سورية في أول تعليق على اغتيال العميد سليمان: اغتيل ضابط في الجيش.. والتحقيقات جارية

دمشق تنفي أن تكون زيارة الأسد لأنقرة مرتبطة بالانتقال للمفاوضات المباشرة مع إسرائيل

TT

في أول تعليق رسمي سوري على اغتيال العميد محمد سليمان، قالت مستشارة الشؤون السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان: «هناك جريمة وقعت واغتيل ضابط في الجيش السوري. التحقيقات جارية لمعرفة من ارتكب هذه الجريمة». ولم تضف شعبان أية تفاصيل تتعلق بالأنباء المتضاربة حول طريقة اغتيال سليمان والتي جرى تداولها في سائل الإعلام خارج سورية.

يذكر أن قانون المطبوعات السوري يحظر بث ونشر أخبار ومعلومات تتعلق الجيش والقوات المسلحة إذا لم يكن مصدرها رسمي.

وكانت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية، قد تم تعيينها مؤخرا في إطار إجراء تعديلات على الإعلام الرسمي السوري ومحاولات جادة لمأسسته، حسب وصفها في جلسة جمعتها امس بوسائل الإعلام المحلية والدولية حضرتها «الشرق الأوسط». وأكدت شعبان أن زيارة الرئيس اللبناني ميشيل سليمان الى سورية، تقررت يوم الأربعاء المقبل 13 من الشهر الحالي وستستمر ليومين، وذلك في أول لقاء لها مع الإعلاميين بعد تسلم مهامها الجديدة كمستشارة في القصر الرئاسي، وقدمت شعبان عرضا لنتائج زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى تركيا. ونفت أن تكون الزيارة مرتبطة بالانتقال إلى مرحلة المفاوضات المباشرة، وقالت إن «الزيارة عادية» وتأتي في إطار «التشاور والتعاون». ووصفت المفاوضات غير المباشرة الجارية بين سورية وإسرائيل عبر الوسيط التركي بأنها «تمهيدية ولا يوجد أي جديد في هذا الصدد»، ومستمرة «بشكل طبيعي». وقالت شعبان إن زيارة الرئيس الأسد إلى تركيا، اشتملت أيضا على بحث العلاقات الثنائية وأفق تطويرها وتنشيط الاستثمار بين البلدين، وبحث إزالة الألغام على الحدود المشتركة بين البلدين. وكانت هذه الألغام زرعتها تركيا على الشريط الحدودي بين البلدين في العقدين الماضيين، وذلك كإجراء احترازي تركي منعا لدخول عناصر حزب العمال الكردستاني عبر سورية. وفي رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول زيارة الرئيس الأسد إلى تركيا، والتي جاءت بعد زيارته إلى طهران، وقبل زيارة الرئيس الإيراني إلى أنقرة الاسبوع المقبل، وعما إذا كان هناك دور سوري في مسألة الملف النووي الإيراني، قالت شعبان: «سورية وإيران بلدان صديقان، وتركيا وإيران بلدان صديقان والرئيس الأسد، أكد في المؤتمر الصحافي الذي عقد في طهران، أنه ليس بمبعوث غربي أو حامل رسائل». وأضافت «التحديات التي تواجه المنطقة، دفعت القيادة السورية والتركية والإيرانية لمواجهتها، والدور السوري مهم من أجل التشاور الدوري في كل ما يحدث في المنطقة». وعن الملف النووي السلمي الإيراني، أكدت الدكتورة بثينة أن هناك مفارقة صارخة بالتعامل مع الدول بالنسبة لهذا الملف، وسورية وتركيا أكدتا ضرورة عدم الكيل بمكيالين بالنسبة لهذا الموضوع، حيث أكد الأسد وأردوغان ضرورة خلو الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وتابعت: «إن كلا من سورية وتركيا وإيران تؤيد الحوار من أجل حل أية مشكلة في المنطقة، والرئيس الأسد أكد أن الحوار هو الحل».

وحول زيارة الرئيس الأسد الى تركيا، قالت شعبان «الزيارة جاءت تلبية لدعوة من رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان»، وتم خلالها «مناقشة العلاقات بين البلدين والملفات في المنطقة» وذلك في إطار «التنسيق والتشاور». وأوضحت أنه عقدت جلسة مباحثات بين الرئيس الأسد وأردوغان، حضرها الوفدان السوري والتركي، وتم التطرق إلى العلاقات المتميزة بين سورية وتركية، وآفاق تطوير هذه العلاقة وتعزيزها، وحرص الطرفان على تشجيع التواصل من خلال تنشيط موضوع الاستثمار بين البلدين، بالإضافة الى «الحديث عن الجهود التركية لنزع الألغام بين الحدود السورية التركية». كما تم التطرق إلى الوضع الفلسطيني، وخاصة في غزة وكيفية إخراج الشعب الفلسطيني من هذه المعاناة، بالإضافة إلى التطرق إلى الوضع في العراق وضرورة المصالحة الوطنية، حيث أكد الطرفان «وحدة العراق وسلامة أراضيه»، وأهمية هذا الوضع في سورية وتركيا. وطالبت شعبان برحيل القوات الأجنبية من العراق، مؤكدة أن «الحل في رحيل الاحتلال».

يذكر أن هذا هو الاجتماع الثاني الذي تجريه الوزيرة شعبان مع وسائل الإعلام المحلية والدولية، إثر تسلمها منصبها الجديد منذ حوالي أسبوع، وتسعى الوزيرة شعبان إلى تطوير عمل الإعلام الرسمي في سورية، ومواكبة مستجداته والاعلان عن موقف سورية السياسي إلى وسائل الإعلام المحلية والدولية.