مصدر فلسطيني: مصر تقلص جهود الوساطة بين فتح وحماس بعد أحداث «الشجاعية»

قال إن هناك خلافات عميقة بين حماس والقاهرة حول التعاطي مع قضية شليط

TT

ذكر مصدر فلسطيني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» أن مصر قلصت إلى حد كبير الجهود التي تبذلها من اجل الدفع نحو حوار وطني بين حركتي فتح وحماس.

وأضاف المصدر أن تراجع الدور المصري يرجع الى استياء القاهرة من الأحداث الأخيرة التي شهدتها الأراضي الفلسطينية بعد تفجيرات غزة، وشعور المسؤولين المصريين أن أحداث الشجاعية وما تبعها من أحداث زادت الشرخ بين حركتي فتح وحماس وجعلت إمكانية الجسر بين مواقفهما أكثر صعوبة. وأكد المصدر أن مصر تحمل حركة حماس الجزء الأكبر من المسؤولية عن هذه الأحداث بعد أن اقتنعت بوجهة النظر التي نقلتها لها الرئاسة الفلسطينية. وأشار المصدر الى أن هناك العديد من مظاهر التوتر في العلاقة بين حماس ومصر باتت تطفو على السطح، سيما التصريحات التي أدلى بها نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق الذي طالب مصر بالوقوف على نفس المسافة من كل من حركتي فتح وحماس، ملمحاً الى تحيز القاهرة لفتح. وأكد المصدر أن حماس غضبت من رفض مصر الأسبوع الماضي السماح بخروج وفد برلماني من نواب حركة حماس برئاسة رئيس المجلس بالإنابة احمد بحر لزيارة عدد من الدول العربية والإسلامية.

وأكد المصدر أن هناك خلافات عميقة بين حماس ومصر حول التعاطي مع قضية الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شليط، حيث تتهم الكثير من الأوساط في حماس القاهرة بالتسويف في الوساطة مع إسرائيل الى جانب عدم قيامها بتبني الشروط التي تضعها الحركة للإفراج عن الجندي. ونوه المصدر الى أن هناك دعوات عديدة داخل حماس لإخراج ملف شليط من يد مصر وتسليمه لوسيط أوروبي، ولا تخفي بعض الأوساط في الحركة تحمسها لتسليم الملف للوسيط الألماني الذي توسط بين حزب الله وإسرائيل في كل صفقات تبادل الاسرى بين الجانبين. من ناحية ثانية ذكرت مصادر فلسطينية أن بعض الشخصيات الفلسطينية المقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة حماس تقوم بمحاولة التوسط بين الجانبين لنزع فتيل الأزمة المتفجرة بين الجانبين. واكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن هذه الشخصيات اعدت قوائم بأسماء معتقلين من حركة فتح لدى الاجهزة الامنية التابعة لحماس ومعتقلين من حماس لدى الاجهزة الأمنية وقامت عرضها على كل من ابومازن ورئيس الوزراء الفلسطيني المقال اسماعيل هنية.

وأشارت المصادر الى أنها تلقت وعوداً من ابو مازن وهنية بالنظر بشكل ايجابي في اطلاق سراح المعتقلين السياسيين، باستثناء الأشخاص الذين يثبت تورطهم في عمليات التفجير. وكانت الاجهزة الامنية التابعة لحكومة سلام فياض قد اقدمت مساء اول من امس على اغلاق أربع جمعيات خيرية ومتجرين في مدينة الخليل أقصى جنوب الضفة الغربية بحجة ارتباطها بحركة حماس. وقال مصدر امني فلسطيني إن الجمعيات التي اغلقت تستخدم من قبل حماس لجمع الأموال لصالحها، والتحريض على السلطة الفلسطينية. من ناحيتها اعتبرت حركة حماس في بيان صادر عن الناطق باسمها فوزي برهوم ان إغلاق المؤسسات الخيرية في الخليل «يؤكد نهج رئيس السلطة محمود عباس باستمرار تصفية حركة حماس والتضييق على الشعب الفلسطيني»، معتبرة أن هذه الأعمال القمعية تأتي» من أجل تهيئة الأجواء للمشاريع الصهيو ـ أميركية».

واضاف برهوم إن استمرار هذه العمليات من حملات الإغلاق والاعتقال التي تمارسها السلطة في الضفة المحتلة، «تأتي في إطار تركيع وتجويع الشعب الفلسطيني وجعله يقبل بأي حلول هزيلة تفرضها الإدارة الأميركية والكيان الصهيوني» على حد تعبيره.