فياض يدعو لتشكيل حكومة انتقالية قبل الانتهاء من الحوار وحماس تصفها بـ«المناورة»

الزهار يتعهد بالتمسك بشروط الحركة للإفراج عن شليط ويلمح بتكرار تجربة غزة في الضفة

TT

دعا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض إلى تشكيل حكومة فلسطينية انتقالية مؤقتة قبل الانتهاء من أي حوار وطني قد يتم الشروع فيه. وفي تصريحات للصحافيين اوضح فياض أن تشكيل حكومة انتقالية ستعيد الوحدة للضفة الغربية وقطاع غزة حتى قبل الانتهاء من الحوار الوطني. واعتبر فياض أن الحكومة الانتقالية ستشرف على الانتخابات الرئاسية في 2009 بحيادية. واضاف «لا أعرف ما هي الصعوبة في الاتفاق على ترتيبات انتقالية، مع إدراكي للتخوفات الموجودة، لكن الحكومة الانتقالية هذه من المفترض أن تنزع عنصر الخوف»، مشيراً إلى أنه بإمكان أي طرف يتفق على هذه الحكومة الانتقالية أن يترك الاتفاقية بعد خمسة أشهر إذا أراد ذلك. من ناحيتها اعتبرت حماس تصريحات فياض بـ«المناورة»، قال مشير المصري امين سر كتلة حماس البرلمانية أن دعوة فياض «الذي يتولى حكومة غير شرعية في الضفة لحكومة انتقالية نعتبرها نوعا من المناورة السياسية على حماس، باعتبار أنه من أكثر المروجين للأجندة الأميركية والإسرائيلية التي ترفض الحوار بين فتح وحماس». وأضاف قوله: «فياض ليس طرفاً في النزاع بين حماس وفتح، كما أنه لا يمثل ثقلا في حركة فتح ولا في الشارع الفلسطيني، ومن هنا فدعوته لا تنظر حماس إليها بجدية.. لو كانت هذه التصريحات صادرة عن قياديين كبار في فتح لكان التعامل معها سيختلف بطبيعة الحال».

وأكد الناطق باسم حماس على أن حركته «مستعدة لحوار وطني يعيد اللحمة إلى التراب والشعب الفلسطيني على أساس الاتفاقات السابقة المتمثلة في اتفاقات القاهرة، ومكة، وصنعاء، ويكون تحت مظلة جامعة الدول العربية».

ومن جهة اخرى، قال الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة حماس إن حركته ملتزمة بعدم الإفراج عن الجندي الإسرائيلي المختطف لديها قبل استجابة إسرائيل لكل الشروط التي وضعتها. وفي كلمة ألقاها الليلة قبل الماضية أمام احتفال نظم للاحتفاء بمعتقل فلسطيني افرج عنه بعد عشرين عاماً من سجون الاحتلال، تعهد الزهار بالتوصل الى صفقة تبادل أسرى «مشرفة» مع الاحتلال، ناصحاً أهالي الأسرى في سجون الاحتلال بعدم تصديق الإشاعات التي تطلقها «ماكنة الدعاية الإسرائيلية حول حدوث تراجع في مواقف المقاومة من الصفقة». وأضاف الزهار أن الشعب الفلسطيني بعد 60 عاماً على النكبة «بات أقرب للعودة الى فلسطين كل فلسطين.. الناقورة، حيفا، المجدل، بئر السبع، كل مكان من أرضنا المحتلة»، على حد تعبيره. وانتقد الزهار بشدة ما يتعرض له نشطاء حركة حماس في الضفة الغربية من ممارسات على ايدي كل من الاحتلال والأجهزة الأمنية لحكومة سلام فياض. ولمح الزهار إلى امكانية أن تسيطر حماس على الضفة الغربية كما سيطرت على غزة ، قائلا «تجربة غزة حية وماثلة فاعتبروا يا أولي الألباب». وأضاف «غزة نموذج لن يعود إليه الفساد مهما كلف ذلك من ثمن، ولن تعود الأجهزة الأمنية التي تنسق مع العدو.. لن يعود رموز الخيانة للتبوء علينا حتى لو أجرينا ألف حوار». وحاول الزهار أن يزيل الإنطباع الذي تبلور مؤخراً حول حدوث توتر كبير في العلاقة مع مصر إثر الانتقادات العلنية التي وجهها عدد من المتحدثين باسم حماس لدور مصر وعدم قيامها باعادة فتح معبر رفح، و«تحيزها» لصالح ابو مازن وحركة فتح في الصراع الفلسطيني الداخلي. وقال إن علاقة حركة حماس مع مصر «تتصاعد نحو الأفضل كل يوم رغم محاولة البعض تخريب العلاقة، وسياستنا واضحة نحن لا نعتبر مصر عدواً، وشعب مصر داعم لنا ولن نعبث بأمنه أو أمن أي دولة أخرى»، مؤكداً أن هذه السياسة متبعة حتى مع الدول التي قاطعت حماس.

وكشف الزهار النقاب عن قيام بعض الدول التي قاطعت حماس باعادة الاتصال بها سراً وعلنا، مشيرا إلى أن وفودا أوروبية ومستشارين كبار في الحكومات الأوروبية باتوا يزورون غزة ويلتقون قيادة حماس ويقرون بأن الحركة «رقم صعب لا يمكن تخطيه وأنها تمثل ضمير الأمة وواقع لا يمكن تجاهله». وتوقع الزهار أن يشهد الموقف الأوروبي تغيراً خلال ستة اشهر بعد انتهاء ولاية بوش.