التيار الصدري: نحن في منتصف الطريق لحل جيش المهدي

خطباء الجمعة يدعون عناصر الميليشيا إلى مشروع «ممهدون»

TT

أعلن خطباء وأئمة الجوامع التابعون للتيار الصدري، بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر، في بغداد والمحافظات، عن البدء بمشروع «ممهدون» الذي يمهد لتحويل ميليشيا جيش المهدي ـ الجناح العسكري للتيار، الى منظمة «اجتماعية وتثقيفية»، فيما أعلن متحدث باسم الصدر عن استعداد مشروط لحل «جيش المهدي» مرتبط بانسحاب القوات الاميركية من العراق.

وقال الشيخ صلاح العبيدي، المتحدث باسم التيار الصدري، انه «جرى اليوم (امس) الاعلان عبر صلاة الجمعة عن مشروع ممهدون والقاضي بإلقاء سلاح قسم معين من جيش المهدي والتوجه للتثقيف والارشاد ونشر الافكار العقائدية».

واشار العبيدي لـ«الشرق الاوسط» الى ان «السيد مقتدى الصدر قام منذ اكثر من شهر بتقسيم جيش المهدي الى قسمين الاول يضم الملايين والآلاف من عناصر جيش المهدي، مهمته تثقيفية وارشادية، والقسم الثاني وهو عبارة عن خلايا صغيرة تكون مهمتها مقاومة المحتل»، موضحا ان مشروع ممهدون هو للجزء الكبير من «جيش المهدي».

وأضاف العبيدي في وقت لاحق لوكالة الصحافة الفرنسية «اننا نسير باتجاه تحويل جيش المهدي الى منظمة ثقافية اجتماعية» وتابع «اذا ما اعتبر هذا التحول حلا لجيش المهدي فنحن في منتصف الطريق الى ذلك». واضاف «أما المنتصف الثاني، فاننا ننتظر نتائج الاتفاقية المزمع ابرامها بين الحكومة العراقية والقوات المحتلة، لتحديد مصير هذه القوات في العراق».

وتجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق للتوصل الى اتفاقية حول «وضع القوات» لإضفاء اسس قانونية على وجود الجيش الاميركي في العراق بعد 31 ديسمبر (كانون الاول) المقبل عندما ينتهي تفويض قرار دولي ينظم وجودها في هذا البلد.

وأضاف العبيدي «في حال سحب هذه القوات او جدولة انسحابها فنحن سنكمل النصف الاخر وسنحول جيش المهدي الى منظمة اجتماعية».

وشدد الناطق على ان «التيار ينظر بجدية للقرارات، واذا كانت جادة وتبعث على الاطمئنان ولا يوجد فيها ما يشير الى بقاء القوات الاميركية فسنكتفي بأصل التوقيع». وتابع «اما اذا كانت القرارات غير جدية فسنضطر الى الانتظار لحين تنفيذها وسحب القوات، عندها سنكمل تحويل جيش المهدي الى منظمة اجتماعية».

وأشار الى أن عدم التوصل لاتفاق حتى الان هو السبب في «ابقاء الصدر عنوانا للمقاومة من خلال خلايا محددة وهي التي ستتحمل مسؤولية المقاومة اذا ما دعت الحاجة الى ذلك».

ويرفض الصدر توقيع اتفاقية بين العراق والولايات المتحدة تنظم الوجود الاميركي في العراق، والجارية مباحثات بشأنها بين بغداد وواشنطن.

وهدد الصدر نهاية مايو (ايار) الماضي بخطوات متعددة الاشكال لمنع الاتفاقية رغم تأكيدات أرفع هيئة سياسية تضم كبار المسؤولين والكتل البرلمانية ان نتائج المفاوضات «لن تلحق الضرر بمصالح الشعب».

وحول مدى القبول او الرفض لمشروع «ممهدون» من قبل عناصر جيش المهدي قال العبيدي لـ«الشرق الاوسط»: «من خلال الاستفسارات والاسئلة التي ترد مكتب سماحة السيد مقتدى الصدر، ومن خلال السعي الدائم لمعرفة توجه مشروع ممهدون، لمسنا تجاوبا كبيرا لهذا المشروع الذي سيلقى قبولا ايضا من قبل الناس».

وكان المكتب الإعلامي لجيش المهدي قد أصدر في النجف ما أسماه بـ«البطاقة التعريفية» لـ«الممهدون» قبل ايام بناء على توجيهات الصدر ، ويعرّف الكراس «الممهدون» بأنهم «هم الجيش العقائدي الثقافي الديني الاجتماعي الذي يتكفل في الجهاد الفكري والعلمي وتحرير العقول والقلوب والنفوس من المد الغربي العلماني ويمنع استعمال السلاح منعا باتا».

وقال الصدر في الإصدار الجديد إن «أهداف الإشراف العقائدي تتلخص بالتمهيد لدولة الحق وتكامل الأفراد معنويا وهداية المجتمع عبر نشر الوعي الإسلامي الصحيح ونشر حقوق الإنسان المطابقة للشريعة الإسلامية، والسعي لإقامة مجتمع إسلامي، وتفعيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطرق الأخلاقية واللسانية والقلبية فقط، وتحقيق الأمن الاجتماعي واحترام الأقليات والأفكار». وقسم الصدر «الإشراف العقائدي» إلى قسمين «الأول العقائدي الذي يتكفل ببناء الجيش من الناحية الفكرية وفيه وحدات لإقامة الدورات وإعداد الكفاءات من النخب، أما القسم الثاني فيتكفل ببناء الجيش من الناحية الدينية الإسلامية وتصحيح المسار الإسلامي والدفاع عنه».