«الجزيرة» تقر في بيان بأن برنامجا أثار غضب إسرائيل تجاوز قواعدها الأخلاقية

مكتب الصحافة الحكومي ووسائل إعلام إسرائيلية تلقت البيان الصادر من المدير العام للقناة القطرية

TT

رداً على الانتقادات الإسرائيلية، أقرت قناة الجزيرة الفضائية في بيان أمس، بأن تغطيتها لاحتفال إطلاق عميد الأسرى اللبنانيين سمير قنطار، كانت انتهاكا خطيرا لقواعدها الأخلاقية. ورغم هذا الإقرار والتعهد بأن المحطة القطرية ستنظر في اتخاذ الإجراءات اللازمة، التي تمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات، إلا أن الحكومة الإسرائيلية لم تكتف بذلك، وطالبت بخطوات أخرى منها إطلاعها على التقرير الداخلي لقناة «الجزيرة» حول تقييمها للبرنامج موضع الجدل.

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قد ذكرت أمس، انها حصلت على نسخة من رسالة رسمية كتب فيها المدير العام لقناة «الجزيرة» وضاح خنفر، ان عناصر كثيرة في البرنامج الذي بثته القناة يوم 19 يوليو (تموز) تكريما لسمير قنطار انتهكت القواعد الأخلاقية للقناة.

وجاء في الرسالة/البيان الصادرة من خنفر، واستندت إليها «هآرتس»: «اجتمعت هيئة التحرير لقناة الجزيرة اليوم لمناقشة برنامج «حوار مفتوح» الذي بثته الجزيرة العربية في 19 يوليو. وتوصلت إلى أن العديد من العناصر في البرنامج انتهكت ميثاق اخلاقيات الجزيرة. القناة تعتبر هذه الانتهاكات خطيرة جدا، وسوف تقيم الاجراءات الواجب اتخاذها. كما طلبت من مدير البرامج في القناة ان يستحدث الاجراءات اللازمة، التي تضمن أن انتهاكات مماثلة لن تتكرر في المستقبل».

وكان مدير مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل داني سيمون، قد احتج لدى «الجزيرة»، وأبلغها الغضب الاسرائيلي من القناة بسبب البرنامج المذكور. وقال سيمون إن الحكومة الإسرائيلية لن تقدم تسهيلات وخدمات من اليوم فصاعدا لـ«الجزيرة» بسبب هذه التغطية، إلا إذا تلقت ردا منطقيا حول هذه التغطية. وحرص سيمون على اطلاع الإعلام الإسرائيلي على تفاصيل متابعة القضية.

ورحب سيمون أمس بقرار «الجزيرة» اجراء مراجعة داخلية، لكنه قال ان مكتبه سينتظر النتيجة، قبل ان يقرر ما اذا كان سيغير سياسة عدم تقديم تسهيلات لـ«الجزيرة».

وقال سيمان «هذه قضية جوهرية بشأن موقف الجزيرة. هل هي تقف مع المتطرفين، أم أنها مؤسسة إعلامية محترفة؟». واضاف «نحن لا نتطلع لاعتذار، لكن لتحقيق جدي يلفت اليه انتباهنا بطريقة مهنية».

وأعلن سيمون ان المسألة مع «الجزيرة» لم تنته بهذه الرسالة، ورغم انه يقدر عاليا أن تقوم «الجزيرة» بمراجعة نفسها، واعتبار ما حدث تصرفا غير مهني، إلا أنه ولكي يقتنع بأن «الجزيرة» تدرك فعلا خطأها، فإنه يريد أن يرى بنفسه التقرير الداخلي، الذي أعد في القناة لتقييم هذا البرنامج، كما أنه يريد أن يعرف ما إذا كانت هناك نيات جدية فعلا لمنع تكرار مثل هذا التصرف.

وأضاف سيمون انه حتى ذلك الوقت سيبقى القرار الإسرائيلي كما هو، في عدم تقديم الخدمات من مكتب الصحافي الحكومي الإسرائيلي لـ«الجزيرة» وطواقمها في إسرائيل.

واشار سيمون إلى أن البيان الصادر عن «الجزيرة» أرسل لمكتبه من مكتب القناة في إسرائيل، كما عمم على وسائل إعلام إسرائيلية. وذكر المكتب الصحافي للحكومة الإسرائيلية أمس، أن «الجزيرة» لن تحصل سوى على الحد الأدنى من الخدمات حتى تقدم «ردا منطقيا» بشأن البرنامج. وأضاف المكتب أن البطاقات الصحافية الحالية لـ«الجزيرة» لن تلغى، ولكن بدون مساعدة المكتب فقد يستغرق الأمر شهورا وليس أياما، ليحصل طاقمها على تأشيرات الدخول، وتصاريح العمل الإسرائيلية اللازمة للاعتماد الصحافي.

يذكر أن برنامج «حوار مفتوح» الذي أثار احتجاج إسرائيل تخلله احتفال لسمير قنطار، الذي أفرجت عنه إسرائيل مؤخرا ضمن صفقة مع «حزب الله»، أطلقت فيه ألعاب نارية وعزفت الموسيقى. كما استخدم قنطار خلال الاحتفال الذي قدمه البرنامج، سيفا لتقطيع كعكة.