بوش ينتقد عدم احترام الصين للحريات.. وبكين تطالبه بعدم التدخل في شؤونها

دورة الألعاب الأولمبية تفتتح اليوم في احتفال لن تغيب السياسة عنه

رجال شرطة في بكين عشية افتتاح الالعاب الاولمبية (أ.ف.ب)
TT

تفتتح دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الصينية بكين اليوم، في حفل رياضي لن تغيب السياسة عنه، خصوصا مع التوبيخ الذي أرسله الرئيس الأميركي جورج بوش الى بكين، قبل أن يصلها للمشاركة في حفل الافتتاح، وانتقاده عدم احترام الحكومة الصينية لحقوق الانسان والحريات الدينية، ما أثار استياء الصين، التي طلبت اليه عدم التدخل في شؤونها. ووصل بوش الى بكين أمس، قادما من بانكوك، حيث ألقى خطابا عدد فيه انجازات بلاده في آسيا، ودعا الصين الى احترام الحريات الانسان والحريات الدينية، والسماح بمساحة تعبير أكبر للصحافة. واعتبر ان «تربية الشباب على الحرية في المتاجرة في البضائع، تستلزم في النهاية حرية في المتاجرة في الأفكار، خاصة في ما يتعلق برفع القيود عن الانترنت»، وأضاف: «سيحدث تغيير في الصين بالشكل المناسب، وبما يتماشى مع تاريخها وتقاليدها». وقال بوش أمام نحو خمسمائة شخص في مركز كوين سيريكيت للمؤتمرات ان بلاده «تعارض بشدة اعتقال الصين للمعارضين السياسيين، والمدافعين عن حقوق الانسان والناشطين الدينيين». وانتقد أيضا دعم الصين للنظام العسكري الحاكم في بورما، وقال: «نسعى إلى إنهاء الطغيان في بورما.. وسنستمر في العمل حتى يحصل شعب بورما على الحرية التي يستحقها». الا أن الرئيس الاميركي أضاف أنه متفائل بمستقبل الصين، وتوقع أن تشهد الصين تغيرا سياسيا حتميا، بعد الانطلاقة الاقتصادية التي شهدتها.

وعلى الرغم من تأكيد بوش أن خطابه لا يهدف الى استفزاز الصين، فقد استدعت تصريحاته ردا من ناطق باسم الخارجية الصينية كين غانغ، الذي أكد أن «الحكومة الصين تكرس الحفاظ على حقوق وحريات مواطنيها»، وقال: «الشعب الصيني يتمتع بالحرية الدينية. وهذا واقع لا جدل فيه». وأضاف ان الصين مستعدة لمناقشة تعدد الآراء حول حقوق الانسان والحريات الدينية بناء على «الاحترام المتبادل والمساواة».

وشدد على معارضة الصين «لأي تدخل في شؤونها الداخلية، بحجة حقوق الانسان والحريات الدينية وأمور أخرى». وسيمكث بوش في بكين اربعة ايام، يلتقي خلالها الرئيس هو جنتاو، ويعتزم حضور قداس بروتستانتي، والقاء خطاب حول الحرية الدينية. كما سيفتتح المقر الجديد للسفارة الاميركية في بكين، وسيحضر كذلك عددا من مسابقات الالعاب الاولمبية. وكان الرئيس الأميركي الذي قام بزيارة استمرت يومين إلى تايلاند، قد تناول الغداء مع منشقين من بورما، التي تعد الصين من أبرز حلفائها. وقال وين مين أحد معارضي بورما التسعة فى تايلاند، الذين تناولوا الغداء مع بوش في بانكوك: «سيتحدث بوش في الصين حول بورما على الرغم من انه يبدو قلقا، لأن مصالح الصين تختلف عن مصالح الولايات المتحدة في بورما». الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية، أن رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، سيحضر الحفل الافتتاحي لدورة الالعاب الاولمبية في الصين بدلا من الرئيس برويز مشرف. وقال محمد صادق المتحدث باسم وزارة الخارجية بعد ان وافق التحالف الحاكم على بدء عملية مساءلة الرئيس: «تقرر الآن ان يذهب رئيس الوزراء الى الصين».