لفني تحظى بدعم قوي من مقربين من أولمرت في تنافسها مع موفاز على خلافته

مراقبون يتحدثون عن صفقة محتملة بينهما

TT

حظيت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي لفني بدعم قوي ومميز أمس في تنافسها على رئاسة حزب «كديما» الحاكم، وذلك عندما أعلن كل من وزير المالية موردخاي بار أون ورئيس كتلة الائتلاف يوئيل حسون تأييدهما لها في مواجهة منافسها الجنرال شاؤول موفاز. ويكتسب هذا التأييد أهمية مضاعفة كون بار أون وحسون من رجالات ايهود أولمرت المقربين. فالمعروف ان أولمرت غاضب على لفني بسبب وقوفها ضده في مواجهة التحقيقات معه في الشرطة حول قضايا الفساد. ويقوم رجاله بحملة واسعة لاسقاطها في الانتخابات الداخلية ومنعها من الوصول الى منصب رئيسة الحكومة، ودعم منافسها موفاز. ووقوف بار أون وحسون مع لفني يشير الى أحد أمرين: إما أن يكون معسكر أولمرت قد بدأ يتصدع وجهوده لاسقاط لفني بدأت تسلك طريق الفشل، وإما أم تكون هناك صفقة من وراء الكواليس بين أنصار لفني وأولمرت.

ويرى بعض المراقبين انه من غير المستبعد ان يكون أولمرت عرض على لفني صفقة مغرية، بموجبها تساعده على انجاح المفاوضات مع الفلسطينيين، حيث انها ترأس الوفد الاسرائيلي الرسمي في المفاوضات، مقابل أن يكف عن محاربتها في الانتخابات الداخلية ويمتنع عن تأييد منافسها شاؤول موفاز.

المعروف ان هناك أربعة مرشحين لخلافة أولمرت في رئاسة حزب «كديما»، في الانتخابات الداخلية التي ستجري في يوم 17 سبتمبر (أيلول) القادم: لفني وموفاز وكذلك وزير الأمن الداخلي، آفي ديختر، ووزير الداخلية، مئير شطريت. وتشير استطلاعات الرأي الى تقدم لفني على موفاز، ولكنها في الوقت نفسه تشير الى ان شعبية موفاز تزداد يوما بعد يوم. فيما ديختر وشطريت لا يحظيان معا بأكثر من 20 % من الأصوات. وفي الوقت الذي اتخذ فيه غالبية قادة حزب «كديما» موقفا محايدا من التنافس، توجهت لفني الى جميع الوزراء والنواب، طالبة منهم تأييدها. وتبني لفني معركتها على نتائج استطلاعات الرأي التي تقول انها المرشحة الوحيدة التي تضمن لحزب «كديما» أن يظل حزب سلطة. صحيح ان زعيم الليكود، بنيامين نتنياهو، ما زال يتقدم عليها، إلا ان الاستطلاعات تشير الى انها تحافظ على قوته (له اليوم 29 نائبا)، بينما «كديما» برئاسة موفاز سيخسر نصف قوته البرلمانية. كما ان لفني تعتمد في دعايتها الانتخابية على فارق مهم بينها وبين موفاز، هو انها متزنة سياسيا وتجيد لغة التخاطب مع الولايات المتحدة وسائر دول العالم وانها تستطيع المضي قدما في المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين ومع سورية، وان موفاز بالمقابل يعتبر على المستوى العالمي قائدا مغامرا، اذ ادت تصريحاته القاسية ضد ايران الى رفع أسعار النفط في العالم، كما ان مواقفه السياسية المتصلبة هي الضمان للجمود السياسي الخطير في المنطقة. أما موفاز، فإنه يعتمد في معركته أولا على الكراهية بين لفني وأولمرت، ويتوقع أن يحصل على أصوات معسكر رئيس الوزراء، ويعتمد ثانيا على أصوات القوى اليمينية في «كديما» بواسطة تصريحاته العسكرية الشديدة اللهجة وتهديداته لإيران ولحزب الله ولسورية واعلانه انه سينتقل للسكن في هضبة الجولان السورية المحتلة وتصريحاته حول بقاء القدس الشرقية المحتلة جزءا من اسرائيل، ويعتمد ثالثا على نشاطاته الميدانية خلال الشهور الأخيرة والتي تمكن خلالها من تجنيد حوالي 20 ألفا من مجموع 75 ألف عضو في حزب «كديما». ويحاول موفاز ابراز نفسه كقائد قوي ذي تاريخ عسكري حافل (رئيس أركان الجيش الأسبق ووزير الدفاع الأسبق)، مقابل لفني «عديمة التجربة الأمنية أو القيادية». ويحاول أنصار لفني تبديد الهالة العسكرية عن موفاز بالاشارة الى ان فترة قيادته اتسمت بالاهمال في اعداد الجيش الاسرائيلي للحرب وتحمله مسؤولية الاخفاقات في حرب لبنان الأخيرة.