وزير الخارجية الكويتي: إغلاق هرمز عقاب لدول مجلس التعاون الخليجي

قال إن الديون على بغداد قديمة لكننا لم نطالب بها ولن نسمح بأن تنتقص من لقمة العيش العراقية

TT

طالب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح إيران الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية، معتبرا عدم تجاوبها سيخلق رد فعل عالميا وعقوبات ستدخل المنطقة بتوتر جديد.

وشدد الشيخ محمد في تصريح نقلته وكالة الأنباء الكويتية أمس إثر لقاء له مع قناة العربية الإخبارية على أن الكويت «ضد استخدام القوة أو العمل العسكري ضد إيران ونطلب استمرار الحوار والتعامل من خلال القنوات الشرعية الدولية السلمية».

وزاد أن من حق طهران امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية و«دولة الكويت أعلنت تأييدها حق دول مجلس التعاون وإيران وأي دولة امتلاك الطاقة النووية السلمية، طالما خضعت لإشراف وأنظمة وقوانين وقواعد ونظم وكالة الطاقة النووية». وتمنى «على أصدقائنا في إيران معرفة أن عدم الاستجابة لقرارات الشرعية الدولية لن يعود بفائدة عليهم، ولا على أصدقائهم الذين يؤيدونهم في حق امتلاك الطاقة النووية السلمية».

وحول ما يثار عن نية طهران إغلاق مضيق هرمز، رفض وزير الخارجية الكويتي الحديث عن إغلاق مضيق هرمز وكأنه عملية موجهة ضد دول مجلس التعاون وليس ضد أمريكا، ومتى ما أغلق مضيق فإن دول مجلس التعاون هي التي ستتأثر.

ونصح الشيخ محمد طهران من باب الصداقة والأخوة والجيرة، «لأن هذه البحيرة نشترك فيها جميعا، والكلام عن إغلاق مضيق هرمز يؤثر علينا بشكل كبير، ليس الإغلاق وحده، إنما مجرد الحديث عن الإغلاق يخلق حالة من التوتر، وسيرتفع التأمين المفروض على السفن العابرة في هذا المضيق».

وكشف عن أن بلاده تدفع الآن «قيمة إضافية على الشحن نتيجة تصريح وقد يكون بالون اختبار أو حربا إعلامية، ما يؤثر فعليا علينا من جميع النواحي، لذلك فان الكلام الموزون والحذر مطلوب، فنحن أصدقاء لإيران».

وحول موقف الكويت من أي ضربة عسكرية متوقعة ضد إيران قال «صحيح أننا حلفاء لأميركا، ولها فضل كبير في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي، لكن في الوقت نفسه نحن صريحون مع الولايات المتحدة، وأعلنا موقفنا بصراحة، إننا ضد أي عمل عسكري ينطلق من الأرضي الكويتية ضد إيران، كما أننا ضد التصعيد على إيران، ولدينا الجرأة أن نتخاطب مع الحلفاء الأساسيين بما نراه لمصلحة الكويت والمنطقة، ولذلك نحن ضد استخدام القوة والعمل العسكري ضد إيران كما لم نكن راضين عن طريقة التعامل في العراق بعد سقوط صدام حسين، وكنا نحدث أصدقاءنا الأميركيين بشكل مستمر عن الأخطاء التي حدثت في العراق».

ورأى وزير الخارجية الكويتي أن الأجواء التي تعيشها المنطقة حاليا «ليست أجواء حرب، بل أجواء عمل دبلوماسي من خلال المنظمة الدولية، والشرعية الدولية، والعمل الدبلوماسي السياسي»، والكويت ستبقى على الحياد الإيجابي، وسننصح أصدقاءنا في إيران من خلال حوارنا المستمر معهم، فقد «كنت الأسبوع الماضي هناك، وتحدثت مع أصدقائنا وأشقائنا، ومع وزير الخارجية منوشهر متكي، وهم يعرفون موقف الكويت، وأعلنته في طهران، انه يجب على إيران أن تطمئن العالم حول سلمية البرنامج النووي، من خلال الالتزام بالبرتوكولات التي حددتها وكالة الطاقة النووية، والمدير العام للوكالة محمد البرادعي صديق وليس عدوا، وإذا كان غير مرتاح من البرنامج، فإن العالم بأسره لن يكون مرتاحا».

وحول اعتزام الإيرانيين ضرب القواعد الأميركية في الخليج متى ما تعرضوا لضربة عسكرية، قال الشيخ محمد «أنا لم اسمع هذا الكلام، وما سمعته انه في حال تعرض إيران لاعتداء عسكري فإنها سوف ترد على كل المواقع التي انطلقت منها العمليات العسكرية، وهذا حق مشروع، وهو حق الدفاع عن النفس، وأنا لا أنازع أحدا على حماية نفسه».

وعن الديون الكويتية المستحقة على العراق، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد صباح السالم أن «الديون الكويتية على العراق هي ديون قديمة، لم تطالب بها الكويت، وعلى العراق أن يدفع فوائدها، وهذه حقوق للشعب الكويتي، لكن لن نسمح بأن تكون هذه الديون عبئا على العراق، أو أن تنتقص من لقمة العيش العراقية».

وأضاف أن ديون العراق للكويت «جرت في إطار تعاقدات رسمية ذهبت إلى مجلس الأمة (البرلمان) وصوّت آنذاك بمنح العراق هذه الديون بشفافية كاملة، وقد قبلها العراق ولم تكن ديون شخصية، إنما ذهبت إلى الحكومة العراقية وهي مسجلة على هذا الأساس، وعليه فإن إلغاء الديون يجب أن يمر بنفس القنوات الدستورية والرسمية، وأود أن أؤكد مرة أخرى أن الديون العراقية لم ولن تكون عبئا على المواطن العراقي ولن نسمح بذلك».

يذكر أن هذه المرة الثانية التي يتطرق فيها وزير الخارجية للملف الإيراني خلال أسبوع، إذ سبق له الثلاثاء الماضي أن اعتبر التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز تلويحا «بمعاقبة دول مجلس التعاون، وهذا أمر غريب ومستغرب، كون دول مجلس التعاون عبرت عن تأييدها حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية».