حملة إسرائيلية مكثفة ضد حزب الله ورسالة إلى دمشق تتذمر من تهريب الأسلحة

قلق أوروبي من تدهور عسكري بين إسرائيل وسورية والحزب

TT

تلقت اسرائيل عدة اتصالات ورسائل من دول أوروبية في اليومين الأخيرين، يتم فيها التعبير عن القلق من خطر تفجير المفاوضات السلمية الاسرائيلية ـ السورية، الجارية في اسطنبول بوساطة تركية، وخطر التدهور الحربي في المنطقة، وذلك في أعقاب تزايد الأحاديث الاسرائيلية عن «تهريب الأسلحة من سورية الى حزب الله».

وتسعى دول أوروبا المذكورة لاحتواء الأزمة قبل أن تتفاقم، فتهدد كل المنجزات السياسية في لبنان والمنطقة.

وكانت اسرائيل قد بدأت حملة اعلامية حول تعاظم القوة المسلحة لحزب الله في الشهرين الأخيرين بشكل خاص، ووجهت رسائل بهذا الخصوص الى الادارة الأميركية وبعض دول أوروبا. وقالت ان حزب الله أتم السيطرة على جبل صنين، الذي يعتبر موقعا استراتيجيا خطيرا في المنطقة، اذ يطل من جهة على طريق دمشق بيروت، ومن الجهة الأخرى على البحر الأبيض المتوسط. وخلال هذه السيطرة، تلقى حزب الله أسلحة جديدة متطورة من سورية ومن ايران عبر الأراضي السورية، بينها صواريخ مضادة للطائرات وللسفن الحربية. وقالت ان هذه الصواريخ تستهدف الطلعات الجوية الاسرائيلية في المجال الجوي اللبناني، والسفن الحربية الاسرائيلية والأميركية التي تبحر في البحر المتوسط.

وهددت اسرائيل بأنها لن تسمح بهذا الوضع بأي شكل من الأشكال، وأنها إذا لم تغيره بالطرق الدبلوماسية، فإنها «ستكون مضطرة الى تغييره بالقوة العسكرية».

وفي يوم الأربعاء الأخير، خصص المجلس الوزاري الأمني المصغر في الحكومة الاسرائيلية، جلسته الأسبوعية لهذا الموضوع. وقد حرصت الحكومة الاسرائيلية على اطلاع الإعلام على هذا البحث، من خلال التأكيد على ان «اسرائيل قلقة من الدور السوري في استمرار تزويد حزب الله بالأسلحة». وراح المعلقون العسكريون الاسرائيليون ذوو العلاقات الوطيدة بالأجهزة العسكرية، يشيرون الى أسماء مواقع يتم فيها تهريب الأسلحة. فذكروا مطار دمشق والطرق الملتوية بين سورية ولبنان، وبين ايران ولبنان عبر الأراضي السورية وبعض الأراضي العراقية. ويلمحون الى ان اسرائيل قد توجه ضربات عسكرية الى هذه المواقع. ويذكرون مرة أخرى بقصف منطقة دير الزور في سورية في شهر سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، الذي نفذته، حسب مصادر خارجية، طائرات سلاح الجو الاسرائيلية.

وقد اعتبر الأوروبيون الحملة الاسرائيلية المكثفة تهديدات جدية بتنفيذ عمليات حربية ضد سورية أو حزب الله، أو ضد كليهما معا، على الرغم من المفاوضات السلمية الجارية بين اسرائيل وسورية. وذكرت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية، أمس، ان رئيس الوزراء التركي، رجيف ردوان، نقل الى سورية رسالتين متناقضتين الى الرئيس السوري بشار الأسد، الذي التقاه قبل أسبوع، في الرسالة الأولى تأكيد على الرغبة في استمرار المفاوضات بينهما، ورفع مستواها الى مفاوضات مباشرة على مستوى وزاري، وفي الرسالة الثانية تذمر من استمرار تهريب الأسلحة الى حزب الله. وأكدت الصحيفة ان دبلوماسيين أوروبيين أعربوا عن قلقهم من كثافة الحديث الاسرائيلي عن الموضوع الثاني وأبعاده الخطيرة.