ارتفاع أسعار المواد الغذائية يقلق سكان نواكشوط أكثر من الانقلاب

بعض السكان يرون أن «الأولوية هي لتأمين الطعام للشعب»

TT

يرى بعض سكان حي شعبي في ضواحي نواكشوط بعد يومين على الانقلاب العسكري الذي اطاح اول رئيس موريتاني منتخب ديمقراطيا ان «الاولوية هي لتأمين الطعام للشعب» في موريتانيا.

وفيما تعبر الماعز والخراف بين برك المياه القذرة في ازقة يغطيها التراب في «الدائرة السادسة» في العاصمة، يتداول السكان في استطلاع اجرته وكالة الصحافة الفرنسية موضوعا واحدا يتصدر مخاوفهم وهو الغلاء. وقال يونس دمبا سو الذي يعمل مدرسا في قرية بجنوب موريتانيا ان «الانقلاب يستوجب حتما الادانة اينما كان في العالم، لكن ولاية الرئيس سيدي (ولد شيخ عبد الله) تزامنت مع ارتفاع اسعار المواد الغذائية» في موريتانيا. ويؤكد هذا الاب لثلاثة اولاد الذي يرتدي ثوبا تقليديا بسيطا ازرق «المهم بالنسبة لنا هو تحسين ظروف العمال. الاولوية هي اطعام الشعب الموريتاني».

ووقع هذا البلد البالغ عدد سكانه 3.1 مليون نسمة والمصنف بين الافقر في العالم، مجددا الاربعاء في قبضة عسكرية بعد 15 شهرا على انتخابات رئاسية اعتبرت نموذجا للديمقراطية في افريقيا.

وسواء كانوا مؤيدين للانقلاب او معارضين له، فان جميع المارة يذكرون اول ما يذكرونه ازمة المواد الغذائية التي ادت الى ارتفاع اسعار سلع اساسية مثل الارز والزيت. ويؤكد احمد فال الذي يملك متجرا في هذه الضاحية ان «ما يهمني اكثر من اي شيء آخر هو تسهيل الحصول على المواد الغذائية وتخفيض اسعار» المنتوجات التي ارتفعت في الاشهر الاخيرة في موريتانيا.

وتقول فاطمة منت مينات الخمسينية التي تسكن حي عرفات بصراحة «انني مسرورة جدا للانقلاب»، موضحة «لم ار شيئا تغير منذ انتخاب (الرئيس) سيدي» في مارس (آذار) 2007 وفيما يأسف محمد يحيى سائق سيارة الاجرة لوقوع الانقلاب لان «الرئيس سيدي انتخب من قبل الشعب الموريتاني»، يؤيد ضيا بكار الميكانيكي الثلاثيني اطاحة الرئيس. ويقول الرجل البالغ من العمر 36 عاما وهو يواصل اصلاح باب سيارة انه «مسرور» لسيطرة العسكريين لان «رئيس الدولة لم يف بوعوده بتوفير عمل للشبان».

ويضيف «قبل وصول سيدي (الى السلطة)، كان سعر كيلو الارز 150 اوقية. اما الان فوصل الى 220 اوقية. كان لدينا من قبل الكثير من الزبائن ، اما الان فقد انقطع الزبائن». وفي حي دار نعيم عند اطراف العاصمة تجلس حواء مامادو سو ارضا مفترشة بساطا بلاستيكيا في منزلها من الآجر الاصفر المتقشر طلاؤه والذي يغص بعشرة اطفال. تقول حواء انها لم تسمع بالانقلاب، مضيفة «ما يهمني هو ان يعم السلام وان يأكل الناس بشكل افضل لان اسعار الارز والحليب والزيت والسكر كلها ارتفعت».