مكتب الصحافة الحكومي في إسرائيل يمهل «الجزيرة» أسبوعاً ويؤكد تلقيه بياناً توضيحياً منها

قال إنه يريد إطلاعه على تفاصيل التحقيق الداخلي الذي أجرته القناة القطرية حول برنامجها

صورة ضوئية من البيان المرسل من مكتب قناة الجزيرة القطرية
TT

أكد داني سيمون، مدير مكتب الصحافة الحكومي في اسرائيل، أمس أنه تلقى بالفعل بيانا من قناة «الجزيرة» الفضائية القطرية صادراً باسم المدير العام للقناة، وضاح خنفر، تصف فيه القناة برنامج الحوار المفتوح الذي أثار غضب إسرائيل بأنه ينتهك قواعدها الأخلاقية. وجدد سيون موقفه الذي يطالب فيه القناة بإطلاعه على تقييمها الداخلي الذي أجرته بشأن البرنامج المذكور، قائلا إنه يريد ما يثبت «أن الجزيرة استفادت من الدرس وستصحح مسارها». وجاء كلام مدير مكتب الصحافة الحكومي في اسرائيل في الوقت الذي حاولت فيه بعض الدوائر إثارة الشكوك حول إرسال قناة «الجزيرة» البيانَ التوضيحي للحكومة الإسرائيلية الذي تعتبر فيه أن بثها برنامجا قدمه مذيعها غسان بن جدو جرى فيه الاحتفال بإطلاق عميد الأسرى اللبنانيين السابقين في إسرائيل، سمير القنطار، انتهاكا خطيرا لقواعدها الأخلاقية. وكانت بعض وسائل الإعلام قد نقلت عن مسؤول في «الجزيرة» قوله إن ما نشر «عارٍ من الصحة ولا أساس له مطلقاً»، مشيرا إلى ما نشر في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية. وقال إن القناة لا تعتزم إصدار بيان أو تكذيب «لأن القناة تعودت على الأكاذيب». وبينما تمسكت «هآرتس» بما نشرته، أعلن مدير مكتب الصحافة الحكومي أمس أن مكتب «الجزيرة» في القدس أرسل له أواخر الأسبوع الماضي البيانَ التوضيحي المذكور، كما أرسله أيضا إلى عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية.

واتصلت «الشرق الأوسط» بمكتب «الجزيرة» في القدس، فأكدوا أنهم أرسلوا البيان المذكور إلى مكتب الصحافة الحكومي ولعدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية, وتحتفظ «الشرق الأوسط» بالتسجيل.

وحصلت «الشرق الأوسط» على نص البيان من مكتب الجزيرة بالقدس, كما حصلت على نفس البيان (البريد الالكتروني ومرفقاته) من مكتب الصحافة الحكومي الاسرائيلي و من صحيفة هارتس.

وكان سيمون قد استدعى مدير مكتب «الجزيرة»، وليد العمري، لإبلاغه بغضبِ إسرائيل من قيام مكتب «الجزيرة» في بيروت بالاحتفال بإطلاق سراح القنطار، وهو الاحتفال الذي عزفت فيه الموسيقى، وقدم للقنطار سيفٌ ليقطعَ به كعكة كبيرة. وقال سيمون أمس: «أبلغت العمري أن ذلك التصرف كان فوق الاحتمال، ودليلا على ان «الجزيرة» لم تتصرف بمهنية».

واضاف سيمون أن العمري وعده بإطلاعه على نتائج التحقيق الذي ستجريه القناة القطرية. وبعد ذلك، عمم مكتب «الجزيرة» في القدس على الصحف الاسرائيلية البيانَ الصادرَ باسم خنفر الذي جاء فيه: «اجتمعت هيئة التحرير لقناة الجزيرة اليوم (امس) لمناقشة برنامج «حوار مفتوح» الذي بثته الجزيرة العربية في 19 يوليو (تموز) الماضي. وتوصلت إلى أن العديد من العناصر في البرنامج انتهكت ميثاق اخلاقيات «الجزيرة». القناة تعتبر هذه الانتهاكات خطيرة جدا، وسوف تقيم الاجراءات الواجب اتخاذها. كما طلبت من مدير البرامج في القناة ان يستحدث الاجراءات اللازمة، التي تضمن أن انتهاكات مماثلة لن تتكرر في المستقبل».

وقال سيمون: «ان البيان الذي وصلني من «الجزيرة» مهم وإيجابي ولكنه لا يكفي. فأنا أريد أن أرى التقرير الداخلي الذي بحثت فيه الجزيرة هذا الموضوع ولخصت فيه نتائج التحقيق. فإذا وجدت فيه ما يدل على انهم تعلموا الدرس فعلا ورأوا في هذا التقرير خطأ ووعدوا بأنه لن يتكرر، فإن القضية تصبح من ورائنا. ولكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فإنني سأواصل المقاطعة بالامتناع عن تقديم خدمات لطواقم الجزيرة في البلاد». وأضاف سيمون، أمس، انه سينتظر أسبوعاً حتى يرى التقرير، فإذا لم يصل فسوف تشعر «الجزيرة» برده. وردا على سؤال حول مضمون هذا الرد، قال انه متعدد، مضيفاً «أن موظفي الجزيرة كانوا يأتون الى مطار اللد، فيواجهون بالمشاكل من رجال الأمن، فأستيقظ منتصف الليل لكي أساعدهم، وأنا لست ملزماً بذلك. الآن سيحتاجون لخدمات كهذه، حيث ان الموظفين الكبار سيأتون الى قطاع غزة، وسنرى كيف سيدخلون. غدا يأتي الوقت لتجديد البطاقات الصحافية، وسنرى كيف سيغدو حالهم». وكشف سيمون ان وزارة الخارجية الاسرائيلية كانت قد أجرت اتصالات مع ادارة «الجزيرة» قبل ثلاثة شهور حول سياسة النشر التي تتبعها، والتي تعتبرها إسرائيل مروجة للارهاب. وقال ان مواقفه تجاه «الجزيرة» تلقى دعما من مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ومن وزارة الخارجية. يذكر أنه في البرنامج المذكور الذي بثته «الجزيرة» أشاد القنطار باغتيال الرئيس المصري، الراحل أنور السادات، واعتبره عملا بطولياً، قائلا إنه وعدداً من زملائه احتفلوا في السجن بذلك الاغتيال. واضاف القنطار في مقابلته مع «الجزيرة» التي أعقبها الاحتفال به، أنه يتمنى رؤية عمليات مشابهة لاغتيال السادات اليوم.

وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي نشبت فيه أزمة حادة بين مصر وإيران بسبب فيلم «اعدام فرعون» الذي أعادت بثه محطات إيرانية بعد تعديل أجزاء منه. وتبين لاحقا ان الفيلم من إنتاج «الجزيرة».