وزير الدفاع الإسرائيلي لا يأمل في نجاح المفاوضات مع الفلسطينيين حتى نهاية السنة

يعزو ذلك إلى واقع أن الفلسطينيين «ليسوا مؤهلين بعد لإدارة شؤون دولة مستقلة»

أطفال فلسطينيون يحملون الأعلام الوطنية أثناء مظاهرة في قرية قرب بيت لحم أمس ضد الجدار الإسرائيلي العازل (أ.ف.ب)
TT

أعلن نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وزير الدفاع ايهود باراك، انه لا يرى في الأفق أية امكانية للتوصل إلى اتفاق حول التسوية الدائمة للصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني حتى نهاية السنة الجارية، كما يأمل ذلك رئيس الوزراء، ايهود أولمرت، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، والإدارة الأميركية.

وكشف باراك، الذي كان يتحدث أمام مجموعة من مؤيديه رؤساء البلديات الاسرائيلية، انه نقل رأيه الى الادارة الأميركية، وقال ان وضع الشعب الفلسطيني اليوم يدل على انه غير مؤهل لاقامة دولة فلسطينية مستقلة وعصرية. فليس عندهم سلطة حقيقية يستطيع الشعب الاعتماد عليها، وخير دليل على ذلك الانقلاب العسكري الذي نفذته حماس في قطاع غزة، وجعلت من المناطق المرشحة لتكون أرض الدولة الفلسطينية عبارة عن «دويلتين في الحفاظ». ولا يوجد أي استقرار في هاتين الدويلتين. ولا توجد لديهما سلطة قانون واحدة. ولا توجد شرطة قوية تستطيع تطبيق القانون. ولا سلطة قضائية حقيقية يستطيع فيها القاضي أن يعتقل أحدا. ولا ادارة سجون تستطيع الاحتفاظ بمعتقل واحد. مخابراتهم تعيسة وقضاؤهم بسيط ساذج. وسجونهم منتهكة. وأضاف باراك ان الأمر الوحيد الذي يسير في السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية بشكل معقول هو الاقتصاد، وذلك بفضل الخبرات التي يتمتع بها رئيس الوزراء، سلام فياض. ولذلك فإنه، أي باراك، يرى ان الجهود يجب أن تنصب حاليا على البناء والازدهار الاقتصادي في الضفة الغربية، حتى تكون نموذجا للفلسطينيين وللاسرائيليين وللعالم أجمع. والأمور الأخرى، قال، تحتاج الى وقت وتحتاج الى عمليات جراحية. ففي الوضع الحالي لا توجد أية امكانية للقبول بدولة فلسطينية. وعاد باراك ليردد فكرته حول أن اجتياح قطاع غزة هو شر لا بد منه، حيث ان الصدام مع حماس قادم لا محالة. واتهم حماس بالمماطلة في المفاوضات لاطلاق سراح شليط، لكنه رفض التوسع في هذا الموضوع بدعوى ان الأمور يجب أن تبقى في أقصى حدود السرية.

وقد جاءت تصريحات باراك هذه اثر عودة مندوبه، الجنرال عاموس جلعاد، رئيس الدائرة السياسية الأمنية في وزارة الدفاع، ومندوب رئيس الوزراء، عوفر ديكل، مسؤول ملف الأسرى الاسرائيليين، من زيارة لمصر التقيا خلالها مع وزير المخابرات، عمر سليمان، ومسؤولين آخرين. وأكدت مصادر مقربة منهما في تل أبيب، أمس، ان المحادثات التي أجرياها في القاهرة الليلة قبل الماضية، لم تسفر عن أي جديد يتيح استئناف المفاوضات مع حماس بخصوص صفقة تبادل الأسرى. وقالت هذه المصادر ان «العناصر السلبية في حماس تحاول اجهاض المفاوضات، وربما وأدها وهي في المهد، لأنها غير معنية بصفقة يتم فيها إطلاق سراح جلعاد شليط، حتى لو قبلت اسرائيل بكل شروطها وأطلقت سراح أهم ألف أسير فلسطيني من السجون الاسرائيلية. فهذه الشريحة من قيادة حماس تخشى من المواجهة العسكرية مع اسرائيل، التي ستعقب هذه الصفقة. وتعتبر شليط كنزا، من الغباء التنازل عنه، حتى لو كان ثمن ذلك اطلاق سراح جميع نواب ووزراء حماس وقادتها العسكريين». وأكدت هذه المصادر ان النقاش داخل قيادة حماس محتدم حول موضوع الصفقة، وان الغلبة حتى الآن للقوى السلبية الرافضة للصفقة.