التيار الصدري: «الممهدون» منظمة اجتماعية وليست سياسية.. وستمول من استثماراتنا

الناطق باسمه لـ «الشرق الأوسط» : مرجعنا الحائري سيتولى الإشراف على تثقيفهم

TT

وصف صلاح العبيدي، عضو مجلس النواب (البرلمان) العراقي والمتحدث الرسمي باسم التيار الصدري، الذي يقوده رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، مشروع «الممهدون» باعتباره «مشروعا اجتماعيا ثقافيا غير سياسي على الاطلاق»، مشيرا الى ان «المشروع يشمل الشباب او الذكور فقط، حيث ان للمرأة والطفل مشاريعهم الخاصة التي تهتم بها مؤسسة المرأة والطفل التابعة للتيار الصدري».

وقال العبيدي لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من بغداد امس، ان «هذا المشروع يتعلق بقرار السيد مقتدى الصدر، الذي كان قد اصدره قبل اكثر من شهر، عندما قسم جيش المهدي الى قسمين، الاول الذي يشمل الالاف والملايين من افراد جيش المهدي، الذين حرم عليهم حمل السلاح وعليهم الانخراط في البرامج الدينية والثقافية والاجتماعية، اما القسم الثاني، وهم من سيتم اختيارهم من قبل القائد (مقتدى الصدر) ليشكلوا سرايا الجهاد ضد القوات المحتلة، وهؤلاء لم يتم تشكيلهم بعد، ونحن في انتظار ما ستؤول اليه نتيجة المفاوضات حول الاتفاقية بين العراق واميركا».

واضاف العبيدي قائلا، ان مشروع «الممهدون» يشمل القسم الاول من جيش المهدي، الذين سينخرطون في برامج توعية وتثقيف ديني حوزوي وثقافي، مشيرا الى ان «جيش المهدي» سيتحول الى منظمة ثقافية اجتماعية غير سياسية.

واوضح المتحدث باسم التيار الصدري، ان هذا المشروع ستتولاه المؤسسة الدينية والثقافية، مشيرا الى ان للتيار الصدري اشرافا حوزويا على طلبة الحوزة التابعين للتيار، حيث يشرف على شؤونهم الدراسية الحوزوية والحياتية، وهذا الاشراف هو الذي سيرشح المحاضرين والشخصيات التي ستساهم في تنفيذ برامج «الممهدون» من الناحية الدينية، اما من الناحية الثقافية فهناك هيئة ثقافية، هي التي تحدد المنهاج وبرامج المحاضرات الثقافية، غير الحوزوية، التي سيتم توجيهها للمنتسبين لهذا المشروع. مشيرا الى ان «السيد (كاظم ) الحائري، مرجعية التيار الصدري، هو الذي سيشرف على نوعية هذه المناهج».

وعن طبيعة البرامج الثقافية غير الحوزوية، التي سيتم تثقيف «الممهدون» بها، قال العبيدي: «لقد نشأت برامج تثقيفية تتناسب مع افكار ومرحلة الاحتلال، ومنها تقسيم العراق الى اقاليم شمالية وجنوبية ووسطية، ومنها الان مشكلة كركوك، هذه المشاريع بدأت تثقف بها مؤسسات ضخمة وبصورة مبرمجة، بينما برامجنا ستثقف باتجاه التمسك بوحدة العراق وعدم تقسيمه، ايضا، تثقف المؤسسات التي هي مع المحتل باتجاه العلمانية واظهار الحالة الدينية، وكأنها المسؤولة عن جرائم القتل التي حدثت، وانها تحث على الاقتتال الطائفي، مع ان الحقيقة لم يكن هناك أي اقتتال طائفي في العراق، بل هي جرائم ارهابية قامت بها مجاميع ارهابية (القاعدة) وقد تصدى الاخوة السنة لهذه المجاميع، عندما افتضح امرهم، نحن نريد ان نثقف (الممهدون) باتجاه وحدة الشعب العراقي بلا اية اشارات طائفية او دينية او قومية، فالعراقيون كلهم سواسية، وما يهمنا هو قوة وحدة العراقيين بكل اطيافه وفئاته ومكوناته».

ونفى المتحدث باسم التيار الصدري ان يكون من اهداف المشروع التثقيف باتجاه تشكيل دولة ذات طابع ديني، وقال «مشروع الدولة الدينية الاسلامية غير موجود، نحن متمسكون بالدولة الوطنية التي تضمن حقوق جميع مكونات الشعب العراقي واطيافه الدينية والعرقية، وهذا ما دفعنا لاتخاذ موقف معين من قضية كركوك، حيث نريد ضمان حقوق الاقليات وخاصة الكلدان والاشوريين بعيدا عن مصالح وصراع القوى الكبرى». واشار العبيدي الى ان «هناك مؤسسات ثقافية تابعة للتيار الصدري سوف تنفذ هذه المشاريع، مثل (الهيئة الثقافية العليا) و(مراكز بقية الله الثقافية)، حيث يوجد اكثر من 120 مركزا منتشرة في عموم العراق منذ اكثر من سنة، ومشروع (الممهدون) سوف ينطلق من هذه المراكز».

واشار العبيدي الى ان مشروع «الممهدون» سيتولى تجديد حملة محو الامية التي بدأناها عام 2006، حيث تمكنا من محو أمية أكثر من ألف عراقي، كما سيقوم المشروع برفع المستوى العلمي لمن ترك دراسته لاسباب سياسية او اقتصادية او اجتماعية وبرامج لرعاية ابناء الشهداء. موضحا ان هناك مدارس خاصة تابعة لمكتب الشهيد الصدر، ومسجلة في وزارة التربية (مدارس عبد الله الرضيع) والمفتوحة منذ 5 سنوات في النجف ومدينة الصدر، وسيتم فتح فروع اخرى لها في بقية محافظات العراق، حيث تتمتع هذه المدارس بمستوى علمي جيد.

وفيما يخص الشابات او النساء، قال العبيدي، ان «مشروع (الممهدون) يتوجه الى الذكور، اما الشابات او الاناث فلهم مشاريعهن الثقافية والاجتماعية والدينية من خلال (هيئة المرأة والطفل) التابعة لمكتب الشهيد الصدر».

وعن الجهات التي تقوم بتمويل هذه المشاريع، اوضح المتحدث باسم التيار الصدري، قائلا: «ان لمكتب الشهيد الصدر مشاريع استثمارية داخل العراق، مثل العقارات ومشاريع اقتصادية اخرى تمول مشاريعنا». نافيا ان «تقوم المرجعية في النجف بتقديم الدعم المادي لمشاريعنا، فالحقيقة انه لم يسبق لنا، ان طلبنا من المرجعيات دعمنا ماليا».