جون إدواردز بعد افتضاح علاقته: أنا خجل من سلوكي.. وبدأت أعتقد أنني أناني ونرجسي

أوباما رفض التعليق على الأمر ولكن مصادر في حملته أكدت العمل على استبعاده عن أي تجمع انتخابي للمرشح

TT

هزت فضيحة جنسية جديدة الولايات المتحدة، بعد أن افتضح المرشح الديمقراطي السابق للانتخابات الرئاسية جون إدواردز، واضطر الى الاعتراف بأمر ظل ينكره ويكذب بشأنه طوال الفترة الماضية ومنذ خوضه الانتخابات الرئاسية. واعترف إدواردز قبل يومين بأنه أقام علاقة مع مخرجة أفلام كانت تعمل في حملته الانتخابية، لكنه أنكر أبوته للطفل البالغ من العمر خمسة أشهر. وصرح أمس بأنه على استعداد لإجراء اختبار أبوة ليثبت أنه ليس أبا لطفل ريلي هانتر، المرأة التي ارتبط لعلاقة بها.

وقال إدواردز إنه خجل من سلوكه وأنه يعتذر لكل أولئك الذين وثقوا به. وقال في بيان أصدره في محاولة تبرير علاقته: «لقد بدأت أعتقد أنني أناني ونرجسي إلى حد بعيد. اذا كنتم تريدون معاقبتي، تفضلوا. ولكن لا يمكنكم معاقبتي أكثر مما أنا عاقبت نفسي». وقال السيناتور الديمقراطي عن ولاية كارولينا الشمالية إن العلاقة توقفت في العام 2006 واعترف بها عقب ذلك لزوجته إليزابيث، وقال لبرنامج نايت لاين الذي تذيعه محطة «إيه بي سي» الإخبارية ان زوجته كانت غاضبة جدًا، وقال إنه شعر بالغضب لأنه لم يخبرها عن الزيارة السرية التي قام بها لريلي هانتر في كاليفورنيا. وخلال حملته الانتخابية، دائمًا ما كان ادواردز يتحدث عن أهمية القيم والأسرة، حيث خاض السباق مع زوجته التي كانت تعاني من سرطان للثدي غير قابل للشفاء. وفي أكتوبر (تشرين الاول) رفض إدواردز أحد التقارير الصحافية التي وردت في صحيفة ناشيونال إنكويرر وتحدثت عن اقامته علاقة مع هانتر البالغة من العمر 44 عامًا. ووصف هذه التقارير بأنها محض كذب وهراء. وكان فريد بارسون المحامي الذي شغل منصب المدير المالي لحملات الدعايا لانتخابية لإدواردز في العام 2004 وهذا العام، قد صرح في مقابلة معه بأنه كان يرسل مبلغًا من المال إلى هانتر دون علم إدواردز وقد ساعدتها تلك الأموال على الانتقال من نورث كارولينا إلى منزل في سانتا باربرا يقدر ثمنه بمبلغ 3 ملايين دولار. وقد تمكن المساعد السابق لإدواردز، أندرو ينج الذي يزعم أنه أب للطفل، من الانتقال إلى منزل قيمته 4 ملايين دولار بفضل هذه المساعدات المالية.

وصرح إدواردز أنه لم يكن يعلم أن المال يوجه لمساعده دون علمه. وقال محدثًا بوب ودروف المذيع في قناة «إيه بي سي» إنه قضى خمس ساعات مع هانتر الشهر الماضي في أحد فنادق بيفرلي هيلز يحاول إقناعها بالعدول عن نشر تفاصيل علاقتهما، لكن الصحيفة نشرت هذا الأسبوع ما قيل إنه صور لإدواردز يحمل طفل هانتر. ومن ناحيتها قالت هانتر «إن ينج هو والد الطفل».

