رئيس ديوان رئاسة كردستان: بارزاني وجه رسالة هامة لأبناء كركوك تقوم على الحوار

حسين كشف لـ «الشرق الأوسط»» عن لقاءات غير معلنة بين رئيس الإقليم وشخصيات تركمانية

مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، يصافح مستقبليه في كركوك اول من أمس (أ.ف.ب)
TT

كشف الدكتور فؤاد حسين، رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان العراق، عن لقاءات غير معلنة عقدها رئيس الاقليم مسعود بارزاني مع شخصيات تركمانية خلال زيارته الى مدينة كركوك اول من امس، واصفا هذه الزيارة بـ«التاريخية، كونه (بارزاني) يزور كركوك للمرة الاولى منذ رئاسته للاقليم، بل ومنذ سنوات طويلة سبقت ذلك التاريخ».

واعتبر حسين، في حديث لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مكتبه في اربيل امس ان «اهمية هذه الزيارة تكمن في الرسالة التي وجهها رئيس الاقليم الى المواطنين في كركوك بجميع اطيافهم، التركمان والعرب والاكراد، وهي رسالة سلام وحوار وفتح باب للحديث بين مواطن ومواطن، او بين مسؤول ومواطن»، منوها الى ان «اهم ما في هذه الرسالة وفيما طرحه الرئيس بارزاني هو تأكيده على ان الباب مفتوح للحوار مع اية جهة وبدون اية شروط من اجل الوصول الى حل مشترك والعمل سوية لوضع آليات العمل لاتفاق وطني عراقي يرضي الجميع».

واضاف رئيس ديوان رئاسة كردستان ان «تاثير هذه الرسالة كونها كردستانية وليست كردية، أي انها صادرة من اكراد وتركمان وعرب ومسيحيي الاقليم، وهي رسالة عراقية وطنية تخاطب الجميع من اجل وحدة الوطن والعراقيين وعندما يتم تفعيل هذه الرسالة عمليا فان الاوضاع ستتغير كثيرا خاصة اذا تم فتح باب الحوار والعمل المشترك».

واكد حسين ان بارزاني «كان قد التقى وبصورة غير معلنة شخصيات تركمانية في مكان هو غير القاعة التي التقى فيها بقية الفصائل»، مشيرا الى ان اللقاء مع الشخصيات التركمانية «كان مثمرا وجيدا». واوضح ان «شخصيات عربية وتركمانية سياسية ورجال دين، ومسيحية، كلدو آشوريين، من منظمات سياسية ورجال دين، حضرت اللقاء وان هناك حزبيين من التركمان والعرب لم يحضروا، ومع ذلك فان الرئيس اكد انه لم ولن يعادي حتى الذين يختلفون في مواقفهم السياسية او يعادون القيادة الكردستانية ما دام هناك متسع للحوار وللعمل المشترك من اجل ان تبقى كركوك لجميع العراقيين مثلما اقليم كردستان هو لجميع العراقيين».

وأشار حسين الى ان «الرئيس بارزاني ترك باب الحوار والتعاون مفتوحا ودعا جميع الفصائل العراقية في كركوك لاستمرار اللقاءات والحوار سواء معه او مع حكومة الاقليم مؤكدا على ان التعاون سيكون حتى مع من لهم سياسات او أجندات لا تلتقي مع سياسة قيادة الاقليم من اجل بناء آلية وطنية للتفاهم».

وقال رئيس ديوان رئاسة اقليم كردستان ان «تجربة اقليم كردستان واضحة امام الجميع، حيث يضم برلمان وحكومة الاقليم جميع المكونات العراقية الموجودة في الاقليم وللجميع ممثلوهم وهناك مدارسهم الخاصة ووسائل اعلامهم التلفزيونية والصحافية ومقرات احزابهم المحمية وان حرية الرأي مكفولة لهم تماما».

وعما يريده المختلفون مع قيادة الاقليم، قال حسين «المشكلة ليس معرفة ما يريدونه بل ما لا يريدونه، وهم يفكرون بان الاكراد يريدون الغاءهم سياسيا وهذا لم ولن يحدث اعتمادا على تجربة الاقليم»، مشددا على «اننا نؤمن بمبدأ الشراكة، وهو ليس تكتيكا سياسيا بل مسألة مبدئية لن نتخلى عنها وهذا ما أثبتته مسودة دستور الاقليم وممارسات برلمانه وحكومته، وان كلمة رئيس الاقليم في كركوك واضحة فهو ينادي بالشراكة الدائمة، فهذا البلد واقليم كردستان للجميع ونحن شركاء مع بقية العراقيين ونعتبر طريق الشراكة هو الاكثر نجاحا والحل لتقدمنا وتطورنا، كما نؤمن بمبدأ التعددية، وهذا ايمان راسخ في تفكيرنا وممارساتنا».

واعترف حسين بان «لنا اخطاءنا وهي اننا لم نعبر عن انفسنا بصورة كافية ولم ننجح في ايصال رسالتنا الى الاخرين بوضوح، وان الرئيس بارزاني كان هذه المرة اكثر وضوحا ومباشرة وشفافية في ايصال رسالته التي لم ولن تتضمن اية اشارة الى القوة بل كانت عبارة عن رسائل سلام ومحبة». واكد ان «الاكراد مع الدستور دائما، والدستور العراقي كفيل بحل كل الازمات ان وجدت، ومن يقف مع الدستور فهو معنا ولا خلاف لنا معه»، مشيرا الى ان «هناك أجندات خارجية أثرت على الوضع العراقي سواء في البصرة او غيرها من المدن، وهذه الاجندات هي التي تدخلت لشق البرلمان العراقي في قضية قانون الانتخابات مؤخرا، من غير ان نوجه أي اتهام لأية جهة عراقية».