«صناديق العزل».. أسلوب جديد يتبعه الأميركيون في التعامل مع سجناء يتسمون بالعنف

الجيش الأميركي في العراق يقول إنها لحماية المعتقلين.. وحقوق الإنسان تحذر

TT

تعزل القوات الاميركية في العراق المعتقلين الذين يتسمون بالعنف في صناديق مصنوعة من الخشب أو الحديد لحماية بقية السجناء.

وقال عبد اللطيف ريان المستشار الاعلامي لقوات التحالف في العراق لـ«الشرق الاوسط» ان ما يسمى بالصناديق «هي عبارة عن غرف متحركة مصنوعة من الخشب او الحديد وهي موجودة في محتجزات كوبر (في بغداد) وبوكا (في البصرة) الهدف منها وضع السجناء الذين يهددون حياتهم وحياة الاخرين من السجناء عن طريق العنف».

وأكد ريان ان «المعتقل لا يحتجز في هذا المكان اكثر من 12 ساعة وان هناك موافقات من قيادة السجون والمعتقلات لمن يتم حجزه لاكثر من 6 ساعات أي ان كاتب الاحتجاز يجب ان يوافق على هذا النوع من السجن».

واكد ريان ان المعتقل في هذه الغرف يخضع للفحص الطبي قبل وبعد الاحتجاز ويسمح له بالذهاب الى الحمام في أي وقت يشاء وان الطعام يحضر اليه في الوقت الذي يحدده.

ونفى عبد اللطيف بشدة ان يكون أي من المحتجزين قد تعرض للتعذيب وقال ان «المحتجزين في هذه الغرف يعاملون وفق القوانين وبكل احترام لحقوق الانسان».

واضاف ريان ان كل السجون في العالم ومنها سجون الولايات المتحدة تحتوي على غرف للسجن الانفرادي نافيا علمه ان تكون هذه السجون تشبه هذه الغرف الخشبية او الحديدية.

ومؤخراً، نشر الجيش الأميركي صوراً لما قال إنها «صناديق العزل» التي يستخدمها في العراق. وتكشف الصور غير الملونة عن صناديق بدائية الصنع وغير مصقولة، يصل حجم أصغرها إلى ثلاثة أقدام عرضاً ومثلها عمقاً وستة أقدام ارتفاعاً، وفقاً لمسؤولين أميركيين، غير أن الجيش لم ينشر صوراً لمثل تلك الصناديق.

ويبلغ معدل طول العراقيين حوالي 5 أقدام و6 إنشات (حوالي 1.68 متراً) وفقاً لما ذكرته وزارة الصحة العراقية، وهذا يعني أنه لن تتبقى مساحة تذكر للسجين العراقي للتحرك داخل هذا القفص الخشبي. وجاء نشر الصور بعد أن قام أحد المدونين برفع مذكرة تطالب بالإفراج عنه بموجب قانون حرية المعلومات في العام 2005.

ونقلت شبكة (سي.أن.أن) الاخبارية الاميركية عن الرائد نيل فيشر، المتحدث باسم وحدة المهمات الخاصة 134 التابعة لقوات مشاة البحرية «مارينز» المسؤولة عن المعتقلين: «تتم مراقبة المساجين داخل صناديق العزل الخشبية أكثر مما يراقب المساجين في أي مكان آخر.. إن الرعاية والاهتمام لا تتغير ببساطة لكونهم في صناديق العزل». وأوضح فيشر أنه لم يمت أي معتقل أو يقع أسير المرض داخل هذه الأقفاص. ويقول نشطاء حقوق الإنسان إنهم لا يعرفون الكثير عن كيفية معاملة الجيش للمعتقلين داخل هذه الصناديق. وقالت جنيفر داسكل، النشيطة في منظمة حقوق الإنسان «ثمة مخاوف بأنها قد تستخدم في أماكن حيث يجري الزج بالسجناء فيها في مناطق تتسم بالحرارة الشديدة.. من الضرورة بمكان معرفة ما إذا كانوا يزودون المعتقلين بالطعام أم لا».