الصومال: حركة الشباب المجاهدين تهاجم مقر الرئيس ومطار بيداوة

الجامعة العربية تنفي انحيازها لجناح جيبوتي في المعارضة الصومالية

TT

عززت القوات الصومالية والإثيوبية من انتشارها العسكري المكثف في محيط وداخل مدينة بيداوة، معقل السلطة الانتقالية في جنوب الصومال، بعدما شنت حركة الشباب المجاهدين هجوما بقذائف الهاون والمورتر على مقر الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ومطار المدينة. فيما أكد طلحة جبريل نائب رئيس البرلمان الصومالي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من المكان نفسه، أن هذا الهجوم لم يسفر عن أية خسائر بشرية أو مادية على الإطلاق.

وقال جبريل، «إن سيارة واحدة تحمل مهاجمين مجهولى الهوية جاءت من اتجاه الشرق وصوبت قذائفها نحو مقر الرئاسة والمطار، وتلقت ردا عنيفا قبل أن تلوذ بالفرار». مشيرا إلى أن كتيبة من الجيش الصومالي سعت لمطاردة المهاجمين، وأضاف «هذه عملية إعلامية وتلفزيونية لكي يدعى الإرهابيون أنهم موجودون وقادرون على القيام بعمليات كبيرة، بينما الواقع أنها محاولة فاشلة لم تحقق أي هدف».

من جهة أخرى، استمرت الأزمة السياسية بين الرئيس الانتقالي عبد الله يوسف ورئيس وزرائه العقيد نور حسن حسين (عدي)، في التصاعد بعدما أكد عبد الله ضاهر بيرى المدعى العام في الصومال، أن القرارات التي اتخذها أخيرا عدي بإقالة محمد عمر ديري من منصبه كعمدة للعاصمة الصومالية مقديشو وتعيين نائبه خلفا له هي قرارات غير دستورية وتمثل انتهاكا للدستور.

وكان يوسف قد طلب من بيري إعطاء المشورة القانونية في قرارات رئيس الحكومة بإقالة ديري أمير الحرب السابق، الذي يعد من ابرز حلفائه، لكن معسكر رئيس الوزراء قال في المقابل إن وجود المدعي العام الصومالي أساسا في مكانه الحالي، هو أمر غير دستوري، وبالتالي لا يحق له إصدار أية أحكام قضائية.

من جهة أخرى، دعا زكريا حاج محمود النائب الأول لرئيس تحالف إعادة تحرير الصومال، الذي يتخذ من العاصمة الاريترية أسمرة مقرا له، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، الجامعة العربية ودولها الأعضاء إلى عدم التعامل مع جناح جيبوتي المنشق داخل التحالف بقيادة رئيسه السابق الشيخ شريف شيخ أحمد.

وكان وفد يمثل جناح جيبوتي داخل التحالف، قد التقى أول من أمس احمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري ومسؤولين من الجامعة العربية، لبحث سبل تنفيذ اتفاق السلام المنفرد، الذي وقعه الشيخ شريف في شهر يونيو (حزيران) الماضي بجيبوتي برعاية الأمم المتحدة مع رئيس الحكومة الصومالية.

وقال في اتصال هاتفي من أسمرة، إن وفد التحالف الذي يزور القاهرة حاليا برئاسة الشيخ شريف لا يحمل أي صفة تنظيمية، وليس له علاقة من قريب أو من بعيد بالتحالف. وأضاف «نحن فصلناه منذ بضعة أسابيع ولا يحق له الادعاء بأنه ما زال رئيسا للتحالف، رئيسنا الوحيد المعترف به هو الشيخ حسن طاهر أويس».

ونفى زكريا لـ«الشرق الأوسط» احتمال قيام الشيخ أويس بزيارة وشيكة للقاهرة في إطار تكهنات بسعي القاهرة والجامعة العربية لإصلاح ذات البين داخل تحالف المعارضة الصومالية. ورفض زكريا التطرق إلى الخلافات السياسية الراهنة بين الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس حكومته العقيد نور حسن حسين(عدي) قائلا: «لا نعترف بالرئيس الانتقالي ولا برئيس حكومته، لأن الصومال في حالة احتلال من قبل القوات الإثيوبية».

من جانبه، نفى سمير حسنى مسؤول ملف الصومال بالجامعة العربية لـ«الشرق الأوسط» انحياز الجامعة العربية إلى الجناح الذي يمثله الشيخ شريف داخل تحالف المعارضة. وقال «نحن مع المصالحة وندعو الجميع إلى نبذ الفرقة لسنا مع طرف ضد طرف، لكننا مع الطرف الحريص على مصلحة الشعب الصومالي، الذي يوافق على اتفاق محدد يؤدي إلى تسوية سياسية لإخراج القوات الإثيوبية وإحلال السلام في الصومال».

وكان تحالف المعارضة الصومالية، الذي تأسس العام الماضي بدعم اريتري للإطاحة بالسلطة الانتقالية، التي يقودها الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ومقاومة الوجود العسكري الإثيوبى في البلاد، قد انقسم على نفسه وتحول إلى جناحين متصارعين تبادلا تهم الخيانة والعمالة والتفريط في المبادئ الأساسية التي حكمت التحالف منذ إنشائه.

وقرر اجتماع عقد الشهر الماضي في العاصمة الاريترية أسمرة إقالة الشيخ شريف من منصبه وتعيين الزعيم الصومالي المتشدد الشيخ حسن طاهر أويس رئيسا جديدا للتحالف. ورفض شريف الذي تغيب عن هذا الاجتماع مع مجموعة من مناصريه، الاعتراف بهذا القرار وشكك في شرعيته، وعقد اجتماعا في جيبوتي التي يتخذها حاليا مقرا مؤقتا لإقامته، كرسه رئيسا ثانيا للتحالف.