وفد المعارضة الصومالية يطلب أن تكون قوات عربية هي أساس أي قوات أممية

التقى أبوالغيط وبن حلي في القاهرة

TT

أجرى وفد من تحالف تحرير وإعادة إعمار الصومال بقيادة رئيس التحالف شيخ شريف أحمد مباحثات مكثفة أمس مع كل من وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والسفير أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بجامعة الدول العربية، والسفير سمير حسني مدير إدارة التعاون العربي الأفريقي بالجامعة.

وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية «إن الوفد الصومالي أطلع المسؤولين بالحكومة المصرية على الموقف بشأن تنفيذ اتفاق جيبوتي الموقع بين الحكومة الانتقالية الصومالية وتحالف تحرير الصومال، كما استمع الوفد الصومالي لتقييم ونصائح الجانب المصري فيما يتعلق بمسيرة الصوماليين نحو استعادة الاستقرار والسلام وبناء الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة. وأضاف زكي «الوفد الصومالي كان حريصا على زيارة مصر في مستهل جولة يعتزم القيام بها لعدد من الدول تأكيدا على محورية الدور المصري في أية تسوية حالية أو مستقبلية للقضية الصومالية»، مشيرا إلى أن الوفد أشاد خلال لقائه بأبوالغيط بالدور الرئيسي والمهم الذي تقوم به مصر لحشد الدعم الدولي والإقليمي للقضية الصومالية كما أكدوا أن المرحلة القادمة تتطلب مواصلة هذا الجهد من أجل دعم اتفاق جيبوتي بجانبيه السياسي والأمني وحشد الموارد العربية والإسلامية من أجل إعادة بناء الدولة الصومالية وتوفير الاحتياجات الرئيسية للشعب الصومالي الشقيق. وأوضح أن وزير الخارجية المصري أشــاد خلال اللقاء بالجدية والالتزام اللذين لمسهما من وفد التحالف تجــاه تنفيذ اتفاق جيبوتي، وقال «الوزير أبوالغيط أكد للوفد الصومالي ضرورة حل الخلافــات بين جميع الأطراف الصومالية، حكومة ومعارضة، باعتبار ذلك يمثل الركيـزة الرئيســية للتوصل إلى توافـق وطني شامل حول أولويـات العمل السياسي خلال المرحلة القادمة، مشــيرا إلى أن توفر مثل ذلك التـوافق الوطني هو صمــام الأمان لنجاح أية مهام أممية أو دولية لحفظ السلام في الصومال واسـتعادته لاســتقلاله الســياسي وسيادته الكامـلة. وعلى صعيد متصل، طلب الوفد الصومالي خلال اجتماعه مع السفير أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية، والسفير سمير حسني مدير إدارة التعاون العربي الأفريقي بالجامعة العربية أن تكــون القــوات العربية هي الأســاس في أي قوات أممية تدخل إلى الصومال لتحل محل القوات الإثيــوبية.

وقال السفير أحمد بن حلي في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء «إن الوفد شرح تطورات الوضع في الصومال في ضوء اتفاق جيبوتي الذي يجب البحث الآن في آليات تنفيذه على الساحة الصومالية.. كما يجب أن تكون هناك خطوة أخرى هي التوقيع بصفة نهائية على هذا الاتفاق، مشيرا إلى أنه يفترض أن يتم هذا التوقيع في المملكة العربية السعودية.

وأوضح بن حلي أن الوفد الصومالي قدم خلال اللقاء عدة مطالب، منها أنهم يريدون أن تكون القوات العربية هي القوات الأساسية في أية قوات أممية تدخل إلى الصومال أو تحل محل القوات الإثيوبية في الصومال، وأن تلعب الدول العربية دورا سواء بشكل منفرد عن طريق الجامعة العربية بإرسال هذه القوات، أو عن طريق الأمم المتحدة».

وقال بن حلي إن ثاني هذه المطالب هي «أن يكون هناك دعم إغاثي، إذ أن هناك نحو مليون ونصف المليون صومالي مهجرون ويعانون من مجاعة وتصحر وقسوة طبيعة وحروب ويريدون أن يكون هناك دعم مادي عربي بشكل عاجل».

وأضاف «طلب الوفد أن يكون هناك دعم عربي في مجال التعليم .. حيث هناك مخاوف من أن ينشأ في الصومال جيل جاهل لا يعرف القراءة والكتابة بسبب ظروفه وإذا لم تسعف الدول العربية الصومال بمساعدتهم في إعادة المنظومة التعليمية والمدرسين وبناء المدارس، فإن هذا سيمثل خطورة كبيرة».

وأشار بن حلي إلى إنه سيرفع تقريرا إلى الأمين العام للجامعة العربية بكل هذه المطالب، كما سيبحثه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم المقبل في الشهر المقبل.

من جانبه، أوضح شيخ شريف أحمد أن هذا اللقاء كان فرصة لإطلاع المسؤولين بالجامعة العربية على ما تم الاتفاق عليه في جيبوتي والوضع الحالي الذي يعيش فيه الشعب الصومالي والدور المطلوب من الجامعة العربية.

وحول وجود عقبات أمام اتفاق جيبوتي.. قال شيخ شريف أحمد «نحن لا نقول إننا أمام عقبات ومن أجل تنفيذ الاتفاقية نحتاج فقط لاتخاذ خطوات وقد تم خلال اللقاء شرح وجهة النظر بالنســبة لكيفية تنفيذ الاتفاقية وهناك اتفاق على تفعيل اتفاق جيبوتي وأن تقوم الجامعة العربية بدور فعال في إحلال السلام بالصومال وإعادة الأمن والاســتقرار إليه.

وردا على سؤال حول مدى قدرة القوات الصومالية على فرض الأمن في الصومال.. قال شيخ شريف أحمد إن القوات الصومالية ستكون عنصرا مساعدا لاستقرار السلام، لكن سيكون هناك قوات أممية نتمنى أن تشارك فيها الدول العربية بنسبة كبيرة على أن تكون القوات الصومالية مساندة لتلك القوات».