وقال ديفيد إي بونيور الذي أدار حملة إدواردز الانتخابية، إن السيناتور خان كل الذين وثقوا به وأن مستقبله السياسي انتهى عند هذا الحد. أما زوجة أدواردز اليزابيث، فقالت في تصريح نشر على موقع «ديلي كي أو إس»: «إن جون ارتكب خطأً جسيمًا في 2006 والحقيقة أن ذلك الخطأ ارتكبه الكثيرون قبله.. ولكنه أخبرني بالامر ونحن بدأنا عملية طويلة ومؤلمة منذ العام 2006، عملية بدت أسهل، رغم غرابة الامر، عندما تم تشخيصي بمرض السرطان من جديد في العام 2007... أنا لفخورة بشجاعته في مواجهة الخطأ الذي اقترفه». أما جنيفر بالميري التي كانت محامية لإدواردز لمدة طويلة، فقد قالت لقناة «سي إن إن»، إن إدواردز اعتذر لفريق عمله في أحد المؤتمرات. وكان إدواردز قد صرح بأنه أعلن عن علاقته تلك لأنه لم يعد يتحمل الاتهامات التي تكيلها له صحف التابلويد وأضاف إن زوجته تدعمه إلى حد بعيد. وكان عدد من المصادر الإعلامية قد فحص تلك الادعاءات لكن هذه المصادر تراجعت عن نشر الأدلة بسب نقصها. وعند نفيه للأخبار، كان إدواردز يقول: «إني أحب زوجتي التي قضيت معها 30 عامًا وكل من حولنا يعلمون أنها إنسانة رائعة بحق».

وكان العديد من الصحافيين قد أحجموا عن نشر الخبر شفقة على زوجته إليزابيث المريضة. واتهم بعض الجمهوريين المحافظين الصحافة بأنها تصمت لأن إدواردز ديمقراطي، وقال شين هانيتي في محطة «فوكس نيوز": "لو كان ذلك ديك تشيني أو أي جمهوري آخر أعتقد أنه سيكون هناك تغطية أكثر من الصحافيين». وكانت هانتر قد تحدثت إلى مجلة نيوزويك في العام 2006، وقالت إنها تعرفت على إدواردز في إحدى الحانات في نيويورك حيث كان يعقد أحد اجتماعات عمل وأنها بدأت العمل معه على سلسة افلام وثائقية لابراز «جون ادواردز الحقيقي». وقالت إن لقاءها بإدواردز كانت تجربة غيرت حياتها وأنه كان ملهمًا لها. وقد دفع ادواردز لهانتر مقابل عملها مبلغا قدره 114 ألف دولار. ومن غير المتوقع أن يحظى إدواردز بأي فرصة للعمل ضمن إدارة المرشح الديمقراطي باراك أوباما حال فوزه بالرئاسة، بيد ان التاريخ الأميركي مليء بأمثلة على الصفح. وعلى مدى الأعوام المقبلة، فإنه يمكن أن يكون له مستقبل سياسي إذا ما رغب في ذلك. وقال دان شونر الاستراتيجي الجمهوري بأنه من الممكن لإدواردز أن يستأنف نشاطه في غضون أربع إلى ثماني سنوات وأن الشعب الأميركي معتاد على مثل هذا التصرف من زعمائه السياسيين. وقد رفض المرشحين الجمهوري والديمقراطي جون ماكين وباراك أوباما التعليق على الامر، وقال ماكين عندما سئل: «ليس لدي تعليق». أما هيلاري كلينتون، المرشحة الديمقراطية السابقة للانتخابات الرئاسية، فقالت عندما سئلت: «ليس لدي شيء أقوله سوى أن صلواتنا مع عائلته». وعلى الرغم من أن حملة أوباما رفضت التعليق على الموضوع، الا ان ثلاثة مصادر داخل حملته أكدت ان هناك مسعى لاستبعاد ادواردز عن أي تجمع انتخابي لاوباما وانه هناك محاولات للتأكد من أنه لم يلق كلمة في مؤتمر الحزب في نهاية الشهر الحالي.

* خدمة «واشنطن بوست» الخاصة بـ«الشرق الأوسط»