راندوم هاوس: قرار إلغاء نشر «جوهرة المدينة» لم يكن عابرا أو سريعا

TT

قال امس مسؤول في شركة «راندوم هاوس» للنشر في نيويورك، لـ«الشرق الاوسط» ان احساسهم خليط من حزن وخوف، وذلك بسبب الضجة التي سببتها رواية أ ميركية عن السيدة عائشة زوجة النبي محمد، اسمها «جوهرة المدينة». وقال: «في جانب، نحس بالحزن لاننا قررنا، رغما عنا، الغاء نشر الرواية. وفي الجانب الآخر، لا نريد الحاق اي اذى بمؤلفة الرواية، وبالعاملين في راندوم هاوس، وبكل من يوزع او يبيع الكتاب». وقال ان القرار لم يكن عابرا او سريعا، وان دار النشر لم ترضخ لتهديدات. وانها استشارات عددا ممن اسماهم «المتخصصين في الاسلام». وقال ان القرار ليست له اي صلة بمجموعة «بيرتلزمان» الالمانية للنشر، والتي كانت اشترت «راندوم هاوس». والتي كانت واجهت اتهامات بمعاداة السامية. ورفض الحديث عن هذا الموضوع. وقال ان مؤلفة الرواية حرة في ان تنشرها في اي دار نشر اخرى. وكانت وكالة «رويتر» نقلت اول من امس ان «راندوم هاوس» الغت اصدار الرواية التي كتبتها الروائية الاميركية شيرلي جونز، والتي كان مقررا ان تصدر بعد عشرة ايام. ونقلت الوكالة تصريحا لتوماس بيرى، مسؤول في «راندوم هاوس» قال فيه: «تسلمنا نصيحة حذرة، ان اصدار الرواية ربما سيسيء الى المسلمين. وربما سيسبب عنفا من جانب المتطرفين». وامس، اصدرت شيرلي جونز، كاتبة الرواية، بيانا للصحافيين قالت فيه: «في الماضي، كتبت عن الاسلام والمسلمين في احترام. وكتبت عن النبي محمد في احترام ايضا. ولم اقصد اي اساءة الى اي مسلم. كتبت الكتاب كجزء من بناء الجسور بين الاديان والثقافات». قبل اكثر من سنة، وقعت شيرلي جونز اتفاقية مع «راندوم هاوس» لاصدار روايتين عن السيدة عائشة: الاولى، التي الغيت، عنها حتى وفاة النبي محمد، والثانية بعد وفاته. وذلك مقابل مائة الف دولار. ومنذ ذلك الوقت، كان الحذر يحيط بالصفقة، وذلك خوفا من تكرار ضجة بسبب اتهامات الاساءة الى الاسلام. مثل ما حدث سنة 1988، بسبب كتاب «آيات شيطانية» الذي كتبه سلمان رشدي، بريطاني هندي. وكان سببا في صدور فتوى باباحة دمه. ومثل ما حدث سنة 2007، بسبب كاريكاتيرات عن النبي محمد. وكان سبب مظاهرات في دول اسلامية ضد الدنمارك، قتل فيها اكثر من ستين شخصا. واثار قرار «راندوم هاوس» بالغاء اصدار الرواية ضجة في الولايات المتحدة، بين مؤيدين ومعارضين. ومن بين الذين انتقدوا الرواية د. دينيس سبيلبيرغ، استاذة تاريخ في جامعة تكساس في هيوستن، ومؤلفة كتب عن الاسلام والمسلمين، منها كتاب: «سياسة واسلام ورجال ونساء: عائشة بنت ابي بكر». وقالت دينيس سبيلبيرغ ان الرواية «قبيحة وسخيفة». لكن، دافعت عن الكتاب اسراء نعماني، صحافية اميركية باكستانية، وتكتب في جريدة «وول ستريت جورنال»، وكتبت كتاب «وحيدة في مكة» الذي انتقدت فيه معاملة المسلمين للمرأة. وقالت ان رواية «جوهرة المدينة» ليست الا رواية، وان الهدف منها توضيح الاسلام لغير المسلمين بصورة سهلة.