قائد انقلاب موريتانيا لـ«الشرق الأوسط» : الرئيس السابق جمد الديمقراطية وحاول شل مؤسسات الجيش

الجنرال ولد عبد العزيز في اول حوار بعد إطاحة الرئيس: لن نفرج عن ولد الشيخ حاليا وسننظر ملفه بعد ترتيب الأوضاع الداخلية

TT

اتهــم الجنرال محمد ولد عبد العزيز، الذي انقلب على الرئيس الموريتاني سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، الرئيس المخلوع، بتجميد مؤسسات الدولة الديمقراطية، ومحاولة شلّ مؤسسة الجيش، قائلاً في أول حوار له، أجرته معه «الشرق الأوسط» عبر الهاتف من القاهرة، إنه لن يفرج عن ولد الشيخ حاليا لأسباب أمنية، مشدداً أيضاً على أنه لا يمكن إعطاء تاريخ محدد لانتخابات رئاسية جديدة. وأوضح أن الرئيس السابق بخير والسلطة الجديدة سوف تنظر في ملفه بعد ترتيب الأوضاع الداخلية، مشيراً إلى أن نظامه ليس لديه مشكلة في اعتراف الخارج به، وفيما يلي نص الحوار: > ماذا عن استقرار الأوضاع في موريتانيا؟ ـ الأمور مستقرة والأمن في حالة ممتازة، ومفروض على كامل التراب الوطني في البلاد، ولا توجد أية مشاكل.

> هل تتوقعون اعترافاً دولياً بكم؟ ـ الدول معترفة بموريتانيا ولا نحتاج إلى اعتراف جديد.. نحن نعمل من خلال المؤسسات الديمقراطية المنتخبة، ونحاول حاليا استكمال عمل كل المؤسسات الديمقراطية التي شَلَّ عملها الرئيس المخلوع.

> هل ستعترف الدول بنظامكم خاصة انها سبق ان أدانت الانقلاب؟ ـ نحن لا نحتاج لاعتراف بنظامنا، وليس لدينا مشكلة في الاعتراف. المشاكل كلها جاءت بسبب تجميد الرئيس المخلوع لكل مؤسسات الدولة الديمقراطية لدرجة أنه حاول شلّ مؤسسة الجيش. ونحن نسأل هل هذا يعقل؟ نحن نرى ونفهم الديمقراطية على أنها عمل نشط لكل مؤسسات الدولة، ولذلك نعمل حاليا على تنشيط كل مؤسسات الدولة التي انتخبها الشعب الموريتاني. > وكيف تردون على تصريحات أميركا وفرنسا التي تطالبكم بعودة الرئيس المخلوع، وبخاصة أنها جمَّدت أرصدة الدعم؟ ـ ليس لدينا مشاكل مع فرنسا وأميركا.. المشكلة التي حدثت في موريتانيا داخلية، والانقلاب الذي حدث قام به الرئيس المخلوع الذي خلع نفسه بجملة من الإجراءات الخاطئة التي اتخذها أخيرا، وخطف بها البلاد بعيدا عن مكتسبات الديمقراطية.

> هل ستفرجون عن الرئيس المخلوع كما طالب بذلك الاتحاد الأفريقي؟ ـ لن نفرج عن الرئيس المخلوع حاليا لأسباب أمنية. والآن نحن نحاول فرض التهدئة، ونبتعد عن التصعيد. والرئيس السابق موجود وبخير وبعافية وليس لديه مشكلة، وهناك سلطة جديدة هي المجلس الأعلى للدولة، والذي ينظر في ملف الرئيس بعد الانتهاء من ترتيب الأوضاع الداخلية، والتي ستأخذ بعض الوقت.

> هل ستجرى انتخابات رئاسية في وقت قريب؟ ـ نحن وعدنا بذلك وسيتم هذا الأمر في الوقت المناسب. > ما هو الوقت المناسب برأيكم.. هل سيكون بعد شهرين أم بعد ستة أشهر كما تردد؟ ـ لا يمكن إعطاء التاريخ المحدد لإجراء الانتخابات الرئاسية في الوقت الراهن لأننا نعمل وفقا لأولويات البلاد وحاجة الشعب التي تجاهلها الرئيس السابق لفترات طويلة.

> وما هي أولويات الأجندة الرئيسية بالنسبة لكم؟ ـ الأولوية هي لتثبيت الأمور، وإعادة تنشيط مؤسسات الدولة الديمقراطية، ومكافحة الفساد وفرض الحق والعدالة.

> هل تطلبون دعما محددا من الدول العربية؟ ـ نطلب من أشقائنا العرب، ومن أصدقاء موريتانيا، أن يتفهموا الموقف، وسوف نطلعهم على كل ما لدينا من أسباب. ويقيني أن المشكلة ليست في الخارج وإنما هي شأن موريتاني داخلي ومشاكل للمواطنين، وعدا ذلك فكل الأمور تسير على ما يرام. وسنعمل من خلال البرلمان المنتخب، ومع كل المؤسسات الديمقراطية التي انتخبها الشعب الموريتاني.

> ماذا ستناقش مع مبعوث الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي الذي تلقاه صباح يوم السبت (اليوم)؟ ـ سوف أطلعه على كل ما جرى، كما سأطلب منه التواصل معنا للاطمئنان على حفاظنا على الديمقراطية والحوار وما تحقق لموريتانيا من مكاسب بسبب التزامها بالديمقراطية.

> هل ستقوم بجولة خارجية؟ ـ سوف أضع في أولوياتي التواصل مع أشقائي العرب وأصدقاء موريتانيا في أقرب وقت، وبعد ترتيب الأوضاع الداخلية التي بدأت في الاستقرار.