الحركة الإسلامية في السودان تختار نائب الرئيس طه أمينا لها

بايعت البشير وأيدته في مواجهة الضغط الدولي

TT

اختار المؤتمر العام للحركة الإسلامية في السودان الموالية لحزب المؤتمر الحاكم في البلاد نائب الرئيس علي عثمان محمد طه أمينا عاما للحركة بـ«الإجماع»، بعد أن حسم جدلا في أروقته حول ترشيح الرئيس البشير لمنصب الأمين العام للحركة. وانتخب المؤتمر الدكتور عبد الرحيم علي رئيسا للحركة الإسلامية، ومحمد بشير عبد الهادي مقرّرا، تنوبه الدكتورة عائشة الغبشاوي. ورفعت في الجلسة الختامية من درجة الاحتياطيات الأمنية في مكان المؤتمر «ارض المعارض» بالخرطوم، ونظر الجناح الاخر للحركة الاسلامية الموالية للدكتور حسن الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض إلى المؤتمر بانه حكومي.

وبرر التيار المؤيد لترشيح البشير حسب المصادر المتطابقة ذلك بانه يمثل تعبيرا عن دعم الحركة له في مواجهة مذكرة مدعي المحكمة الجنائية الدولية التي توصي باصدار امر بتوقيفه بتهمة ارتكاب جرائم حرب في اقليم دارفور، فضلا عن اعتقاد قطاع واسع داخل التنظيم بأن طه منشغل عن الحركة بقضايا وملفات تتعلق بالرئاسة وان المنصب يتطلب قيادات متفرغة بما يستدعي اجراء تعديل في الأمانة العامة. وقالت المصادر ان قادة الحركة بايعوا البشير في الجلسة الافتتاحية، بما يعني تأييده في مواجهة الضغط الدولي، وقطعت بأن الأعضاء تلقوا تنويرا داخليا بأهمية الابقاء على الهيكلة السابقة.

واصدر المؤتمر جملة توصيات حول الأزمة في دارفور وابيي واتفاق السلام الشامل، ودعا الى ضرورة الانفتاح على القوى السياسية الاخرى، باعتبار ان المرحلة تتطلب مشاركة الجميع في مواجهة المخاطر المحدقة بالبلاد. وشارك في المؤتمر نحو اربعة الاف شخص من العاصمة والولايات، بينهم اكثر من 1500 امراة، كما حظي المؤتمر بمشاركة خارجية واسعة، ومن بين المشاركين خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس».

وفي لقاء مع الوفود المشاركة في المؤتمر الذي استغرق ثلاثة ايام، جدد البشير ان مذكرة المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس اوكامبو أسهمت في توحيد الصف الداخلي بصورة كبيرة لم يشهدها السودان من قبل، وقال ان تلك الدعاوى باطلة هدفت الى زعزعة استقرار وامن السودان وايقاف مسيرة التنمية التي يشهدها حاليا.

وقال ان «الابتلاءات التي يتعرض لها السودان لن تزيده الا قوة في المضي قدما وان السودان ماض في مشروعات التنمية والسلام»، واضاف ان مشكلة دارفور هي احدى حلقات التآمر ضد السودان بسبب رفضه الهيمنة الاستعمارية، حسب تعبيره. وحمل الرئيس السوداني على الأعلام الغربي، وقال «انه مدعوم من جماعات الضغط عملت على تشويه صورة السودان بدعاوى التطهير العرقي والابادة الجماعية في دارفور».