8 فلسطينيين من غزة مطاردين من حماس ترفض إسرائيل السماح لهم بالمغادرة

اثنان منهم يعانيان من أمراض مزمنة وأحدهم مطلوب «حيا أو ميتا»

TT

في دعوى عاجلة مقدمة إلى محكمة العدل العليا الإسرائيلية في القدس، كشف النقاب أمس عن مأساة أخرى من مآسي الصراعات الفلسطينية الداخلية، حيث يعاني ثمانية فلسطينيين، بينهم مريضان، من مطاردة رجال سلطة حماس في قطاع غزة، ويحاولون الهرب الى الضفة الغربية، ولكن السلطات الإسرائيلية ترفض السماح لهم بذلك. والثمانية هم من ناشطي فتح، فرض التعتيم على أسمائهم خوفا على أرواحهم. اثنان منهم يعانيان من أمراض مزمنة، وهما مشردان حاليا من دون أدوية. وأحدهم مطلوب «حيا أو ميتا»، وفقا لاعلان مكتوب عممته حركة حماس في القطاع. وحسبما جاء في الدعوى، يقطنون جميعا في حي باب الهوى في مدينة غزة. وقد داهمت بيوتهم ميليشيات حماس، بعملية عسكرية، تطلق خلالها الرصاص بشكل كثيف. فهربوا من بيوتهم. وعندما تمكنت الميليشيات من اقتحام البيوت واكتشفت انهم هربوا منها، راحوا يخرجون النساء والأطفال بالقوة، ثم أشعلوا النيران في هذه البيوت.

وقد هرب الثمانية الى حي مجاور، ومن هناك الى حي آخر، واختبأوا لعدة أيام. ولكن قبل ثلاثة أيام، شعروا بأن حصار حماس يضيق من حولهم، وان ناشطيها يقتربون من البيت الذي يختبئون فيه. فاضطروا الى الهرب من جديد. ولم يجدوا مكانا يأويهم، حيث انهم في كل مرة يصلون الى بيت ما، كان أصحابه يكرمونهم ثم يعتذرون منهم بأنهم يخافون بطش حماس ويطلبون منهم المغادرة في أقرب وقت. ولم يكن أمامهم سوى التوجه نحو المعبر الموصل الى اسرائيل ليطلبوا الانتقال الى الضفة الغربية عبر الأراضي الاسرائيلية. لكن المخابرات الاسرائيلية رفضت السماح لهم بذلك وقالت انها مستعدة لأخذ ثلاثة منهم فقط، شرط وضعهم في سجونها للتحقيق لأنهم مسجلون لديها كمطلوبين. وقد بقوا قرب سياج المعبر، اسرائيل تطلب منهم أن يتقدموا للاعتقال أو يعودوا الى غزة، وميليشيات حماس من الجهة الأخرى تنتظرهم للاعتقال أو للتعذيب، كما يقولون.

وقد وصلت قضيتهم بالصدفة الى تنظيم اسرائيلي يدعى «مركز الدفاع عن الفرد»، فقرر تبنيها. وتوجه الى سلطات الجيش فوجدها ترد بجفاء، كأنها تقول: «أتركوهم يصفون بعضهم بعضا». فقرروا التوجه الى المحكمة العليا باعتبار ان في المسألة قضية انسانية من الطراز الأول. ويشيرون في الدعوى الى ان اسرائيل قادرة على انقاذ ثمانية أرواح، ولكنها تمتنع عن ذلك من دون تفسير مقنع. ويكتبون: «مهما يكن من أمر، فإن القيم اللاانسانية التي يتبعها رجال سلطة حماس في قطاع غزة لا يمكن لأحد أن يحاسبها عليها. ولكن اسرائيل بوصفها واحدة من الدول التي تتبنى حقوق الانسان ووقعت على العديد من المواثيق الدولية التي تعنى بحقوق الانسان، لا يسمح لها أن تترك هؤلاء الناس المستضعفين يفقدون حياتهم وهي تتفرج من بعيد».

ومن المتوقع ان تبت المحكمة في اصدار أمر يلزم الحكومة الاسرائيلية أو لا يلزمها بإنقاذ الفلسطينيين الثمانية.

الجدير ذكره انه خلال الفترة، منذ بدأت ميليشيات حماس هجومها العسكري على حي الشجاعية في غزة، هرب الى اسرائيل 188 فلسطينيا معظمهم من عائلة حلس. وقد احتجزت اسرائيل العشرات منهم للتحقيق، حيث ان بعضهم مطلوبون للاعتقال لديها. وهي تحقق معهم حول نشاطهم المسلح وتحاول ابتزاز المعلومات منهم عن نشاطات حماس العسكرية، ومكان احتجاز الأسير الاسرائيلي جلعاد شليط، وقضية تهريب الأسلحة وغير ذلك. ومن ينتهي التحقيق معه يتم نقله الى الضفة الغربية، ولكن العشرات منهم ما زالوا معتقلين في اسرائيل.