سلفاكير لمبعوث بوش: توقيف البشير ليس في مصلحة اتفاق السلام

المبعوث الأميركي للسلام في السودان: لسنا طرفا في قرار المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير

TT

قال الفريق أول سلفا كير ميارديت، النائب الأول للرئيس السوداني، إن توقيف الرئيس عمر البشير ليس فيه مصلحة السودان واتفاق السلام الشامل، و«ستكون له انعكاسات سلبية على دول الجوار، التي تعيش معظمها حالة عدم استقرار، الأمر الذي يتطلب دراسة عميقة للقرار وتداعياته». جاءت تصريحات سلفا كير عقب لقائه امس المبعوث الأميركي الخاص للسودان ريتشارد وليامسون.

وبحث الجانبان الأوضاع في منطقة ابيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، وإقليم دارفور بغرب السودان، وتداعيات مذكرة مدعي المحكمة الجنائية الدولية ضد البشير. وأضاف سلفا كير ردا على تساؤلات المبعوث الأميركي حول الأوضاع في ابيي، أن الحكومة السودانية قامت بتشكيل إدارة للمنطقة «وبدأ المواطنون في العودة الطوعية لقراهم». وأكد أنه «سيتم نشر قوات الشرطة لحفظ الأمن والاستقرار لعودة جميع النازحين إلى المنطقة». من جانبه شدد ريتشاد وليامسون مبعوث الرئيس الأميركي الى السودان، على ان بلاده ليست طرفا في أي قرار يصدر عن المحكمة الجنائية الدولية، يتعلق بالسودان، في اشارة لمذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية ضد الرئيس السوداني عمر البشير. وسيتوجه المبعوث اليوم الى مدينة ابيي للوقوف على الاوضاع، بعد الاتفاق الاخير بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني، الذي استبقا به زيارة وليامسون للخرطوم بتعيين ادارة مؤقتة للمنطقة. وقال البرتو فرنانديز القائم بالاعمال الاميركي في السودان، ان وليامسون سيزور اليوم منطقة ابيي، ضمن جولته للبلاد، للوقوف على الاوضاع بعد تشكيل مؤسسة الرئاسة لادارة جديدة للمنطقة، وجدت ترحيبا من واشنطن، مشيراً الى ان وليامسون سيتوجه الاثنين القادم لمدينة الفاشر (عاصمة دارفور) في اطار مهمته. وقال وليامسون، عقب لقائه امس سلفا كير، «لسنا طرفا في أي قرار يصدر عن المحكمة الجنائية الدولية، ولكننا كدولة ذات نفوذ لنا علاقة بتأثيرات مثل هذا الإجراء على مصالحنا». واعتبر وليامسون قرار الرئيس البشير بتعيين إدارة مؤقتة لمنطقة ابيى المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان، مؤشراً ايجابيا لحل المشكلة، لكنه تساءل عن ترتيبات عودة نازحي المنطقة وسير العمليات الاغاثية للمتضررين من الصراع. وطالب وليامسون بالاسراع في نشر قوات الشرطة في ابيي لتسهيل عملية اعادة السكان، الذين شردتهم المعارك الاخيرة بين الجيش الحكومي وجيش الحركة الشعبية في مايو (آيار) الماضي، التي ادت لمقتل العديد وسط القوات والمواطنين، وعبر عن تقدير الرئيس الاميركي جورج بوش لحكمة شريكي اتفاق السلام الشامل لتجاوز ازمة ابيي واحتواء التوتر الذي وقع أخيرا بالمنطقة، موضحا ان تعيين الادارة المؤقتة لابيي تعتبر مؤشرا للحل النهائي للمشكلة. وذكر المبعوث الاميركي انه بحث مع سلفا كير تطورات الأوضاع بدارفور والجهود المبذولة وتهيئة الأجواء لإجراء الحوار السياسي للتوصل إلى حل لمشكلة دارفور. من جهته أكد الرئيس السوداني عمر البشير أمس أن «ادعاءات المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو أسهمت في توحيد الصف السوداني الداخلي بصورة كبيرة لم يشهدها السودان من قبل». وأوضح البشير لدى لقائه بمقر إقامته الوفود المشاركة في المؤتمر السابع للحركة الإسلامية السودانية أن «تلك الدعاوى باطلة وهدفت إلى زعزعة استقرار وأمن السودان وإيقاف مسيرة التنمية التي يشهدها حاليا».

وأكد البشير أن «السودان ماض في مشروعات التنمية والسلام وأن الابتلاءات التي يتعرض لها لن تزيده إلا قوة في المضي قدما». وأضاف أن «مشكلة إقليم دارفور بغرب السودان هي إحدى حلقات التآمر ضد السودان، بسبب رفضه الهيمنة الاستعمارية». وقال البشير إن «وسائل الإعلام الغربي المدعوم من جماعات الضغط الدولية عملت على تشويه صورة السودان بدعاوى التطهير العرقي والإبادة الجماعية في دارفور».