اعتصام في طرابلس لإطلاق 330 موقوفا بتهمة الانتماء إلى «القاعدة» وحركات إسلامية

طرابلس (شمال لبنان):

TT

نفذ ذوو الموقوفين من قبل القضاء اللبناني بتهم الانتماء الى تنظيم «القاعدة» وحركات اصولية اخرى، وحيازة اسلحة، اعتصاما في ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) في طرابلس، بعد صلاة الجمعة امس، مطالبين بالافراج عنهم، او محاكمتهم عوض تركهم رهن «التوقيف على ذمة التحقيق». ورفع المعتصمون من نساء ورجال واطفال لافتات كتب عليها «اطلقوا سراح اسرانا في سجن رومية»، و«اطلقوا سراح المعتقلين الابرياء»، وذلك وسط اجراءات مشددة نفذتها وحدات من قوى الأمن الداخلي، التي اخلت الساحة ومحيطها من السيارات وسدت الطرق والمنافذ المؤدية اليها بالعوائق.

وافاد المعتصمون بانهم يطالبون بالافراج عن 330 موقوفا، منذ اكثر من سنة ونصف سنة، وان هؤلاء «يتعرضون للتعذيب للادلاء بافادات واقوال غير صحيحة». وذكروا ان الموقوفين بدأوا منذ الاثنين الماضي اضرابا عن الطعام، احتجاجا على استمرار توقيفهم والتعذيب الذي يتعرضون له. كما اكد المعتصمون ان تحركهم يأتي «لتسليط الضوء على هذه القضية».

ووسط صيحات التهليل والتكبير، سار المعتصمون في حلقة داخل الساحة، قبل ان يلقي الشيخ داعي الاسلام الشهال، مؤسس التيار السلفي في لبنان، كلمة دعا فيها الى «اطلاق سراح الموقوفين فورا»، معتبرا ان ابقاءهم بلا محاكمة امر غير مقبول.

وقد تعرض عدد من المعتصمين لعضو كتلة «المستقبل» النائب مصطفى علوش وحاولوا منعه من القاء كلمته. وقد قال: «ان القضية محقة. وجئنا للتضامن مع المعتصمين، لكن بعض المندسين ارادوا تشويه الاعتصام وافشاله». واضاف: «اخوتنا يطالبون بالعفو الكامل، لكننا نحن نطالب باحقاق الحق وتطبيق القانون والعدل وخصوصا المساواة. ولا يمكن السكوت على واقع وجود 330 معتقلا، بينهم المريض والعاجز، لا يزالون ينتظرون بت مصائرهم في السجون، مع ان الغالبية العظمى منهم قضت فترات تفوق ما يمكن ان تحكم به. والعشرات منهم استحقوا اخلاء السبيل، ومع ذلك فهم ما زالوا معتقلين بشكل اعتباطي. هذا اضافة الى ما بلغنا عن وسائل سحب الاعترافات بشكل خارج عن القانون وعن المبادئ الانسانية العامة». وطالب بانشاء لجنة تحقيق برلمانية متفرعة من لجنة حقوق الانسان النيابية للتحقيق في انتهاكات حقوق الموقوفين، آملا من القضاء «البت بالامر في اسرع وقت، واجراء المحاكمات العادلة بشكل شفاف وغير مبني على احكام مسبقة».

ولوحظ ان تيارات واحزابا اسلامية اعلنت عدم مشاركتها في الاعتصام، بعدما تبين لها ان الجهات الراعية متعددة، وليس لها برنامج موحد. ومن هذه الاحزاب «حزب التحرير الاسلامي».

من جهة اخرى، صدر عن قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه، البيان الآتي: «ليل امس (الاول) وفي مدينة طرابلس اقدم احد الاشخاص على رمي قنبلة صوتية في محيط مدرسة التفوق ـ بعل الدراويش من دون وقوع اي اصابات. وعلى الفور تدخلت قوة من الجيش وعملت بالتنسيق مع فرع مخابرات منطقة الشمال على عزل المكان وتفتيشه، حيث تم توقيف الفاعل وبوشر التحقيق معه لكشف ملابسات الحادث».