حماس: مصر تعاملنا فقط كامتداد للإخوان المسلمين

على خلفية رفض القاهرة إعادة فتح معبر رفح

TT

تصاعدت في الآونة الأخيرة حدة التوتر بين حركة حماس ومصر على خلفية رفض مصر إعادة فتح معبر رفح الحدودي. وخرجت الانتقادات التي كان يوجهها المتحدثون باسم حماس الى مصر في الغرف المغلقة الى العلن. ففي الايام الثلاثة الأخيرة، وجه المتحدثون باسم حماس الاتهامات الى مصر بأنها «تشارك» إسرائيل في فرض الحصار على غزة مع كل ما يترتب عليه من معاناة ومآس تصيب آلاف المرضى. ويرى الدكتور وليد المدلل، استاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي الفلسطيني، في التوتر الأخير بين حماس ومصر، مجرد مظهر من مظاهر الأزمة البنيوية في العلاقة بين الجانبين. وأضاف في حديث لـ«الشرق الاوسط» أن الشعور السائد هو أن مصر تتعامل مع حماس كامتداد لحركة الإخوان المسلمين التي تناصبها العداء داخل مصر، وبالتالي فإن السلوك المصري تجاه الحركة ينطلق من هذا التصور لدور حماس. وأشار الى أن مصر تتعامل مع حماس في غزة كـ«خطر استراتيجي وليس كذخر استراتيجي، وبالتالي فهي قلقة جداً من تفرد حماس بحكم قطاع غزة وتعتبره مساً بأمنها القومي». وقال قيادي بارز في حماس طلب عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الاوسط» إن المسؤولين المصريين يبدون حساسية مفرطة ازاء أي اتصال بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين. واضاف أنه لدى مروره العام الماضي بالقاهرة، التقى وفداً نيابياً عن جماعة «الاخوان» في الفندق الذي نزل فيه، وبسبب ذلك تعرض بعد ذلك الى سلسلة من المضايقات الشديدة اثناء وجوده بالمطار في طريقه للخارج. وعند عودته تم التعامل معه بقسوة مع أنه كان يشغل منصباً وزارياً مهماً في حكومة اسماعيل هنية. وعندما اخترقت جماهير غزة بتشجيع من حكومة حماس، الحدود المصرية ـ الفلسطينية، مثل هذا الحدث أكثر محطات العلاقة توتراً. فمصر اعتبرت الخطوة مساً صريحاً بأمنها القومي، ووزير خارجيتها احمد ابو الغيط هدد بـ«كسر رجل» كل من يحاول اختراق الحدود مجدداً. واعتقلت أجهزة الأمن المصرية العشرات من عناصر حماس ومنتسبي اجهزة حكومة هنية الأمنية. واتهم من افرج عنهم من المعتقلين السلطات المصرية بالتعرض للتعذيب الشديد على ايدي المحققين المصريين. كما اتهموا المحققين بسؤالهم عن المكان الذي يلجأ اليه هنية عندما تهدد اسرائيل باغتياله، الى جانب محاولة الحصول على معلومات حول مكان احتجاز الجندي جلعاد شليط. وحرصت حماس على تنظيم مؤتمرات صحافية لعرض شهادات المفرج عنهم. واعتبرت مصادر في الحركة ان مصر غير جادة في الوساطة بينها وبين الرئاسة الفلسطينية وحركة فتح. كما أنها غير جادة في التوسط بشأن انجاز صفقة تبادل الاسرى مع اسرائيل يتم فيها اطلاق سراح الاسير شليط مقابل مئات المعتقلين الفلسطينيين. وقال مسؤول في حماس لـ«الشرق الاوسط» إن هناك انطباعاً عاماً بان مصر غير معنية بان تنجح حماس في تحقيق انجاز خلال هذه الصفقة؛ وبالتالي فهي لا تبدي حماساً كبيراً من اجل بذل جهود لاقناع اسرائيل بقبول الشروط التي تضعها لإنجازها. وعلمت «الشرق الاوسط» أن هناك دعوات عديدة داخل حماس لإخراج ملف شليط من يد مصر وتسليمه لوسيط أوروبي، ولا تخفي بعض الأوساط في الحركة تحمسها لتسليم الملف للوسيط الألماني الذي توسط بين حزب الله وإسرائيل في كل صفقات تبادل الاسرى بين الجانبين.