المخابرات الإسرائيلية تطالب بالعودة لاجتياح غزة

قالت إن التهدئة تؤدي إلى تقوية حماس

TT

على عكس موقف الجيش الإسرائيلي وغالبية قيادته، تصر قيادة جهاز المخابرات العامة (الشاباك)، على ان التهدئة في قطاع غزة تلحق ضررا بالمصالح الإسرائيلية، وتسعى إلى التخلي عنها واللجوء إلى لغة القوة وتنفيذ عملية اجتياح واسع يطيح بحكم حماس هناك. وقالت مصادر اسرائيلية مطلعة، في نهاية الأسبوع، ان النقاش عاد ليحتدم بين القيادات العسكرية والأمنية الاسرائيلية في هذا الموضوع وان المخابرات قررت تجديد طلبها من الحكومة أن تنسحب من اتفاق التهدئة، التي كانت قد توصلت اليه مع حماس بالوساطة المصرية قبل شهرين، وتعود الى الخطة العسكرية الجاهزة للاجتياح. ونقل على لسان رئيس الشاباك، يوفال ديسكين، قوله ان الشهرين الماضيين أكدا صحة موقفه من أن التهدئة تؤدي الى تقوية حماس وليس اضعافها وانها تؤدي الى ابعاد احتمال اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الأسير، جلعاد شليط، على عكس التقيمات السابقة في الجيش من انها توفر أجواء ايجابية للإسراع في اطلاق سراحه. ويرى ديسكين ان التهدئة أدت الى كسر الحصار الدولي لحكومة حماس في قطاع غزة بأيدي اسرائيل، حيث انها عادت لتفتح المعابر والسماح بنقل الأغذية والأدوية وغيرها من البضائع، مما خفف من الضغط الجماهيري على حماس وعزز الشعور في الشارع الفلسطيني بأن اسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة التي تتبعها حماس. ويضيف ان حماس تستغل هذا الوضع ليس فقط لتعزيز حكمها وتثبيته وتصفية آخر قواعد لخصومها من فتح، بل تعزز من قواتها العسكرية أيضا، فهي تواصل تهريب الأسلحة من سيناء المصرية الى قطاع غزة بنفس الوتيرة السابقة، وتواصل تدريباتها على الأسلحة الجديدة التي تصل اليها من حزب الله اللبناني ومن ايران عبر البحر وعبر البر، وتستغل الالتزام الاسرائيلي بالتهدئة لكي تزرع الألغام والعبوات الناسفة على الطرق المتوقع أن يسلكها الجيش الاسرائيلي في عملياته القادمة.

ويؤكد ديسكين ان في مثل هذا الوضع لم تعد هناك مصلحة لدى حماس بالمفاوضات لاطلاق سراح شليط في صفقة تبادل أسرى، إذ ان غالبية قيادة الحركة تعتبر الجندي الأسير كنزا يجب الحفاظ عليه في دهاليز الأسر في قطاع غزة، وترى ان وجوده في الأسر هو الضمان الوحيد لمنع هجوم اسرائيلي على القطاع، وهي مستعدة لابقاء ألف أسير فلسطيني، متوقع اطلاق سراحهم في اطار الصفقة المذكورة، محبوسين في السجون الاسرائيلية، حتى لا تحرر شليط وتهدد نظام حكمها في القطاع.

ويقول ديسكين، حسب تلك المصادر، ان اسرائيل أوقعت نفسها في مطب كبير حينما وافقت على التهدئة، فهي من جهة لا تجد جدوى في المفاوضات لاطلاق سراح شليط، ومن الجهة الثانية لا تستطيع التصرف بحرية ضد حكم حماس، لكي لا تخرق اتفاق التهدئة. وفي الحالتين باتت في خسارة كبرى، ولا بد من تغيير هذا الواقع، من أجل الحفاظ على المصالح الاسرائيلية.

لكن الجيش الاسرائيلي بالمقابل يرى ان التهدئة لا تفيد حماس وحدها في التدريب العسكري، بل تفيد اسرائيل أيضا، فهو أيضا، أي الجيش الاسرائيلي، يتدرب على عمليات اجتياح قطاع غزة واسقاط حكم حماس. ويرفض الجيش الاسرائيلي رؤية المخابرات لنصف الكأس الفارغ، ويقول ان حماس تلتزم بالتهدئة وتبذل جهودا خارقة لضمان نجاحها وتثبت انها قادرة على ضبط الأمن في القطاع والسيطرة على جميع الفصائل الفلسطينية المسلحة ولا تتردد في الدخول في مواجهات عسكرية دامية لكي تثبت لاسرائيل انها قادرة على منع التنظيمات المسلحة من اطلاق الصواريخ باتجاه البلدات الاسرائيلية. ولا يرى الجيش ان حماس تدير مناورات مع اسرائيل في موضوع صفقة تبادل الأسرى، بل ترى ان «هناك نقاشا جديا داخليا في صفوف حماس حول هذه الصفقة، وعلى اسرائيل أن تتحلى بالصبر وتنتظر كيف سيحسم هذا الخلاف». ونقل على لسان رئيس أركان الجيش، جابي اشكنازي، قوله ان «حماس تعرف جيدا ان عرقلة الصفقة لاطلاق سراح شليط هو تجاوز لا يسمح به الجيش الاسرائيلي بأي حال من الأحوال. وان الرد الاسرائيلي على ذلك سيكون قاسيا. ولذلك فلا مبرر لمخاوف المخابرات في هذه المرحلة».