محكمة غوانتانامو: سائق بن لادن قد يخرج من السجن نهاية يناير

حكم عليه بالسجن 5 سنوات ونصف السنةبعد ادانته بتقديم «دعم مادي إلى الإرهاب»

TT

اصدرت محكمة عسكرية اميركية استثنائية اول من امس، حكما بالسجن خمس سنوات ونصف السنة على سالم حمدان، السائق السابق لاسامة بن لادن، بعد ادانته بتقديم «دعم مادي الى الارهاب».

وقال احد الاعضاء الستة في هيئة المحلفين لحمدان: «من واجبي رئيسا ابلاغك بان اللجنة العسكرية حكمت عليك بالسجن 66 شهرا».

وبذلك يبقى على حمدان ان يمضي نحو خمسة اشهر في السجن لانهاء فترة محكوميته، أي بحدود نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل، الا ان وزارة الدفاع سبق ان اعلنت انها لا تنوي اطلاق سراحه، وانه يبقى بنظر الولايات المتحدة «مقاتلا عدوا»، ما يتيح ابقاءه محتجزا الى اجل غير مسمى. وامضى حمدان حتى الان اكثر من ستة اعوام في غوانتانامو، ضمنها نحو خمس سنوات مضت منذ توجيه الاتهام اليه عام 2003، وهي المدة التي ستحسم من فترة الحكم الذي صدر بحقه.

وكان رئيس المحكمة الاميرال كيث اولريد، قد ابلغ هيئة المحلفين قبل مداولاتها ان العقوبة تأخذ في الحسبان فترة خمسة اعوام وشهر امضاها اليمني في السجن، منذ توجيه الاتهام اليه. واضاف «لا أدري ما الذي سيحدث، بعد ان يمضي فترة الخمسة اشهر المتبقية». وقال «يبدو ان بالامكان الاستفادة من اعادة النظر اداريا في القضية». واوضح ان هيئة محلفين يختارها السجن ستقرر ما اذا كان اليمني ما يزال يشكل خطرا، او ان يتم اطلاق سراحه شرط نزع صفة «عدو مقاتل» عنه.

يذكر ان عشرات من المعتقلين في غوانتانامو من اصل 800 مكثوا بين جدرانه، استفادوا من اعادة النظر الادارية، ونقلوا الى بلدانهم الاصلية، باستثناء البعض ممن قد يسفر ترحيلهم عن اعدامهم او تعرضهم للتعذيب.

وفور صدور الحكم، شكر حمدان القاضي قائلا: «اود ان اقدم اعتذاري مجددا» وابتسم معانقا تشارلز سويفت، احد وكلاء الدفاع عنه. وبعد تبرئته من تهمة «التآمر» وهي الاخطر التي كانت موجهة له طلب حمدان الرأفة من هيئة محلفي محكمة الاستثناء العسكرية الاميركية التي تحاكمه، وذلك بعد ان طلب ممثل الادعاء صباح امس «السجن لمدة لا تقل عن 30 عاما». وذكر حمدان الذي جلس وقد اعتمر عمامته البيضاء المعتادة خلف طاولة وسط محاميه، بانه عمل مع اسامة بن لادن حتى يكسب لقمة عيشه ويعيل اسرته، لكنه بدأ مع الوقت يشك في انشطة مستخدمه. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، بريان ويتمان، إثر صدور الحكم اول من امس، إن حمدان يعتبر الآن «مجرم حرب مداناً»، وانه «لم يعد يعتبر عدواً مقاتلاً»، غير أن ويتمان قال اول من امس إن وضعه سيعود إلى حالة «عدو مقاتل» بعد اكتمال محكوميته.

وبصفته «عدواً مقاتلاً»، فإنه يمكن للولايات المتحدة الأميركية اعتقال حمدان لفترة غير محددة، رغم أنه سيكون من حقه التقدم بالاستئناف بشأن استمرار اعتباره «عدواً مقاتلاً». وكان الادعاء العسكري الأميركي قد طالب بسجن حمدان لمدة تصل إلى 30 عاماً، غير أن فريق الدفاع عن حمدان طالب بسجنه لمدة 45 شهراً أو أقل. وكانت المحكمة قد أدانت حمدان في وقت سابق الأربعاء، بتهمة «تقديم دعم مادي لجماعة إرهابية»، فيما تمت تبرئته من تهمة «التآمر» لتنفيذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على الولايات المتحدة.