دراسة أميركية: الهجوم على منشآت إيران النووية قد تكون له آثار عكسية

المنشآت موزعة على نطاق واسع ومخفية جيدا

TT

من الممكن أن تؤجل الهجمات العسكرية ضد منشآت إيران النووية تقدمها نحو امتلاك الأسلحة النووية، حسبما أفادت دراسة، لكن مثل هذا الهجوم يمكن أن تكون له آثار عكسية تتمثل في تقوية عزم إيران على امتلاك القنبلة النووية. وقد توصلت الدراسة التي قام بها معهد متخصص في العلوم والأمن الدولي ومقره واشنطن، إلى أن منشآت إيران النووية موزعة على نطاق واسع ومحمية ـ وفي بعض المناطق مخفية جيدا ـ بحيث لا يمكن للطائرات تدميرها بصورة فعالة. كما توصلت الدراسة كذلك إلى أن أي هجوم على البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يتم علاج آثاره بسرعة. ويقول ديفيد أولبرايت، وهو مفتش سابق في الأمم المتحدة: «بعد الهجوم يمكن لإيران أن تقوم بإعادة بناء برنامجها بسرعة في مقرات صغيرة ومخفية تركز على تخصيب اليورانيوم، الذي يمكن استخدامه في صنع الأسلحة النووية». وقد بنيت هذه الدراسة في جزء منها على عقد مقارنة بين المنشآت النووية الإيرانية المعروفة ومفاعل أوزيراك العراقي، الذي دمرته المقاتلات الإسرائيلية في عام 1981، لتحد من طموحات بغداد النووية. وعلى الرغم من أن الغارة الإسرائيلية كانت ضربة مدمرة للبرنامج العراقي إلا أن القيام بالعمل نفسه ضد إيران سوف يكون أصعب بكثير، حسبما أفاد أولبرايت. ويرتكز البرنامج الإيراني على مصنع تخصيب اليورانيوم الكبير في ناتانز، حيث يوجد الآلاف من الآلات التي تسمى أجهزة الطرد المركزي التي تنتج الوقود النووي المستخدم في صنع الطاقة النووية. وعلى الرغم من أن إيران تقول إن جهودها ترمي إلى الحصول على الطاقة النووية لأغراض سلمية، إلا أن مخزونها من اليورانيوم المخصب يمكن أن يستخدم في بناء أسلحة نووية. وقد توصل مسؤولون في المخابرات الأميركية، العام الماضي، إلى أن إيران قد أوقفت أبحاثها النووية في عام 2003، لكنها استمرت في توسيع قدراتها بطرق يمكن أن تسمح لها بتطوير مثل هذا النوع من الأسلحة بسرعة. وعلى الرغم من التحصينات الكبيرة فإنه يمكن تدمير مصنع ناتانز بصورة كبيرة باستخدام القنابل والصواريخ الخارقة للدروع. ولكن يمكن استبدال أجهزة الطرد المركزي بسرعة، وربما يكون ذلك بوضع الأجهزة الجديدة في أماكن مخفية تحت الأرض. ومن المعروف أن إيران قد قامت بإنشاء مستودعات داخل الأنفاق الجبلية بالقرب من ناتانز وغيرها من المواقع النووية الحيوية. وعلى الرغم من اعتماد إيران على التقنية وقطع الغيار المستوردة في بناء أجهزة الطرد المركزي، إلا أنها تعتمد على نفسها بدرجة كبيرة في الوقت الحالي. وبالإضافة إلى ذلك، فمنذ عام 2006، عندما بدأت إيران في الحد من وصول مفتشي الأمم المتحدة إلى منشآتها النووية، فإن الحكومات الغربية لم يصبح بمقدورها التأكد من وضع بعض المنشآت المهمة، حسبما أفاد معهد العلوم والأمن القومي. وقد جاء في الدراسة: «هناك نقص في المعلومات المتوافرة حاليا بشأن المنشآت النووية الإيرانية. ومن دون هذه المعلومات، فإن الهجوم ربما لا يؤخر تخصيب إيران لليورانيوم كثيرا».

وحسبما يفيد أولبرايت فإن من شأن الهجوم الأميركي أو الإسرائيلي أن ينتج عنه دعم أكبر لإيران وحكامها ويمكن أن يقود طهران إلى رفض مراقبة الأمم المتحدة لبرنامجها.

ويقول أولبرايت في مقابلة صحافية معه: «يمكن أن تقوم إيران ببدء برنامج للحصول على الأسلحة النووية سريعا. ويمكن أن يتسبب الهجوم في إغضاب إيران وعدم الاعتراف بمراقبة المفتشين الدوليين والمضي قدما أكثر من أي وقت مضى في بناء أسلحتها النووية».

* خدمة «واشنطن بوست» – خاص بـ«الشرق الأوسط»