مقتل 6 في هجوم استهدف مبنى لحرس السواحل بالجزائر

وزير الداخلية: القاعدة تحاول الانتقام لـ 12 من أفرادها قتلهم الجيش

جزائريون يقفون أمام موقع التفجير في بلدة زموري الواقعة شرق العاصمة أمس (أ.ف.ب)
TT

هجر المصطافون بلدة زموري الساحلية الجزائرية، منذ الساعات الاولى من صباح أمس، بسبب هجوم انتحاري استهدف مبنى حرس السواحل مخلفا ستة قتلى و18 جريحاً. واعتبر وزير الداخلية يزيد زرهوني العملية انتقاما لـ 12 إرهابياً قتلهم الجيش ليل الجمعة الماضي. وفي حدود التاسعة والنصف من الليلة قبل الماضية، انفجرت سيارة مفخخة في زموري (50 كلم شرق العاصمة)، خلفت 6 قتلى مدنيين و18 جريحا، لفظ أحدهم أنفاسه في المستشفى. وذكر شهود بالبلدة الساحلية التي تعج بالمصطافين في شهر أغسطس (آب)، أن شخصا مجهولا كان يقود سيارة بسرعة متوجها بها إلى مبنى حرس السواحل الذي يقيم به جنود البحرية العسكرية، حيث كان يخطط لنسف المبنى بمن فيه. لكن دركياً تفطن للمخطط وأطلق عيارات نارية نحو الانتحاري، فانفجرت السيارة على بعد حوالي 10 أمتار من مقر حرس السواحل. وأحدث الانفجار ثقباً وأضراراً بليغة ببيوت السكان التي أجروها لأشخاص غرباء عن المنطقة، يأتون كل صيف إلى زموري لقضاء العطلة. وانتشر الفضوليون وسط المساكن للاطلاع على الخسائر التي لحقت بها، بينما جمع المصطافون متاعهم وغادروا زموري منذ الساعات الاولى من الصباح. وصادف وصول «الشرق الاوسط» إلى مكان الانفجار، مغادرة عائلة تتكون من 5 أفراد المنطقة. وقال أحدهم مبدياً خوفاً من تدهور الوضع الأمني في زموري: «لقد روعنا هذا التفجير ولم يعد ممكناً المغامرة بأرواحنا، والأفضل أن نهرب بسرعة».

وعكس تصرف الغرباء عن المنطقة، التحق سكان زموري أمس بالشاطئ وكأن شيئاً لم يكن. وقال دركي كان يقف أمام نقطة مراقبة أمنية: «لقد تعودنا على هذه الظروف. لم نعد نخاف من مثل هذه الأعمال الارهابية، إنها دليل فشل خطط الإرهابيين لأن ضحايا عملياتهم كلهم مدنيون وليسوا من رجال الأمن كما يزعمون». وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر أمني بزموري أن غالبية قتلى وجرحى التفجير الانتحاري مصطافون. واضطر القائمون على مستشفى ولاية بومرداس الذي تتبع لها زموري إدارياً، إلى الاحتفاظ بتسعة جرحى تحت المراقبة الطبية نظرا لخطورة حالاتهم. وانتقل وزير الداخلية يزيد زرهوني إلى مكان التفجير، حيث التقى ببعض الشهود من حرس السواحل الذين كانوا في المداومة لحظة التفجير. وفسر زرهوني العملية الانتحارية بأنها «رد فعل من الجماعات الارهابية على العملية التي نفذها الجيش ومصالح الأمن مؤخرا بمنطقة بني دوالة»، في إشارة إلى مقتل 12 عضوا من تنظيم القاعدة ليلة الجمعة الماضية في كمين نصبه للجيش بمنطقة بني دوالة بولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة).

وقال زرهوني إن تفجير زموري «الهدف منه رفع معنويات الجماعات الإرهابية بعد الضربة التي تلقتها والتي كانت قاسية». وتابع متحدثا لصحافيين: «لقد كان الانتحاري يخطط لضرب مركز حرس الشواطئ والدرك الوطني، وقد اضطر لتفجير نفسه بعد تلقيه طلقات نارية من طرف دركي». وأشار إلى أن تقديرات خبراء المتفجرات تفيد بأن السيارة كانت معبأة بحوالي 300 كيلوغرام من المتفجرات. أما عن الانتحاري، فقال زرهوني إن التحريات الأمنية جارية لتحديد هويته. ويرجح أن يكشف تنظيم القاعدة المسؤول عن الأعمال الانتحارية السابقة، عن هويته في بيان مرتقب.