فرنسا والصين يطويان صفحة سوء التفاهم.. وبوش يكرر انتقاده للحريات

الرئيس الصيني يشيد بعلاقات بلاده مع إسرائيل

TT

على هامش انطلاق دورة الالعاب الاولمبية في بكين أمس، عقد الرئيس الصيني هيو جينتاو لقاءات مع بعض رؤساء الدول الذين حضروا للمشاركة في حفل افتتاح الالعاب الاولمبية، وأقام مأدبة غذاء على شرف رؤساء الدول والحكومات الاجانب المشاركين في حفل الافتتاح.

وقبل مأدبة الغذاء التي أقيمت في قصر الشعب في ساحة تيان انمين، شارك الرئيس الاميركي جورج بوش في حفل افتتاح مبنى جديد للسفارة الامريكية في بكين، ولم يتردد في اثارة قضيتي الحرية الدينية وحرية التعبير في الصين على الرغم من انتقاد بكين لتصريحاته التي أدلى بها قبل يوم حول الحريات الدينية، والتي رأت فيها تدخلا في شؤونها الداخلية.

إلا ان بوش عاد وكرر بالامس أيضا تصريحاته حول حرية التعبير، وقال انها «أفضل طريقة لنشر الرخاء والسلام». وأضاف: «مازلنا صرحاء في اعتقادنا بأن كل الناس يجب أن يتمتعوا بالحرية لقول ما يريدون وعبادة ما يختارون. نحن نؤمن بقوة أن المجتمعات التي تسمح بحرية التعبير عن الفكر هي الأكثر رخاء وأمنا».

ولم تعلق شخصيات صينية عامة حضرت افتتاح السفارة الاميركية الجديدة في بكين على تصريحات بوش. وتطرق بوش كذلك الى نقاط الاتفاق بين واشنطن وبكين مثل العمل على التخلص من الاسلحة النووية في كوريا الشمالية واتجاه الصين نحو اقتصاد أكثر انفتاحا وحرية. وقال ان السفارة الجديدة «تعكس أساسا صلبا يدعم علاقاتنا».

وشارك في مراسم افتتاح السفارة الاميركية الجديدة في بكين أيضا الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الأب، الذي تولى في الماضي منصب سفير أميركا في الصين وكذلك وزير الخارجية الاميركي السابق هنري كيسنجر الذي ساهم في التخطيط لتحسين العلاقات الاميركية الصينية خلال عقد السبعينيات من القرن العشرين.

وردا على سؤال حول رأيه في تصريحات بوش حول حقوق الانسان في الصين خلال مراسم افتتاح السفارة الجديدة، قال كيسنجر لوكالة رويترز: «كان مهما أن يفعل ذلك».

وكان ناشطون في مجال حقوق الانسان وبعض النواب الاميركيين انتقدوا مشاركة بوش في مراسم افتتاح أولمبياد بكين وقالوا ان هذا من شأنه أن يعطي مصداقية للحكومة الصينية على الرغم من تراجع سجلها في مجالي حقوق الانسان والحقوق الدينية. ورد بوش قائلا ان مشاركته تهدف الى تشجيع اللاعبين الاميركيين هناك وأنه يدخل بشكل متكرر في مناقشات صريحة مع قادة الصين حول الحرية الدينية وسجل حقوق الانسان في البلاد.

ومن بين الرؤساء الذين التقاهم الرئيس الصيني أيضا قبل مأدبة الغذاء، الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تعرض لانتقادات كثيرة في بلاده بسبب حضوره حفل افتتاح الالعاب الاولمبية. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إن ساركوزي قال خلال اللقاء إنه سعيد للغاية بحضور حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية، وشدد على أهمية الدور الصيني في تحقيق السلام والاستقرار في العالم.

وكان ساركوزي قد أشار إلى إمكانية مقاطعة حفل افتتاح الاولمبياد على خلفية سياسة الصين تجاه إقليم التبت، ولكنه راح يتوخى الحرص في تصريحاته اللاحقة. وكان قصر الاليزيه قد استبعد قبل يومين عقد لقاء بين ساركوزي والزعيم الروحي لإقليم التبت الدالاي لاما خلال زيارة الاخير المزمعة إلى فرنسا. واعلن الاليزيه أمس ان «صفحة سوء التفاهم طويت» بين فرنسا والصين.

ومكث ساركوزي في الصين لبضع ساعات فقط، اذ غادر في اليوم نفسه الذي وصلها فيه مصحوبا بابنه الأصغر لويس. وهذه هي الزيارة الاولى لساركوزي الى الصين بعد الفتور في العلاقات بين البلدين الذي نجم عن فشل رحلة الشعلة الاولمبية في باريس في ابريل (نيسان) الماضي، خصوصا بسبب ازمة التبت.

وكان ساركوزي قد أثار استياء الصين لربط حضوره افتتاح دورة الالعاب الاولمبية باستئناف الحوار بين الصين والتيبت. لكن قبل زيارته الى الصين سعى ساركوزي في الاشهر الاخيرة الى التهدئة مع الصين. وفي مقابلة مع وكالة انباء الصين الجديدة، اشاد ساركوزي «بالصداقة التاريخية والراسخة والثابتة» بين بكين وباريس، كما اشاد بتنظيم بكين لدورة الالعاب الاولمبية، موضحا انها تستحق «ميدالية ذهبية» على ذلك.

والتقى الرئيس الصيني أيضا الرئيس الاسرائيلي شيمعون بيريز، وأشاد خلال اللقاء بالعلاقات بين البلدين، وقال انهما يظهران احتراما ودعما متبادلا وحققا نتائج رائعة في التعاون في مختلف المجالات ويحتفظان باتصال وتنسيق وثيق في الشؤون الدولية والاقليمية.

وقال بيريز من جهته، ان الصين وهي في وضع أفضل ستحقق عالما أفضل، معربا عن أمله في أن تعزز الدولتان الاتصالات رفيعة المستوى وأن توسعا نطاق التعاون في مجالات مثل الثقافة والزراعة.

كذلك التقى الرئيس الصيني اثنين من السياسيين التايوانيين، في إشارة أخرى إلى تحسن العلاقات الدبلوماسية عبر مضيق تايوان. والتقى هيو جينتاو بالرئيس الفخري لحزب القومي الحاكم في تايوان لين تشان وزعيم حزب «الشعب أولا» جيمس سونج كل على حدة. ولم تكشف وسائل الاعلام الحكومية عن أي محادثات أجريت بين الرئيس الصيني ولين وسونج، غير أنها وصفت تلك اللقاءات بانها أجريت على مستوى حزبي وليس على مستوى دبلوماسي.