حديقة حيوان ببغداد تستقبل نمرين هدية من محمية بكارولينا.. وسط حراسة أميركية مشددة

سكان الولاية الأميركية اتهموا المحمية بأنها ستكون سببا في هلاكهما بنقلهما لساحة حرب

أحد النمور البنغالية الذي أهدته الولايات المتحدة للعراق يرتاح امس في قفصه بحدائق الزوراء تحت الحماية العسكرية الأميركية (ا ف ب)
TT

استقبلت حدبقة حيوانات الزوراء ببغداد امس نمرين بنغاليين، هدية لحديقة الحيوانات الوحيدة في العراق، وقد جرى استقبال حار للنمرين تصدرته عدسات المصورين، اذ تجمع العشرات من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية، هناك بانتظار وصول النمرين برفقة قوة عسكرية كبيرة من القوات الأميركية، التي اشترطت أن تقوم هي بنقلها من الولايات المتحدة الى العراق، كي تطمئن مواطنيها في ولاية كارولينا، الذين احتجوا أمام محميتهم عند سماعهم نبا إهداء هذين النمرين للعراق، بحسب حكيم عبد، المسؤول في امانة بغداد اذ أكد لـ«الشرق الأوسط»، وعلى هامش الاحتفالية الكبيرة التي نظمتها الأمانة بهذه المناسبة قائلا، إن «أمانة بغداد واجهت صعوبة بالغة في إقناع القوات الأميركية التي تكفلت بإجراء المفاوضات مع أدارة محمية كارولينا الشمالية لإتمام عملية الإهداء، خاصة وسط معارضة شديدة من سكانها الذين اتهموا المحمية بأنها ستكون سببا في هلاك النمرين بنقلهما لساحة حرب».

وأضاف عبد أن «إصرار الأمانة على نقلهما كان بهدف أن تكون هذه الخطوة دليلا قاطعا ليس لسكان كارولينا فحسب، بل للعالم اجمع، بان العراق عموما وبغداد خاصة عاد لهما الاستقرار وان الحياة طبيعية وليس هناك من داع للخوف لا على النمرين ولا على أي شيء آخر، لاسيما ان حدائق الزوراء تعد من أكثر مناطق بغداد استقرارا، ودليل ذلك أن أي حادثة لم تسجل داخل الحديقة منذ عام 2003 وحتى الآن». وبين المسؤول في امانة بغداد أن «الحديقة هيأت مكانا مناسبا وفق مواصفات دولية للنمرين، وأضافت مسبحا داخل القفص ليكون أشبه ببيئتها سابقا، خاصة ان العراق وقع على اتفاقية خاصة بحدائق الحيوان وتوفير كافة متطلباتها». وبين حكيم أن تمويل حدائق الحيوانات يقع على عاتق الأمانة، أما عملية الإشراف عليها فتعود إلى وزارتي الزراعة والبيئة، اذ تحرص هذه الجهات على تنفيذ كافة الضوابط الدولية بشأنها، من حيث نوعيات الأدوية واللقاحات والأغذية. مدير الحديقة الدكتور عادل سلمان موسى، قال إن «أهمية الحديقة تأتي من كونها مرفقا سياحيا مهما في العاصمة بغداد، فضلا عن كونها المتنفس الوحيد لأهالي العاصمة العراقية»، مشيرا الى ان «الحديقة تعرضت خلال دخول القوات الاميركية عام 2003 إلى عمليات سلب ونهب جميع محتوياتها من قبل الغوغاء، والجميع على اطلاع بظروف الحديقة فبنيتها دمرت بنسبة 100%، بينما تمت سرقة الحيوانات جميعها عدا المفترسة».

وشكا مدير حدائق الزوراء من ان «أعداد الحيوانات قليلة جدا، حيث جمعنا عددا منها من القصور الرئاسية مثل الأسود والفهود والنعام، ومجاميع أخرى كانت تعيش حالة بائسة تعود لأحد الأشخاص، تم تعويضه بمبلغ مالي ونقلنا ما كان يملكه، وكان عبارة عن صقور ونسور وضباع وذئاب ودب واحد وقردة من نوع ريزياص، ولم نتوقف عند هذا الحد بل باشرنا بالتطوير، بالاستعانة بأمانة بغداد التي دخلت فعليا للحديقة عام 2006».

واضاف قائلا: «هناك بعض الدول ستتيح لنا الحصول على بعض الحيوانات عبر التبادل في ما بيننا، وأبرمنا مثل هذه الاتفاقيات مع الولايات المتحدة وأيضا إيران وبعض دول أوروبا واسيا، وخاطبنا جميع سفاراتنا بالخارج للتحرك على حدائق الدول التي يوجدون فيها، والاتفاق مع إداراتها لتبادل أو إهداء بعض الحيوانات لحديقة العراق، ولدينا فائض في بعض الأنواع، مثل الأسود التي وصل عددها لأكثر من 22 أسدا أفريقيا، وهي كمية كبيرة في حديقة مغلقة، كما اشترينا دببة والان هي في مرحلة تكاثر، وطورنا بحيرة البط وبناء جسرين تقليديين يمران من فوق البحيرة، وبحيرة أخرى للبجع، ومشروعنا انشاء مسيج للتماسيح مع توفير بحيرة شتائية لها ولدينا الآيل وطير الفلامنكو والفزنت، وجميعها لم تكن موجودة قبل السقوط ونطمح لجلب حيوانات أخرى غير موجودة مثل الفيلة والزرافات».

من المعروف ان حديقة حيوانات الزوراء كان فيها عدد من النمور التي صادرها عدي نجل الرئيس العراقي السابق وتولى رعايتها في بيته، اذ كان يرافقه احد النمور في بعض جولاته بين سكان بغداد، ليزرع الرعب بين الناس.