسألت في تهكم: «هل يقصد ماكين انني ساكون نائبة الرئيس اوباما؟ ام انني سأترشح رئيسة لاميركا؟».

وقالت إنها تفكر في تعيين المغنية الاميركية الشهيرة ريهانا في منصب نائب الرئيس وأنها قد تفكر في طلاء البيت الابيض باللون الوردي. ثم قالت في شبه جدية، ان المرشحين يختلفان في ايجاد حلول لمعالجة مشكلة ارتفاع سعر النفط. واقترحت حلا وسطا بينهما. فأيدت اولا اقتراح ماكين بالتنقيب عن النفط قبالة السواحل الاميركية على ان يكون بشروط، حتى يوافق عليه اوباما. وثانيا ايدت اقتراح اوباما بتقديم قروض لتشجيع صناعة سيارات تستعمل بنزينا اقل على ان تكون القروض بشروط، حتى يوافق عليها ماكين. ثم عادت هيلتون الى السخرية، ووصفت ماكين مرة اخرى بأنه «الرجل الاشيب ذو الوجه المجعد». وكانت والدة باريس قد انتقدت ماكين أيضا لإقحامه ابنتها في الحملة والهزء من سذاجتها، رغم انها تدعمه، وقالت إن الاعلان هو «مضيعة للوقت ويحول الاهتمام الى مكان آخر في وقت يعاني ملايين الاميركيين من فقدانهم منازلهم ووظائفهم».

وردت حملة ماكين على اعلان هيلتون، وقال تاكر باونز، ناطق في الحملة: «يبدو ان باريس هيلتون تدعم خطة جون ماكين لايجاد حلول لتخفيض أسعار النفط، من ايجاد بدائل للطاقة وحفر آبار قبالة الشواطئ الاميركية. قد لا تكون باريس هيلتون نجمة كبيرة بقدر باراك أوباما، الا انه من الواضح أن خطها للطاقة هي خطة أفضل». وتعتمد حملة ماكين منذ نحو أسبوعين على الدعاية السلبية وتحاول تشويه صورة أوباما بدلا من الترويج لأفكار مرشحها. وفي حين كان أوباما يقوم بزيارة الى الشرق الاوسط واوروبا قبل اسبوعين ويحظى بتغطية اعلامية واسعة في الولايات المتحدة، كان ماكين يناضل لكي يلفت انتباه الاعلام اليه. وبدأ باعتماد اعلانات تسخر من أوباما ويصوره على أنه يهتم بنجوميته خصوصا عندما ألقى كلمة في برلين امام 200 ألف شخص كانوا يهتفون له.

ويستغل ماكين أيضا ارتفاع اسعار الوقود في الولايات المتحدة وانشغال الاميركيين بالاقتصاد اكثر من أي أمر آخر، للسخرية من أفكار أوباما حول هذا الموضوع. ورد أوباما على سخرية ماكين منه، وقال في تجمع انتخابي أمس: «يبدو أن الجمهوريين يفخرون بجهلهم. ينتقدون شيئا أتحدث عنه ويهزأون به علما بأنه صحيح، بشهادة الخبراء». ودعا أوباما ماكين الى ان «يدرس جيدا» قبل أن يهزا ويعلق على أمر يجهله.

وكان ماكين قد هزأ أكثر من مرة من قول اوباما ان كل أميركي يمكنه أن يساهم بتخفيض مصروف البنزين عبر نفخ اطارات سياراتهم الى المستوى الصحيح. ويؤكد الخبراء ان السيارة تصرف وقودا أكثر اذا لم تكن اطاراتها منفوخة بالمستوى الصحيح. وفي حين يدعم ماكين البحث عن وسائل بديلة للطاقة وحفر آبار نفط قبالة السواحل الاميركية، يعارض أوباما الاقتراح الثاني ويقول ان الامر يضر بالبيئة وأن تنفيذ هذه الخطة سيأخذ وقتا طويلا ليعطي نتائج، ويعتبر ان الاقتراح الاول يمكن تنفيذه انما بطريقة حذرة وآمنة. ويتهم أوباما ماكين بالتبعية لشركات النفط، وقد أطلق أول من أمس هو أيضا اعلانا يقول فيه: «في كل مرة تملأون فيها خزان سيارتكم تملا شركات النفط جيوبها... فبدلا من فرض ضريبة على ارباح الشركات النفطية لمساعدة سائقي السيارات، يريد ماكين اعطاءها 4 مليارات دولار من الاعفاءات الضريبية». واشار الى ان ماكين تلقى مليوني دولار من الهبات من الشركات النفطية لتمويل حملته الانتخابية. وجاء في الشريط ايضا مع صورة لجورج بوش وماكين جنبا الى جنب، «بعد رئيس تابع للشركات النفطية لا يمكننا ان نسمح بان يكون لنا (رئيس) آخر مثله».

ويبدو ان الاعلانات الدعائية السلبية تؤثر على الرأي العام الاميركي، اذ تدنت شعبية اوباما مع بث الاعلانات الدعائية الجمهورية، لكن اوباما عاد وسجل تقدما طفيفا الاثنين (46% مقابل 43%) في استطلاع الرأي اليومي الذي تجريه مؤسسة غالوب. لكن مؤسسة راسموسن التي تنشر ايضا استطلاعا يوميا اشارت للمرة الاولى الى تقدم ماكين على اوباما (47% مقابل 46%).